موسكو: أكدت موسكو الأربعاء أن روسيا "لا علاقة لها" بسقوط صاروخ مساء الثلاثاء في بولندا، ورحبت بـ"ضبط النفس" الأميركي في هذه الحادثة التي أثارت توتراً شديداً.

واتهمت أوكرانيا روسيا باستهداف الأراضي البولندية بضربة صاروخية.

وما زال الجيش البولندي في حالة تأهب قصوى الأربعاء بعد سقوط صاروخ يرجح أنه روسي الصنع، حسب وارسو، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وبدا الغربيون الأربعاء حذرين بشأن التكهن بمصدر الصاروخ مع انعقاد قمة مجموعة العشرين حيث كانوا يعملون على إقناع دول الجنوب بإدانة الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "روسيا لا علاقة لها بالحادثة التي حصلت في بولندا".

وأضاف "في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى ردّ فعل يتميز بضبط النفس وبمهنية أكبر من الجانب الأميركي"، منددًا بـ"هستيريا" من طرف "مسؤولين كبار لدول عدة".

"ضبط نفس" أميركي

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن ضرباتها الثلاثاء لم تصب سوى الأراضي الأوكرانية، مضيفةً أنها تمكنت من تحديد أن الصاروخ الذي سقط في بولندا هو قذيفة أطلقها نظام دفاع إس-300 تابع للقوات الأوكرانية.

وقالت الوزارة نريد أن نشير إلى أن الضربات العالية الدقة التي شُنّت على أراضي أوكرانيا كانت على مسافة تتجاوز 35 كلم من الحدود الأوكرانية البولندية".

وأضافت أن "خبراء روسًا حدّدوا بشكل قاطع" طبيعة الحطام الذي عُثر عليه في بولندا "كجزء من صاروخ موجّه مضاد للطائرات (أُطلق) من أنظمة إس-300 للدفاع الجوّي التابعة للقوات الأوكرانية".

ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "من غير المحتمل" أن يكون الصاروخ الذي أصاب بولندا أطلق من روسيا. من جهته، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء من أي "استنتاجات متسرعة" بعد سقوط الصاروخ.

وأكدت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر الأربعاء أن الانفجار الذي أودى بحياة شخصين بشرق بولندا هو "نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية". وأضافت أن "التحقيقات مستمرة ولا يوجد حالياً ما يشير إلى أنه هجوم متعمد".

دمار كييف

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو لم تشنّ أي ضربة على كييف الثلاثاء وأن الدمار الذي سُجّل في العاصمة الأوكرانية سببه الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وأصيب عدد من المباني في كييف الثلاثاء في القصف. وتنفي موسكو بشكل منهجي قصف مواقع مدنية في أوكرانيا وتحمل أنظمة الدفاع الأوكرانية المضادة للطائرات الأوكرانية مسؤوليتها أو تتهم كييف بها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "كلّ الدمار في الأحياء السكنية في العاصمة الأوكرانية (...) هو نتيجة مباشرة لسقوط لصواريخ مضادة للطائرات أطلقتها القوات الأوكرانية وتدميرها ذاتيًا".

وتابعت الوزارة أن روسيا دمّرت كافة أهدافها في ضرباتها الكثيفة على أوكرانيا الثلاثاء، مشيرةً إلى أنها استهدفت القيادة العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية للطاقة.

وقالت الوزارة إن "الهدف تحقق". وأضافت أن "كافة الصواريخ ضربت بدقة الأهداف المحددة وكلّ هذه المواقع دُمّرت" مضيفةً أنها استهدفت "نظام القيادة العسكرية الأوكرانية ومنشآت الطاقة المرتبطة بها".