ينتقد رجل دين محافظ ومحرر صحيفة علانية موقف الحكومة من الأسلحة التي تزود موسكو بها.
إيلاف من بيروت: اندلع خلاف داخلي في إيران بشأن إمداد روسيا بطائرات بدون طيار مميتة لاستخدامها في أوكرانيا، حيث قال رجل دين محافظ بارز ومحرر صحيفة إن روسيا هي المعتدي الواضح في الحرب ويجب أن يتوقف الإمداد. كما ألمح سفير إيراني سابق في موسكو إلى أن وزارة الخارجية ربما تكون قد أبقيت في الظلام من جانب الكرملين والجيش الإيراني.
نفت إيران منذ أكثر من شهرين أنها باعت الطائرات بدون طيار إلى روسيا رغم استخدامها لاستهداف محطات الطاقة والبنية التحتية المدنية، لكنها قالت في نهاية الأسبوع إنها زودت عددًا صغيرًا من الطائرات بدون طيار قبل بدء الحرب، وهو تفسير رفضته الولايات المتحدة وأوكرانيا.
نقاش واسع
يعكس الخلاف حول الطائرات بدون طيار نقاشًا أوسع في السياسة الخارجية في طهران حول مخاطر تطوير علاقات وثيقة مع موسكو. كما أنه من غير المألوف أن الانتقادات الموجهة إلى الحكومة الإيرانية يقودها رجل دين محافظ ومحرر في إحدى الصحف.
سلط مسيح مهاجيري، في مقالة على الصفحة الأولى من صحيفة جمهوري إسلامي، الضوء على ثلاثة أشياء كان على الحكومة فعلها: نصح الفريق الذي بدأ الحرب، أي روسيا، بمراعاة اللوائح الدولية التي تحظر التعدي على أراضي البلدان الأخرى؛ إبلاغ روسيا في بداية الحرب أنه لا يحق لها استخدام الطائرات بدون طيار في أوكرانيا التي قدمتها إيران؛ المحافظة على علاقات أقوى مع البلد المحتل.
أضاف مخاطبًا وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان: "لماذا لم تخبر روسيا بعد بدء الحرب في أوكرانيا أنه لا يحق لها استخدام الطائرات الإيرانية بدون طيار في الحرب؟ علاوة على ذلك، لماذا لم تقم بإدانة روسيا علانية لشنها الحرب ولماذا لم تبذل جهودًا مضاعفة للتوسط بين الجانبين لإنهاء هذه الحرب الشريرة؟"
وقال إنه كان بإمكان إيران أن تلعب هذا الدور من دون الإضرار بعلاقاتها مع روسيا.
فأل خير
تعتقد أوكرانيا أن موسكو حصلت على 2400 طائرة بدون طيار من إيران، بما في ذلك الطائرة بدون طيار شاهد 136 "الانتحارية" المميزة على شكل مثلث والتي تنفجر عند الاصطدام. ووصف مهاجيري في مقالته تغيير وزير الخارجية بأنه "فأل خير". قال: "لا يزال لديك الوقت لتغيير السياسة بشأن الحرب في أوكرانيا. لا يجب أن تضع كل البيض في السلة الروسية. تتعارض هذه الطريقة مع سياسة ’لا شرقية ولا غربية‘ التي تشكل جوهر السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية".
أضاف: "أقل ما يمكن أن تفعله إيران في الحرب في أوكرانيا هو التفاوض أولاً مع الجانبين من خلال تشكيل لجنة وساطة لحملهما على الموافقة على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. في الأيام الأولى من بداية الحرب، كان بإمكان طهران أن تعلن لموسكو أنه لا يحق لها استخدام الطائرات بدون طيار التي قدمتها إيران في الحرب على أوكرانيا ".
قال السفير الإيراني السابق في موسكو، نعمة الله إزادي، إنه يبدو أنه لم يكن هناك تعاون مناسب بين الجناحين العسكري والدبلوماسي للدولة الإيرانية، ما قد يترك وزارة الخارجية في الظلام. قال إزادي إنه يبدو أن قسمًا من الحكومة يعتقد أنه من المربح بيع طائرات بدون طيار إلى موسكو لاستخدامها في الحرب أو غير ذلك، و "يبدو أننا استسلمنا لعملية خداع من جانب روسيا، والتي، في رأيي، لا تفيد مصالحنا الوطنية على الإطلاق ".
لكن المستشار غير الرسمي للفريق المفاوض الإيراني بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، سيد محمد ماراندي، قدّم مثالاً على معارضة أوكرانيا داخل أجزاء من النظام، من خلال انتقاده الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإرساله التهنئة إلى حكومة إسرائيلية منتخبة.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غارديان" البريطانية
التعليقات