بيروت: دعا المرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان النائب ميشال معوض الأربعاء الكتل البرلمانية الى دعم ترشّحه من أجل "تغيير ميزان القوى" الذي يفرضه حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد.
وقال معوض (50 عاماً) الذي نال تأييد كتل عدة من دون حصوله على أكثرية ويصفه حزب الله بمرشح "التحدي" في مقابلة مع فرانس برس إن "ميزان القوى اليوم لا يمكن أن يأتي إلا برئيس خاضع لرغبات حزب الله وحلفائه".
وأضاف "من أجل تغيير ميزان القوى هذا، يجب أولاً توحيد المعارضة وجعلنا غالبية برلمانية".
ويحظى معوّض الذي نال 39 صوتاً في آخر جلسة انتخاب، بتأييد كل من كتلة القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، والكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبعض المستقلين.
ويراهن على قدرته على استقطاب نواب آخرين، بينهم نواب سنّة وآخرون وصلوا الى البرلمان عقب الاحتجاجات الشعبية التي عمّت لبنان بدءاً من 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز. وفي حال جرت دورة ثانية، تصبح الغالبية المطلوبة 65 صوتاً.
ومعوض مقرّب من واشنطن ويُعدّ من معارضي حزب الله والمطالبين بنزع سلاحه، ويندد بـ"هيمنته" على لبنان. ويعتبره حزب الله مرشّح "تحدٍّ" ويدعو إلى "التوافق على اسم يحظى بأكثرية نيابية".
وتنقضي ولاية الرئيس ميشال عون نهاية الشهر الحالي، فيما فشل البرلمان أربع مرات متتالية في انتخاب خلف له في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ومنطق التسويات.
وانتخب عون في تشرين الأول/أكتوبر 2016 رئيساً للجمهورية بعد عامين ونصف عام من شغور المنصب، بدعم من حزب الله في إطار تسوية سياسية بين أبرز زعماء الطوائف.
وقال معوض "يجب مواجهة منطق التسويات"، معتبراً أن "مرشح التسوية (...) سيخضع للأمر الواقع الحالي ضمن السياسيات الإقليمية والداخلية لحزب الله، ما يعني القبول بأنه لن يكون هناك سيادة".
وتابع "ما اقترحه هو مرشح الحلول، مرشح يعيد الثقة للدولة، وألا يكون بالتأكيد مرشح تحد"، مضيفاً "علينا أن نجد حلولاً ونحدد ما هي المشاكل مثل اصطفاف لبنان في المحور الإيراني والذي أدى إلى عزل لبنان وكان لديه تداعيات مباشرة على اقتصاده" الذي يشهد انهياراً متسارعاً منذ ثلاثة أعوام.
ومعوض نائب منذ 2018 عن قضاء زغرتا (شمال). هو نجل رئيس الجمهورية الأسبق رينيه معوض الذي اغتيل في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، بعد 17 يوماً من انتخابه. ويتهم معوض النظام في سوريا بقتل والده.
ورداً على سؤال حول مخاطر قد يواجهها في بلد شهد سلسلة اغتيالات سياسية مرت من دون محاسبة "أعلم جيداً ما هي المخاطر (...) وجاهز لها".
التعليقات