باريس: استهدفت قوات الأمن الإيرانية مستشفى وسكناً للطلاب، وفق ما أفادت مجموعة حقوقية السبت، تزامناً مع دخول الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة مهسا أميني أسبوعها السابع.

توفيت أميني، وهي إيرانية من أصل كردي تبلغ من العمر 22 عاما، بعد توقيفها في طهران لاتهامها بخرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية.

وحاولت القوى الأمنية جاهدة السيطرة على الاحتجاجات التي قادتها النساء وتحوّلت إلى حملة أوسع لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية التي تأسست عام 1979.

وخلال مراسم أقيمت لمناسبة مرور 40 يوماً السبت على مقتل متظاهر في مدينة ديواندره (غرب)، هتف المحتجون "الموت للديكتاتور"، وهو شعار يستهدف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

تفيد مجموعات حقوقية بأن شرطة مكافحة الشغب قتلت محسن محمدي (28 عاماً) بإطلاق النار عليه خلال تظاهرات في ديواندره في 19 أيلول/سبتمبر، وتوفي في اليوم التالي في مستشفى كوثر في مدينة سنندج (غرب).

مستشفى وسكن طلاب

وأفادت منظمة "هنكاو" الحقوقية بأن قوات الأمن أطلقت النار باتّجاه عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا خارج المستشفى نفسه في وقت متأخر الجمعة من أجل حماية متظاهر آخر أصيب بجروح.

وقالت المنظمة التي تتخذ من النروج مقراً "أطلقت قوى القمع النار على أشخاص تجمّعوا أمام مستشفى كوثر في سنندج للدفاع عن أشكان مروتي".

وأضافت أن "هذه القوات أرادت إلقاء القبض على أشكان مروتي بينما كان مصابا"، قبل أن تنشر على تويتر صورة قالت إنها له وهو على نقالة وبجانبه أحد المسعفين.

وبعد وقت قصير، ذكرت "هنكاو" بأن قوات الأمن "أطلقت النار على سكن قريب لطلاب" جامعة كردستان للعلوم الطبية.

وفي تسجيل مصوّر تحققت فرانس برس من صحته، شوهدت قوات الأمن لدى وصولها على متن عشر دراجات نارية قبل إطلاق النار باتّجاه مبنى السكن الطلابي.

وفي تسجيل آخر تم التحقق منه أيضاً، يظهر عناصر الأمن وهم يطلقون الغاز المسيل في وقت متأخر الجمعة داخل مجمع سكني في حي شيتغار في طهران حيث نُظّمت تظاهرة حاشدة في الليلة السابقة.

استأنف الطلاب احتجاجاتهم السبت في جامعات في العاصمة طهران وكرمان في جنوب إيران وفي مدينة كارمانشاه وغيرها، بحسب تسجيلات مصوّرة تمّت مشاركتها على نطاق واسع.

وقالت "هنكاو" إن طالبات كن يهتفن في أحد شوارع كارمانشاه خلال الصباح تعرّضن لإطلاق نار من قوات الأمن، ما أدى إلى إصابة عدد منهن بجروح، مشيرة إلى أن اثنتين منهن جروحهن خطيرة.

تواصل الاحتجاجات

وتواصلت الاحتجاجات رغم الحملة الأمنية التي ذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران (مقرها أوسلو) الجمعة بأنها أسفرت عن مقتل 160 متظاهراً على الأقل، بينهم أكثر من 20 طفلاً.

ولقي 93 شخصاً على الأقل حتفهم في تظاهرات منفصلة اندلعت في 30 أيلول/سبتمبر في مدينة زاهدان (جنوب شرق) على خلفية التقارير التي أفادت عن تعرّض فتاة للاغتصاب من قبل مسؤول في الشرطة، بحسب المنظمة الحقوقية.

وذكرت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّا بأنه تم إطلاق النار من بنادق آلية على مصلين في زاهدان لدى انتهائهم من أداء صلاة الجمعة.

وقتل 20 عنصر أمن خلال التظاهرات المرتبطة بوفاة أميني بينما قتل ثمانية غيرهم على الأقل في زاهدان، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على تقارير رسمية.

وطالبت منظمة حقوق الإنسان في إيران بتكثيف "الضغط الدبلوماسي" على إيران، بينما حذّر مديرها محمود أميري-مقدّم من "خطر جدّي لعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين التي تعد الأمم المتحدة ملزمة بمنعها".

تحدي السلطات

وتنّظم آخر التظاهرات المرتبطة بوفاة أميني في تحد للتحذيرات الصادرة عن خامنئي والرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.

وسعى كلاهما لربط التظاهرات بعملية إطلاق نار واسعة الأربعاء وقعت في مرقد ديني في شيراز (جنوب) وأودت بحياة 15 شخصاً وفق الإعلام الرسمي.

لكن لا تدل على مؤشرات إلى احتمال تراجع حدة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني في 16 أيلول/سبتمبر وأججها الغضب الشعبي حيال الحملة الأمنية التي أودت بالعديد من الشابات والفتيات الأخريات.

ونظّمت السلطات الإيرانية مسيرات الجمعة في طهران وغيرها من المدن للتنديد باعتداء شيراز الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

واتّهمت وزارة المخابرات والحرس الثوري في بيان مشترك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وبريطانيا وإسرائيل والسعودية بـ"التآمر" ضد الجمهورية الإسلامية عبر "إثارة أعمال شغب" في إيران.