باريس: ألقت قوات الأمن الإيرانية القبض على صحافية أجرت مقابلة مع والد مهسا أميني التي أثارت وفاتها في أيلول/سبتمبر تظاهرات تحولت إلى حركة احتجاجية كبيرة مناهضة للنظام، حسبما أعلنت منظمة غير حكومية الجمعة.

وقالت منظمة "هينكاو" الحقوقية التي تتخذ من النروج مقرّاً، إنه جرى الأحد إلقاء القبض على نزيلا مروفيان، الصحافية المقيمة في طهران والتي تتحدّر، مثل مهسا أميني، من سقز في محافظة كردستان الإيرانية.

اعتُقلت مروفيان في منزل أقربائها كما نُقلت إلى سجن إوين في العاصمة الإيرانية، حسبما أكدت المنظمة غير الحكومية مشيرة إلى مكالمة هاتفية أُجريت مع عائلتها.

وكانت الصحافية التي تعمل لصالح موقع "رويداد 24" قد نشرت مقابلة مع أمجد والد مهسا أميني، في 19 تشرين الأول/أكتوبر على موقع "مستقل" (Mostaghel) على الإنترنت.

وخلال نشر رابط لمقالها، علّقت قائلة "ليس لدي نيّة الانتحار وليس لدي أيّ مرض أساسي"، في إشارة مباشرة إلى المخاطر التي تُدرك أنّها ستتعرّض لها عبر نشر المقابلة.

منذ ذلك الحين، سحب موقع "مستقل" المقابلة ولكن نسخة منها تفيد بأنّ الأب ينفي تفسيرات السلطات الإيرانية التي تفيد بأنّ ابنته كانت تعاني من مشاكل صحية. وكانت المقابلة بعنوان "والد مهسا أميني: إنهم يكذبون!".

وتشهد إيران منذ حوالى شهرين احتجاجات على أثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.

وتعدّ هذه التظاهرات، التي تصفها السلطات بأنها أعمال الشغب، غير مسبوقة في إيران من حيث حجمها وطبيعتها منذ الثورة الإسلامية في العام 1979.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات، جرى احتجاز الصحافيين اللذين ساهما في نشر القضية، في سجن إوين.

فالصحافية نيلوفار حامدي البالغة من العمر ثلاثين عاماً والتي تعمل لصالح صحيفة "شرق"، كانت قد توجّهت إلى المستشفى حيث كانت مهسا أميني في غيبوبة قبل وفاتها. وقد اعتُقلت في 20 أيلول/سبتمبر، وفق أسرتها.

أمّا إلاهه محمّدي (35 عاماً) المراسلة في صحيفة "هام ميهان"، فقد توجّهت إلى سقز لتغطية جنازة أميني، حيث جرت أيضاً إحدى أولى التظاهرات. واعتُقلت محمّدي في 29 أيلول/سبتمبر.

ووفق لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرّاً، فقد اعتُقل 54 صحافياً خلال حملة قمع الاحتجاجات. ومنذ ذلك الحين، تمّ الإفراج بكفالة عن حوالى عشرة منهم فقط.