هدأت التوترات بين صربيا وكوسوفو، في ما يبدو، بعد قرار إزالة حواجز بالقرب من معبر حدودي رئيسي.
وبدأ الصرب في كوسوفو بناء حواجز الطرق في شمالي البلاد، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، احتجاجًا على اعتقال ضابط شرطة صربي سابق.
وجاء قرار رفع الحواجز بعد أن أجرى المحتجون محادثات في وقت متأخر من الليل مع رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش.
ومع ذلك حذر فوتشيتش من أن انعدام الثقة لدى الأقلية الصربية في كوسوفو لا يزال مرتفعا.
- لماذا يزيد التوتر بين الصرب والحكومة التي يقودها الألبان في كوسوفو؟
- إغلاق الطرق مع استمرار العنف بين المتظاهرين الصرب والشرطة في كوسوفو
تأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من إعلان الجيش الصربي أنه في "أعلى مستويات الاستعداد القتالي"، بسبب التوترات المتزايدة مع كوسوفو.
وانفصلت كوسوفو، ذات الأغلبية الساحقة من الألبان، عن صربيا بعد حرب 1998-1999.
ولا تعترف صربيا بكوسوفو كدولة مستقلة، ولا يعترف بها الصرب الذين يعيشون هناك.
وتراوحت التوترات بين بلغراد وبريشتينا صعودا وهبوطا، منذ إعلان كوسوفو استقلالها من جانب واحد عن صربيا في عام 2008.
لكن تلك التوترات زادت بشكل خاص خلال الأشهر القليلة الماضية، مع انسحاب الأقلية الصربية من جميع أشكال التعاون مع سلطات كوسوفو.
وكانت شرارة التوتر عبارة عن خلاف حول لوحات أرقام السيارات، إذ طلبت الحكومة في بريشتينا من الصرب تسليم لوحات ترخيص المركبات الصادرة من صربيا، والتي استمروا في استخدامها، لكي يتم استبدالها بلوحات "جمهورية كوسوفو".
ومع ذلك، لم يمتثل سوى عدد قليل من الأشخاص للأمر قبل الموعد النهائي المحدد، وأثارت خطة بريشتينا لفرض غرامات على الرافضين استقالة جماعية للصرب من جميع المؤسسات الوطنية في كوسوفو، وذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكان من بين هؤلاء ضباط شرطة، حيث قام أكثر من 600 ضابط من أصل صربي بتسليم شاراتهم.
وفشلت محاولات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي - الذي لديه قوات حفظ سلام منتشرة في كوسوفو - والولايات المتحدة للتوسط من أجل حل الأزمة في تحقيق اختراق دبلوماسي.
وبعد ذلك قُبض على ضابط الشرطة الصربي السابق، ديان بانتيك، في وقت سابق من هذا الشهر للاشتباه في مهاجمته لقوات كوسوفو، ما أدى إلى تصعيد التوترات.
ويوم الأربعاء، أمر قاض في كوسوفو بإطلاق سراح بانتيك.
وردا على قرار تفكيك الحواجز أعربت رئيسة الوزراء الصربية، آنا برنابيتش، يوم الخميس عن شكرها للصرب في كوسوفو على "إيجاد القوة للرد على العدوان والإرهاب الوحشي".
لكنها أضافت أنها لا تعتقد أن إزالة الحواجز سيعني إنهاء ما وصفته بـ"استفزازات" رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي.
ولم يصدر أي رد رسمي بعد بشأن إزالة الحواجز من حكومة بريشتينا.
التعليقات