لقي أربعة أشخاص مصرعهم بعد أن واجه قارب مهاجرين صعوبات في عبور القنال الإنجليزي في ليلة شديدة البرودة.
ورصد طاقم صيد الزورق وهو يغرق في المياه الباردة بين مدينة كنت البريطانية وفرنسا بعد الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش.
وقيل لبي بي سي إن قبطان قارب الصيد، أرسى قاربه ونقل وطاقمه المكون من 31 شخصاً إلى بر الأمان في عملية إنقاذ دراماتيكية.
وأظهرت لقطات تم تصويرها من القارب البعض وهم لا يرتدون سوى قمصان وسترات نجاة رقيقة وهم يصرخون طلباً للمساعدة.
وأظهر الفيديو، الذي شاركه مالك قارب الصيد بن سكوير، أفراد الطاقم وهم يسحبون الناس من الماء والقارب بالحبال.
نظام الهجرة البريطاني كان ومازال "عنصريا" وحان الوقت لإصلاحه - في الغارديان
الهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا: شبكات تهريب جديدة تصعب مهمة الشرطة
الهجرة: هل بريطانيا أول دولة ترّحل طالبي اللجوء إلى دول أخرى؟
ويمكن سماع الناس وهم يصرخون مرعوبين، بينما يمكن رؤية المياه وهي تملأ القارب القابل للنفخ.
وسطعت أضواء طائرات الهليكوبتر في سماء الليل وهي تنقل الأشخاص بعيدا، حيث كانت تستمر قوارب النجاة في الوصول إلى مكان الحادث لمواصلة إنقاذ الناس.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنه تم تنبيه السلطات في الساعة 03:05 بتوقيت غرينتش إلى وجود قارب صغير قبالة ساحل دانجنيس على بعد 30 ميلاً غرب دوفر وهو يواجه صعوبات.
وقال سكواير، الذي لم يكن على متن قارب الإنقاذ، إن القبطان راي ستراشان أخبره أنهم أنقذوا 31 شخصاً.
وبعد نقلهم إلى بر الأمان، قدم لهم الطاقم المساعدات اللازمة التي شملت الملابس والطعام.
وقال سكواير إن البحر كان بارداً جداً والظروف كانت "قاسية قليلاً".
وانخفضت درجات الحرارة خلال الليل يوم الثلاثاء إلى درجة واحدة مئوية. ومن المرجح أن تكون الحرارة أبرد في البحر. وكان هناك تحذير أصفر لإمكانية تشكل جليد في كنت في ذلك الوقت.
وأضاف أنها كانت حادثة مروعة لكن الطاقم قام "بعمل رائع".
وقال سكواير لبي بي سي: "لقد عملوا ببراعة في نقلهم لهذا العدد الكبير من الأشخاص على متن القارب".
وقال نيك إيردلي، مراسل بي بي سي، إن شخصاً مقرباً من الحادثة قال إنه تم إنقاذ 43 شخصاً بينهم 30 من المياه.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان: "هذه هي الأيام التي نخشاها".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعرب في وقت سابق عن حزنه "للخسارة المأساوية في الأرواح البشرية".
ومن المرجح أن القارب كان يحمل مهاجرين يخاطرون بالعبور من فرنسا، بعد يوم من إعلان سوناك عن تدابير جديدة لـ "إيقاف القوارب".
وفي بيان أمام مجلس العموم، قالت برافرمان إن عملية البحث والإنقاذ مستمرة. وتحدثت إلى مسؤولي قوة الحدود بشأن المأساة.
وتم إرسال كل من خفر السواحل البريطانية والبحرية الفرنسية والمؤسسة الملكية الوطنية قوارب النجاة وعربة إسعاف جوية للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
كما شاركت مروحيات خفر السواحل في العملية.
وقالت خدمة الإسعاف في الساحل الجنوبي الشرقي لبريطانيا إنه تم استدعاؤها بعد تقارير عن الحادث وأرسلت أطقماً إلى منطقة دوفر في كنت، للمساعدة في عملية المتابعة.
وقد أعرب عدد من السياسيين عن تعازيهم، بمن فيهم الوزيرة برافرمان، التي قالت إن "قلبها" مع المتضررين.
وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إنه من "المفجع" سقوط المزيد من القتلى في القنال. وقالت النائبة عن منطقة دوفر، ناتالي إلفيك، إنها "حزينة للغاية" لسماعها بالمأساة.
وتأتي العملية في أعقاب حادث مميت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما توفي ما لا يقل عن 27 مهاجراً بعد غرق زورقهم أثناء توجههم إلى المملكة المتحدة من فرنسا.
وقال سايمون جونز، مراسل بي بي سي، إن 460 شخصاً قاموا برحلات من فرنسا إلى كنت في قوارب صغيرة بين الجمعة والأحد.
وقام ما يقرب من 45 ألف شخص برحلة مماثلة هذا العام.
ومن جهته، قال رئيس أساقفة كانتربري إنه "يصلي من أجل ضحايا أحداث اليوم الرهيبة"، وغرد على تويتر أن النقاشات حول طالبي اللجوء "لا تتعلق بالإحصاءات، بل بالأرواح البشرية الثمينة".
وقال تيم ناور هيلتون، من منظمة "ريفيودجي آكشن" Refugee Action الخيرية، إن المأساة كانت متوقعة وحتمية، وسيموت المزيد من الناس وهم يحاولون الوصول إلى الأمان إذا لم توجد الحكومة المزيد من الطرق يستطيع من خلالها الأشخاص طلب اللجوء.
التعليقات