إيلاف من بيروت: وثق مقطع فيديو الساعات الأخيرة للفتاة الإيرانية نيكا شكارامي التي اختفت 10 أيام بعد مشاركتها في الاحتجاجات الغاضبة ضد النظام في طهران، قبل أن تعثر عليها عائلتها جثة هامدة في مشرحة. وظهر في الفيديو فتاة إيرانية ترتدي ملابس سوداء تقف فوق صندوق قمامة مقلوب، وتلوح بحجابها بينما تبتلعه النيران وسط هتافات "الموت للديكتاتور"، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية.نت" الخميس.

بعد لحظات، تأخذ الشابة وشاحا آخر من صديقتها لتشعله أيضا. وكانت الفتاة (مواليد 2005) اختفت بعد ساعات قليلة من تسجيل هذه المشاهد يوم 20 سبتمبر الفائت في طهران، وبعد أكثر من أسبوع علمت عائلتها بوفاتها. إلى ذلك، أكد سبعة أشخاص عرفوا شكارامي أنها كانت هي نفس اللقطات، مشيرين إلى أنه تم تصويرها في الساعة 8.37 مساءً في 20 سبتمبر، حيث تظهر أيضا شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية، ويقومون بدوريات في المنطقة.

في المقابل، عثرت السلطات الإيرانية على جثة الشابة الإيرانية في فناء منزل طور البناء في صباح يوم 21 سبتمبر، ولا علاقة لها بالاحتجاجات. وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة نشرتها السلطات الإيرانية فجر يوم 21 سبتمبر/ أيلول، شخصا ملثما قالوا إنه نيكا يدخل مبنى غير مأهول ولا يزال قيد الإنشاء في طهران.

فيما أكدت والدة نيكا شكارامي إنها لا تعتقد أن الشخص المقنع هو ابنتها، قالت: "أعتقد أنها قتلت على يد السلطات".

الشرطة تطارد

يقول موقع "العربية.نت" إن عشرات مقاطع الفيديو وروايات شهود العيان تشير إلى أن نيكا شكارامي تعرضت للمطاردة والاحتجاز من قبل قوات الأمن الإيرانية في تلك الليلة. وقالت شاهدة عيان تحمل اسما مستعارا وهو (لادان)، إنها شاهدت نيكا محتجزة من قبل عدة ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية ثم وضعوها في سيارة. كما كشفت أنها صورتها عبر مقطع فيديو وكانت ترتدي قبعة سوداء وتطرق على سيارة بيضاء لتقول لصاحبها "لا تتحرك لا تتحرك"، ثم تنسحب تدريجيا للهروب من قوات الأمن. وتابعت لادان: "أردت أن أنقذها لكنني لم أستطع"، مشيرة إلى أنه كان هناك ما يقرب من 20 أو 30 من أفراد الباسيج على دراجات نارية على الرصيف".

وكان المدعي العام في طهران أعلن أن نيكا شكارامي ماتت بعد أن ألقيت من سطح المبنى، وإن وفاتها لا صلة لها بالاحتجاجات في ذلك اليوم. ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري في 5 أكتوبر تفاصيل رواية رئيس مكتب المدعي العام الجنائي لمحافظة طهران محمد شهرياري حول وفاة نيكا. وقال شهرياري إنه تم العثور على جثة الضحية في فناء منزل طور البناء، ونقلت جثتها على الفور إلى الطب الشرعي كشخص مجهول الهوية.

كما أعلن رئيس مكتب المدعي العام الجنائي في طهران عن اعتقال ثمانية أشخاص على صلة بوفاة نيكا، مضيفاً أن "القضية قيد التحقيق وستعلن النتيجة في أقرب وقت ممكن".