إيلاف من بيروت: 41 في المئة من إجمالي المهاجرين الجدد الذين وصلوا من روسيا منذ بداية الحرب - لم يعودوا يعيشون في إسرائيل، وعاد معظمهم إلى روسيا. هل من الممكن أن يندم 14200 مهاجر كانوا ينوون الاستقرار في إسرائيل؟

بوابة إسرائيل مخروقة

مرت أقل من 10 أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا، ونتيجة لذلك هاجر مئات الآلاف من روسيا وأوكرانيا إلى إسرائيل. ومع ذلك، فإن 41 في المئة من إجمالي عدد المهاجرين الجدد الذين وصلوا من روسيا منذ بداية الحرب لم يعودوا يعيشون في إسرائيل، وعاد معظمهم إلى روسيا. أي 41 في المئة منهم حصلوا على الهوية الإسرائيلية وجواز السفر الإسرائيلي ثم عادوا إلى وطنهم.

"هناك عدد غير قليل ممن يأتون إلى هنا لتلقي العلاج الطبي على حساب دولة إسرائيل، أو لمجرد الحصول على جواز سفر إسرائيلي يحميهم في الخارج. بعضهم لا يعرف كلمة واحدة من اللغة العبرية، لم يعرفوا دائمًا كيف يصوتون في دولة إسرائيل، كما زعم حنان أهيتوف، رئيس الهيئة المكلفة بالتحقق من نوايا المهاجرين وهي وكالة حكومية تسمى "ناتيف"، تتأثر قيادتها بشكل كبير بحزب "إسرائيل بيتنا"، برئاسة وزير المالية المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان، مضيفًا: "ماذا يمكنك أن تفعل لهم؟ لا شيء".

يشترط قانون العودة قبول الجنسية ان تكون نية المهاجر الاستقرار في البلاد. وصل ما يقرب من 35 ألف مهاجر جديد من روسيا منذ بداية الحرب. هل يمكن أن يكون 14200 منهم كانوا يعتزمون الاستيطان في إسرائيل وندموا بهذه السرعة؟ أو ربما لم يحاول أحد التحقق من نواياهم في المقام الأول؟

في غضون ذلك، فإن السياسة العامة في الوكالة هي التحقق "بأقل قدر ممكن" من المتقدمين للحصول على بطاقة هوية وجواز سفر إسرائيليين. من بين هؤلاء كسينيا سوبتشاك، وهي سياسية وإعلامية روسية معروفة، وكان والدها، أناتولي سوبتشاك، راعي الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين. وصل سوبتشاك في وقت متأخر من المساء إلى مكاتب "ناتيف"، ويفترض أنه حتى لا يلاحظها أحد، فتحوا لها المكاتب وحصلت على بطاقة هويتها الإسرائيلية. بعد ذلك، عادت على الفور إلى موسكو.

ليست يهودية

وقال أهيتوف "لا شك في أن كسينيا سوبتشاك لم تكن لديها نية للاستيطان في إسرائيل". ليس ذلك فحسب، فقد منحتها السفارة الإسرائيلية في موسكو جواز سفر إسرائيليًا صالحًا مدة 5 سنوات، على الرغم من أنه وفقًا للإجراءات الجديدة في وزارة الداخلية، هذا ممنوع على ما يبدو. مثال آخر هو آلا بوجاتشيفا، واحد من أشهر المطربات الروس في بلدها الأم. وصلت بوجاتشيفا إلى إسرائيل في 17 أبريل الماضي، على الرغم من إغلاق مكاتب "ناتيف" بسبب عطلة عيد الفصح، لكن المكاتب فتحت خصيصًا لها.

أوضح أهيتوف: "قانون العودة ينص على من هو اليهودي: الشخص الذي ولد لأم يهودية ولم يتحول عن دينه". زوج بوجاتشيفا، مكسيم جالكين، مسيحي بالفعل تزوجها في الكنيسة. "بفضل زوجها، والدته يهودية، سُمح لهم بالهجرة إلى إسرائيل. لكن زوجها تزوجها في الكنيسة، حتى أنني رأيت في حفل الزفاف أنه يعلق أيقونة المسيح على صدره، وقال أيضا إنه اعتنق المسيحية، لذا فوفقا لقانون العودة لا يستحقون شيئاً".

في "ناتيف" زعموا أن هناك بالفعل مشكلة تم إحالتها إلى مدير السكان في وزارة الداخلية، حيث تقرر منح الزوجين الجنسية الإسرائيلية. وبحسب "القناة 13" الإسرائيلية، يمكن رؤية كومة من الصناديق في غرفة خاصة في مقر "ناتيف" مليئة بعشرات الآلاف من الاستبيانات عن المهاجرين الجدد لا يدخلها في جهاز كمبيوتر، وبما أن هذه المستندات لم تتم مكننتها، من الصعب الرجوع إليها ومقارنتها بقواعد البيانات الأخرى. بمعنى، من الأسهل "الغش" والحصول على بطاقة الهوية. أضاف أهيتوف: "هذا بالطبع يجعل العمل أكثر صعوبة. من خلال كتابة الاستبيانات، يمكنك أيضًا ربط الأشخاص المتقدمين الآن والذين تقدموا في الماضي".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "القناة 13" الإسرائيلية