شنغهاي: استبدلت تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع وسائل الإعلام الرسمية الصينية على الإنترنت ألوانها باللونين الأسود والأبيض بينما نُكّست الأعلام في بكين ووضعت الزهور حزنا على وفاة الرئيس السابق جيانغ زيمين.

وذكر الإعلام الرسمي بأن جيانغ توفي بسبب سرطان في الدم وفشل في العديد من الأعضاء، الأربعاء عن 96 عاما وبأن التحضيرات لجنازته بدأت.

ووضعت أكاليل الزهور تكريما لجيانغ في بلدته الأصلية ينغتشو وفي شنغهاي القريبة حيث انتشرت الشرطة على نطاق واسع الخميس في محيط تقاطعات قرب المستشفى حيث توفي بحسب الإشاعات، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس.

وشاهد المراسلون موكب عربات قادمة من اتجاه المستشفى عند حوالى الساعة 12,45 (04,45 ت غ)، وفي مقدمتها سيارة تحمل ما بدا أنه إكليل من الزهور الصفراء.

ومن ثم غادر الموكب باتّجاه مطار هونغكياو.

وأمرت الشرطة المشاة بمغادرة التقاطع قبل ساعة على ذلك بينما تجمّع أشخاص وصلوا على متن حافلات مرتدين ملابس بألوان قاتمة وكمامات.

وأظهرت صور أرسلها لفرانس برس شخص يقطن منزلا مطلا على أحد الشوارع الرئيسية القريبة أشخاصا مصطفين على الرصيف ويحملون زهور الأقحوان البيضاء المرتبطة تقليديا بالجنازات في الصين.

ورفع البعض لافتات كتب عليها "فلتسافر بأمان أيها الرفيق القديم".

واصطف مسؤولون ارتدوا سترات صفراء على طول الطريق بينما انتشر بعضهم فوق المباني الشاهقة المطلة على الطريق السريع.

وذكر الإعلام الرسمي بأن الرئيس شي جينبينغ يترأس شخصيا اللجنة المعنية بجنازة جيانغ.

ولم يتم تحديد موعد للجنازة بعد، لكن يتوقع بأن تقام في بكين.

وتتباين ردود الفعل حيال إرث جيانغ. فبينما يشيد كثيرون بشخصيته المرحة بعد عقود من القيادة الشيوعية الجامدة، يتهمه معارضوه بإفساح المجال لتفشي الفساد وعدم المساواة وقمع الناشطين السياسيين.

ولدى تقاعده، نشر صينيون من جيل الألفية صورا ساخرة له واصفين أنفسهم بـ"عابدي الضفدع" في إشارة إلى مظهره وسلوكياته الغريبة.

وفي غضون ساعة، علّق أكثر من نصف مليون شخص على خبر وفاته الذي نشرته شبكة "سي سي تي في" على منصة ويبو إذ أشار كثيرون إليه باسم "الجد جيانغ".

وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس باقات الزهور على جدران مقر إقامة جيانغ القديم في يانغتشو، بينما انحنى البعض وهم يضعونها.

وقالت صاحبة متجر قريب لبيع الزهور لفرانس برس إنها تلقت أكثر مئة طلبية من أشخاص كانوا يرغبون بتكريمه، جاء بعضها من أشخاص خارج يانغتشو استخدموا تطبيقات إيصال الطلبات.

وأفادت "لم نسجّل أعلى عدد من الطلبيات، تلقت بعض المتاجر مئات الطلبيات".

وقال طالب في العشرينات لفرانس برس إنه طلب الزهور باستخدام تطبيق "ميتيوان" تكريما لـ"شخص أكبر سنا يحظى بتعليم عال".

وذكرت "سي سي تي في" الأربعاء أنه سيتم تنكيس الأعلام في بعض المباني الحكومية إلى أن يحين موعد الجنازة.

واستبدلت مواقع وسائل إعلام رسمية وشركات حكومية ألوانها باللونين الأسود والأبيض، كما فعلت تطبيقات مثل "علي باي" و"تاوياو" وحتى "ماكدونالدز" في الصين.

وفي هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، قدم المعزّون إلى مكتب التنسيق مع بكين لتكريمه، لكن طلب منهم المغادرة لأن المكتب لم يكن جاهزا.

وبعد انتظار دام ساعتين تقريبا، طُلب من أكثر من عشرة أشخاص، معظمهم طلاب وموظفون مهنيون من البر الرئيسي الصيني، العودة بعد الظهر.

وقالت امرأة من هونغ كونغ عرّفت عن نفسها باسم تشان (50 عاما) لفرانس برس إنها قررت التوجّه إلى المكتب لأنها تعتبر أن جيانغ "بسيط جدا ومرح".

وبدا طالب صيني قدم من البر الرئيسي كان يقف خلف تشان متفاجئا. وقال لفرانس برس من دون الإفصاح عن اسمه "لم أتوقع بأن يكرّمه أي من أهالي هونغ كونغ".

وأما إدوارد (26 عاما)، وهو طالب من البر الرئيسي الصيني يدرس في هونغ كونغ، فقال إن جيانغ كان "الزعيم الأكثر انفتاحا وعلما".

وأضاف "جعل اقتصاد السوق جزءا من التقليد في الصين.. من دون ذلك ما كان هناك أمل بالديموقراطية".

وأما رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ جون لي، فنشر صورة لنفسه على فيسبوك وهو ينحني أمام صورة كبيرة لجيانغ داخل قاعة مليئة بالزهور البيضاء والصفراء.