اديس ابابا: قالت الحكومة الإثيوبية الأربعاء إنها قبلت دعوة من الاتحاد الأفريقي لإجراء محادثات سلام مع متمردي تيغراي بعد ما يقرب من عامين من الحرب الشرسة في شمال البلاد.

وقال مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء أبيي أحمد، رضوان حسين، عبر تويتر إن الحكومة "قبلت هذه الدعوة التي تتماشى مع موقفنا المبدئي فيما يتعلق بالحل السلمي للصراع وضرورة إجراء محادثات دون شروط مسبقة".

وقالت خدمة الاتصال الحكومي في بيان إن الاتحاد الأفريقي حدد "المكان والزمان" للمحادثات لكنها لم تعط تفاصيل.

الاتحاد الأفريقي

ورفضت المتحدثة باسم الاتحاد الافريقي ايبا كالوندو تقديم معلومات عن موعد ومكان المحادثات، وقالت لوكالة فرانس برس "سنعلن التفاصيل بالشكل والوقت المناسبين". وأضافت أن العملية "على المسار الصحيح".

ولم يصدر رد فوري من جبهة تحرير شعب تيغراي على الإعلان الذي جاء بعد أكثر من شهر من استئناف القتال العنيف في شمال إثيوبيا ما أدى إلى تحطيم هدنة آذار/مارس وتقليص الآمال في إنهاء الحرب.

وأثار الصراع المتفاقم قلقًا دوليًا إذ أعلنت الولايات المتحدة الإثنين أن مبعوثها الخاص إلى المنطقة مايك هامر سيجري ثاني زيارة له إلى إثيوبيا خلال شهرين سعيا لوقف القتال.

ودفع تصاعد العنف أخيرا القوات الإريترية للانخراط مجددا في النزاع دعما للقوات الإثيوبية التي تخوض مواجهات ضد جبهة تحرير شعب تيغراي على عدة محاور في شمال البلاد.

وكانت متمردو إقليم تيغراي أعربوا الشهر الماضي عن استعدادهم للانخراط في محادثات سلام يقودها الاتحاد الإفريقي في خطوة تزيل عقبة من أمام مفاوضات محتملة مع حكومة أديس أبابا.

لكن القتال تصاعد في الأسابيع التي تلت ذلك.

قال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان المحادثات التي سيقودها الاتحاد الافريقي ستتم بوساطة "ترويكا (مجموعة ثلاثية) من المفاوضين" تضم الممثل الأعلى في الاتحاد الإفريقي لمنطقة القرن الإفريقي أولوسيجون أوباسانجو والرئيس الكيني السابق اوهورو كينياتا.

وقال مصدر دبلوماسي آخر لفرانس برس إن نائبة رئيس جنوب إفريقيا سابقا فومزيل ملامبو نكوكا ستكون ثالث المفاوضين.

وكانت الأطراف المتحاربة في السابق على خلاف حول من يجب أن يتوسط في المفاوضات، حيث ضغطت حكومة أبيي من أجل أوباسانجو وتريد جبهة تحرير شعب تيغراي أن يتوسط كينياتا في التفاوض.

كما تنازعوا بشأن استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك في تيغراي، وهو شرط مسبق رئيسي للحوار وفقا لجبهة تحرير شعب تيغراي.

وتواجه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة نقصًا حادًا في الغذاء والوقود والأدوية وإمدادات طارئة أخرى إذ حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من ارتفاع معدلات سوء التغذية.

هامر

من جانبها، ذكرت الخارجية الأميركية الاثنين في بيان أن مندوبها إلى القرن الأفريقي مايك هامر سيزور كينيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا هذا الشهر.

وتندرج الزيارة التي ستشمل لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الإثيوبية والاتحاد الإفريقي ضمن جهود الولايات المتحدة "للتوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية في شمال إثيوبيا ودعم إطلاق محادثات السلام بقيادة الاتحاد الإفريقي"، بحسب البيان.

ويأتي الإعلان في أعقاب زيارة قام بها هامر إلى إثيوبيا الشهر الماضي واستمرت 11 يوما بهدف دعم جهود إطلاق مفاوضات سلام.

وقُتل عدد لا يحصى من المدنيين منذ اندلاع الحرب في تشرين ثاني/ نوفمبر 2020 في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، كما تم توثيق انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين من قبل جميع الأطراف.