إيلاف من بيروت: أثار البروفيسور جدعون ساحار، مدير قسم جراحة القلب في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، ضجة بعد أن قال إن "الرحم العربي" يغلب اليهود، وذلك في مؤتمر انتخابي لوزيرة الداخلية اليهودية أييليت شاكيد في مستوطنة عومير الأحد.

سأل ساحار شاكيد عما إذا كان من الممكن إيقاف مخصصات التوليد والأولاد للفلسطينيين، أو حتى فرض غرامة بعدما يتخطى عدد الأطفال في الأسرة رقمًا معينًا، قائلًا: "إن مسألة زيادة عدد السكان في مجموعة سكانية أكثر إشكالية هي نوع من التناقض. إن الرحم العربي هو من يقرر مصيرنا".

أضاف ساحار في المؤتمر: "نحن نشجع هذا التنقض الديموغرافي بالمخصصات. إننا بحاجة إلى التفكير في علاوة الطفل التراجعية. فالطفل الثاني سيحصل عليها، والثالث ربما، والرابع لا، والخامس ربما ينال غرامة".

هذا لن ينجح

ردت شاكيد بأنها لا تؤمن بإمكانية القيام بمثل هذا الشيء. قالت: "هذا لن ينجح. لقد شننا حربًا على تعدد الزوجات، لذلك قمنا بقطع مزايا دعم الدخل. يبدو الأمر كما لو أن الرجل والمرأة انفصلا. أفضل ما يمكن فعله يمر عبر عمليات التغريب".

أثارت كلمات كبير الأطباء ضجة بين بدو النقب وفي أوساط الجمهور العربي بشكل عام. واعتصم الفريق العربي في سوروكا ساعة تقريبا احتجاجا على كلام ساحار. وأرسل نقيب الأطباء العرب في النقب الدكتور نعيم أبو فريحة شكوى إلى مدير مستشفى سوروكا، الدكتور شلومي كوديش، كتب فيها أنهم يدينون بشدة كلام ساحار. أضاف: "لا شك في ان كلماته تضر بالمستقبل المشترك للشعبين، فهي تضمنت تشويهًا لسمعة مجتمع بأسره، إذ وصف السكان بأنهم يمثلون مشكلة سكانية، وفيه أيضًا عدم احترام للزملاء ومعاملة مهينة للمرأة العربية. نتوقع أن تتخذ إدارة المستشفى إجراءً قاسيًا بحقه بسبب هذه التصريحات التي تنبعث من روح الغطرسة العنصرية والتعميم ضد شعب بأكمله، هذا بخلاف كلام من يتظاهر بأنه يعمل على إنقاذ الأرواح".

ختم أبو فريحة رسالته بالقول: "من يرى في الرحم العربي تهديدا لا مكان له في الجهاز الصحي وبالتأكيد لا يستطيع الاهتمام بقلوب العرب".

بيان اعتذار

بعد تصريحات ساحار، أرسل كوديش خطابًا إلى موظفي المستشفى كتب فيه أن "بيان أحد مديري الأقسام في المستشفى، الذي تم إجراؤه في حدث خاص، لا يمثل مستشفى سوروكا ولا العاملين به. وأوضحت الإدارة ذلك لرئيس الدائرة الذي اعتذر عما قاله".

أضاف كوديش أن "الاحترام المتبادل الذي نتمتع به تجاه بعضنا بعضًا هو ركيزة أساسية في عملنا اليومي. وعلينا بأي ثمن أن نحرس نسيج العلاقات المحترم والمتماسك والمساواة الكاملة والمطلقة بين المعالجين والمرضى".

وقال وزير الصحة نيتسان هورويتز إن "كلمات ساحار عنصرية وأنا أدينها. وهي بالتأكيد لا تمثل ما يحدث في النظام الصحي، حيث لا مكان في إسرائيل يشهد تعايشًا أقوى بين اليهود والعرب، فمن أتى إلى مستشفى أو عيادة، يرى ذلك فورًا في العمل المشترك للفريق وفي المعاملة المتساوية لكل مريض، وهكذا سنستمر".

كذلك ندد عضو الكنيست أحمد الطيبي بكلمات ساحار. قال: "السؤال الذي يطرح نفسه هو إذا كان البروفيسور ساحار يأخذ مشكلة الولادات في الحسبان عندما يعالج المرضى العرب، خصوصًا النساء. إنه كلماته عنصرية ومخيفة".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية