إيلاف من لندن: تم الإعلان في بغداد الخميس عن إقصاء رئيس سلطة الطيران المدني ومدير مطار بغداد الدولي من منصبيهما إثر اندلاع حريق ثان في المطار خلال 48 ساعة، بينما أكد مصدر برلماني أن هذه الحرائق متعمدة.
وأصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم قراراً بإعفاء رئيس سلطة الطيران المدني نائل سعد ومدير مطار بغداد علي تقي من منصبيهما على خلفية تكرر حوادث الحريق في المطار .


السوداني يرافقه وزير الداخلية خلال تفقد الحريق الثاني خلال 48 ساعة في مطار بغداد الدولي فجر الخميس 17 نوفمبر 2022 (مكتبه)

وأجرى السوداني فجر اليوم زيارة مفاجئة إلى مطار بغداد الدولي للوقوف على أسباب الحرائق في صالات المسافرين . وقال مكتبه في بيان تابعته "ايلاف" ان السوداني قد تابع ميدانياً الإجراءات التحقيقية بشأن حادثة الحريق من دون توضيحات عن اسبابه والجهة المسؤولة التي تقف وراءه.

فحص فوري وشامل لمنظومة السلامة واحتياطات الطوارئ

وعقد السوداني فور وصوله الى مطار بغداد اجتماعا ضم كلًا من وزير الداخلية، ورئيس جهاز الأمن الوطني، ونائب رئيس جهاز المخابرات، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، ومدير عام الدفاع المدني، ومدير عام التحقيقات الجنائية في وزارة الدخلية، فضلاً عن سكرتير القائد العام للقوات المسلحة .
وبعد استماعه لإيجاز من المسؤولين المعنيين حول الحادثتين، شدد السوداني على "متابعة التحقيق، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء تكرار الحرائق في ظرف يومين فقط".. كما وجه "جهاز الأمن الوطني ومديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية بإجراء فحص فوري وشامل لمنظومة السلامة واحتياطات الطوارئ في المطار، ومراجعة جميع الإجراءات الأمنية المطبقة في كل مرافقه وصالاته ومبانيه".

وشدد السوداني على اللجنة القانونية في مكتبه "بمتابعة إجراءات العقد الخاص بمنظومة الإطفاء الذاتي المتوقفة منذ العام 2013 وتحديد المقصرين في عدم تشغيلها كل هذه المدة".

إخماد حريق ثان
وتمكنت فرق الدفاع المدني العراقي فجر الخميس من إخماد حريق ثان اندلع في مطار بغداد الدولي خلال 48 ساعة والسيطرة على النيران من دون خسائر بشرية.
وأشارت مديرية الدفاع المدني في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف" الى أن فرق الدفاع المدني أحكمت سيطرتها الكاملة على حادث حريق كبير اندلع داخل صالة نينوى للمسافرين المكونة من طابقين بمشاركة 15 فرقة إطفاء تخصصية وأخرى سانده بقيادة مباشرة من مدير عام الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان بوهان.
وأوضحت أن فرق الدفاع أخمدت الحريق الذي اندلع في الطابق الأرضي لصالة كبار المسافرين وعدد من مكاتب السفر واضطرت إلى كسر الأقفال والدخول لتلك المكاتب المحترقة لتنهي أعمال الإخماد والتبريد دون تسجيل إصابات بشرية مع تحجيم الأضرار المادية.
وطلب الدفاع المدني فتح تحقيق واستدعاء خبير الأدلة الجنائية لرفع العينات وتحديد أسباب اندلاع الحريق.

تأخر بعض الرحلات الجوية
أما إدارة مطار بغداد الدولي فقد أكدت السيطرة على الحريق من قبل العاملين في المطار وفرق الدفاع المدني مشيرة الى حصول خسائر مادية طفيفة.


وزير النقل العراقي رزاق السعداوي يشرف في مطار بغداد الدولي على اعادة الرحلات الجويه منه واليه (النقل)

وأضافت الادارة في بيان أن جدول الرحلات الجوية مستمر بصورة منتظمة ومغادرة الرحلات المجدولة لكنها استدركت قائلة "إن تأخيراً حصل في بعض الرحلات الجوية للمسافرين".
والثلاثاء الماضي تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد الحريق الاول داخل كافتيريا صالة المغادرة في المطار وتم إسعاف ثلاثة عمال أصيبوا بحالات اختناق نتيجة كثافة الدخان وحصول خسائر مادية.

حرائق المطارات متعمدة
ومن جهته أبلغ مصدر إعلامي "إيلاف" أن المعلومات الاولية تشير الى إن حريقي مطار بغداد الدولي حدثا بفعل فاعل.
ومن جانبها أكدت رئيسة لجنة النقل والاتصالات النيابية زهرة البجاري اليوم ان حريق مطار بغداد الدولي متعمد وقالت في بيان تابعته "إيلاف" إن تكرار الحرائق في مطار بغداد الدولي وبقية المطارات العراقية متعمدة.

وأشارت النائبة الى أنها أجرت اتصاللات هاتفي مع مكتب رئيس الوزراء ووزير النقل "لتشكيل لجان تحقيق عاجلة لمعالجة هذا الموضوع الخطير وإبعاد ومعاقبة الجهات المسؤولة عنها".
وأوضحت ان لجنة النقل والاتصالات البرلمانية "ستتابع هذا الملف الخطير الذي يؤدي إلى تشويه سمعة المطارات العراقية ومحاولة البعض نقل صورة سيئة عن الأوضاع الأمنية للبلاد في سبيل عرقلة جهود الحكومة في العمل والإصلاح".

بغداد بحاجة لمطار جديد
وتشير مصادر عراقية الى أن العاصمة العراقية التي يسكنها حوالى 10 ملايين مواطن بحاجة الى مطار جديد.
وتؤكد المصادر أن مطار بغداد الدولي الذي شيد بين عامي 1979 و1982 لا يتوفر على خدمات لائقة بمكانة العاصمة التي هي بحاجة ماسة الى إنشاء مطار حديث وواسع ينسجم مع تطور عالم النقل الجوي خاصة وأن هناك أراض شاسعة حوله يمكن استغلالها لتوسيعه وتحديث مبناه وأقسامه وصالاته وإدارته من قبل شركة أجنبية متخصصة أو عراقيين تم تدريبهم في الخارج.
ومطار بغداد الدولي هو أكبر مطارات البلاد ويقع على بعد 16 كيلومتراً غرب العاصمة وهو يعد مركز العمليات الرئيسي للخطوط الجوية العراقية.
وتولت بناء المطار شركات فرنسية وبريطانية وكلّف إنشاوه أكثر من 900 مليون دولار وكان مصمماً للاستخدام المدني والعسكري وعقب حرب الخليج الثانية عام 1991 فرض الحصار الاقتصادي على البلاد توقفت نشاطاته بصورة كلية باستثناء بعض الرحلات المحلية ورحلات خيرية لنقل الأدوية والغذاء إلى العراق من قبل جمعيات خيرية عالمية.
وأثناء غزو العراق عام 2003 تمكنت القوات الأميركية من احتلاله بعد معارك ضارية استمرت لثلاثة أيام، وسمّي حينئذٍ "مطار بغداد" بعد أن كان اسمه "مطار صدام".
وفي آب/أغسطس 2019 بدأت السلطات العراقية بتطبيق سلسلة من الإجراءات لتسهيل وصول المسافرين إلى المطار بتوسيع الطريق الرئيسي المؤدي اليه وإزالة عدد من الحواجز الأمنية والسماح للمركبات التي تقل المسافرين بالوصول إلى قاعات المغادرة مباشرة.
وتقدر القدرة الإستيعابية لمطار بغداد الدولي بحوالى 7.5 مليون مسافر سنوياً وهو يحتوي على 3 صالات رئيسية وهي بابل ونينوى وسامراء وتضم كل صالة منها ستة جسور متحركة لتوصيل الركاب الى الطائرات بالإضافة إلى صالات كبار الزوار والمخصصة للشخصيات المهمة.