قال اثنان من عمال الإغاثة وقوات تيغراي إن ما يزيد على 50 شخصا قتلوا في غارة جوية يوم الثلاثاء استهدفت مدرسة في منطقة تيغراي، شمالي إثيوبيا، كانت تؤوي نازحين فروا من الصراع الدائر بين الحكومتين، الفيدرالية والإقليمية.

ويبدو أن الضربة الجوية على بلدة أدي دييرو هي واحدة من بين أشد الضربات دموية، خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين.

ولم تستجب الحكومة ولا الجيش الإثيوبيان على طلبات التعليق على الهجوم.

وقال عامل إغاثة لوكالة رويترز للأنباء إن الناجين من الغارة أبلغوا عاملين في مجال المساعدات الإنسانية، بعد فرارهم إلى بلدة شاير، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا من تيغراي، بأن 50 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 70 آخرين.

وقال عامل إغاثة آخر، علم من زملائه عدد القتلى، إن 62 شخصا قتلوا، ولم يكن لدى هذا الشخص معلومات عن عدد الجرحى.

وطلب عاملا الإغاثة عدم الإفصاح عن اسميهما، نظرا لأنهما غير مصرح لهما بالتحدث إلى وسائل إعلام.

وقال مكتب العلاقات الخارجية في حكومة إقليم تيغراي في بيان إن 65 شخصا قتلوا وأصيب 70 في الغارة.

الصراع في تيغراي: لماذا يشعر العالم بالقلق حياله؟

الصراع في تيغراي: سكان الإقليم الإثيوبي تعرضوا لـ"تطهير عرقي على يد حلفاء حكومة آبي أحمد"

وكانت أعنف غارة جوية شهدتها الحرب في يناير/ كانون الثاني الماضي، وراح ضحيتها 59 شخصا في مخيم للنازحين في بلدة ديبيت، شمال غربي البلاد، بحسب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

واندلعت الحرب بين الحكومة المركزية وجبهة تحرير شعب تيغراي في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

وبدأ الصراع عندما أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشن عملية عسكرية على القوات في إقليم تيغراي.

خريطة تيغراي واثيوبيا
BBC
أبناء تيغراي يمثلون ثالث أكبر قومية في البلاد بعد الأورومو والأمهرة

وجاء التصعيد بعد أشهر من خلافات بين الحكومة الإثيوبية والجبهة، التي تهيمن على المشهد السياسي في الإقليم.

وفي أعقاب تلك الخلافات، صنفت الحكومة المركزية الجبهة منظمة إرهابية، مستبعدة وقتها الدخول في أية محادثات سلام مع تلك الحركة.

وفشل تجدد الهجمات البرية والغارات الجوية التي شنتها الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا في وقف تقدم قوات الجبهة القادمة من إقليم تيغراي نحو العاصمة.

وخلف القتال بين الطرفين آلاف القتلى. ونزح أكثر من مليوني شخص بعد دخول القوات الحكومية إلى الإقليم، مما أدى لتردي الأوضاع ومواجهة 350 ألف شخص شبح المجاعة.

معلومات عن تيغراي

  • تنقسم إثيوبيا إلى 10 ولايات إقليمية محددة على أسس عرقية، وتوصف بأنها تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير، لكن مع وجود مؤسسات تمثل الحكومة المركزية.
  • بدأ الخلاف عقب تولي آبي أحمد، رئاسة الوزراء في 2018.
  • اتهم سياسيون أقوياء من تيغراي، أقصى شمال إثيوبيا، آبي أحمد، بمحاولة تعزيز سلطات الحكومة الفيدرالية.
  • ساءت العلاقات بين الإقليم وآبي أحمد، وبعد أن اتهمت الحكومة متمردي تيغراي بمهاجمة قواعد عسكرية، وتحرك الجيش الإثيوبي للسيطرة عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.