اعتقلت الشرطة في رومانيا صانع المحتوى المثير للجدل أندرو تيت في إطار عملية تحقيق تتعلق بقضية اغتصاب واتجار بالبشر.

وداهمت عناصر الشرطة منزل تيت، الذي اعتقل مع شقيقه تريستان، الواقع في العاصمة الرومانية، بوخارست.

وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء بأن محاميا عن الشقيقين أكد خبر اعتقالهما.

وكان تيت، وهو لاعب سابق في لعبة "الكيك بوكسينغ"، قد صعد إلى النجومية في 2016 عندما استبعد من برنامج تلفزيون بريطاني شهير بسبب مقطع فيديو يظهر فيه وهو يعتدي على امرأة.

ثم اكتسب شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حظره موقع تويتر لنشره تغريدة قال فيها إنه يتعين على النساء "تحمل المسؤولية" عند تعرضهن للاعتداء الجنسي. وقد أعيد تفعيل حسابه على تويتر بعد ذلك.

وبحسب رويترز، فإن محققي الإدعاء العام قالوا إن "المشتبه بهم الأربعة... يبدو أنهم شكلوا جماعة إجرامية منظمة بهدف تجنيد نساء وإسكانهن واستغلالهن عبر إجبارهن على عمل محتوى إباحي بغرض أن يُشاهد على مواقع إلكترونية متخصصة مقابل مبالغ مالية".

وكان الشقيقان يخضعان للتحقيق منذ أبريل/ نيسان الماضي، إلى جانب مواطنين رومانيين اثنين.

وتُظهر مقاطع فيديو انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي اقتياد تيت وشقيقه من فيلا فاخرة.

وأصدرت إدارة التحقيق في الجرائم المنظمة والإرهاب الرومانية بيانا، لكنها لم تذكر اسمي الشقيقين تيت، قالت فيه إن مواطنيْن بريطانييْن ومواطنيْن رومانييْن اتهموا بأنهم جزء من جماعة إجرامية تركز على الاتجار بالبشر.

وقال البيان إن الضباط تمكنوا من التعرف على ستة أشخاص تعرضوا "للاستغلال الجنسي" من قبل ما وصفتها بـ"جماعة إجرامية منظمة".

وقالت الشرطة إن "الضحايا" تم "تجنيدهن" من جانب المواطنيْن البريطانييْن.

ومضى البيان قائلاً إن الضحايا أجبرن لاحقاً على الاشتراك في صنع محتوى إباحي تحت تهديد العنف.

ونشرت الشرطة أيضا شريط فيديو لعملية المداهمة، تظهر فيه أسلحة وسكاكين ومبالغ نقدية معروضة في إحدى الغرف.

وكان تيت قد انتقل للعيش في رومانيا قبل خمسة أعوام.

وراجت شائعات على مواقع الإنترنت مفادها أن الشرطة تلقت بلاغاً حول وجود تيت في البلاد بعد أن نشر مقطع فيديو يهاجم فيه الناشطة البيئية غريتا تونبرغ.

لكن لا يُعتقد بأن هذه هي الحقيقة.

ففي المقطع المصور الذي نشره، تسلم صندوق بيتزا من مطعم محلي، والذي يشير بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه ربما كان هو من كشف عن غير قصد عن مكان تيت لضباط الشرطة.

وكان الخلاف مع غريتا تونبرغ قد بدأ في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما أشار تيت في وسم للناشطة البالغة من العمر 19 عاماً في منشور تباهى فيه بـ"الانبعاثات الهائلة" التي يصدرها أسطوله من السيارات.

وفي أعقاب اعتقاله، غرّدت تونبرغ على تويتر قائلة: "هذا ما يحدث عندما لا تقوم بتدوير صناديق البيتزا التي تخصك"، في إشارة منها إلى الشائعات الرائجة على الانترنت.

وكان تيت، وهو مواطن بريطاني مولود في الولايات المتحدة، قد خاض نزالات كلاعب "كيك بوكسنغ" محترف وفاز بألقاب عالمية.

وفي 2016، شارك في برنامج "بيغ براذر" البريطاني ودخل المنزل الخاص بالمسابقة لكنه سرعان ما طُرد بعد تداول فيديو، يظهره وهو يضرب امرأة بحزام.

وعندما تم طرده من البرنامج، قال تيت إن الفيديو تعرض للتعديل، واصفاً ما جاء فيه بأنه "محض كذب لجعلي أبدو سيئاً".

وبعد هذه الحادثة اكتسب شعبية على مواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن تويتر حظرته لتعليقه حول مسؤولية النساء عن تعرضهن للاعتداءات الجنسية.

وفُرض حظر على تيت على وسائل التواصل الأخرى مثل يوتيوب وفيسبوك وانستغرام، وتعرض للطرد من قبل منصة تيك توك أيضا التي قالت إن "كراهية النساء هي عقيدة بغيضة لا يمكن التسامح معها".

لكن حساب تيت على تويتر أعيد تفعيله مؤخرا بعد استحواذ إيلون ماسك على المنصة.

وتحث منشوراته على مواقع الإنترنت الأخرى على كراهية النساء وتستهدفهن وتحظى بملايين المشاهدات، حيث قالت ماريانا سبرينغ، مراسلة بي بي سي لشؤون المعلومات المضللة ووسائل التواصل الاجتماعي، في وقت سابق من هذا العام إن المحتوى الذي يصنعه "أثار المخاوف حيال التأثير الذي سيكون له في العالم الواقعي".