إيلاف من لندن: يبدو أن غضب إيران لن ينتهي من تسمية العراق للخليج بالعربي بدل الفارسي كما تريد مصوبة نحو السوداني بينما بدأ قائد فيلق القدس الايراني قاآني زيارة الى بغداد الثلاثاء في محاولة لحل خلافات تضرب الإطار الشيعي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني"إن تسمية الخليج الفارسي لهذه المنطقة المائية حقيقة تاريخية ودائمة وموثقة لا یمكن إنكارها وتكرار الاسم الوهمي لا يغير الحقيقة" على حد قوله في إشارة الى استخدام قادة عراقيين لتسمية الخليج العربي واطلاقهم بطولة كأس الخليج العربي على مبارات خليجي 25 المقامة في مدينة البصرة العراقية الجنوبية حالياً.
وأضاف كنعاني في تصريحات نقلها الإعلام الإيراني اليوم وتابعتها "إيلاف"رداً على سؤال حول استخدام مسؤولين عراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتسمية الخليج بالعربي " إن اسم الخليج الفارسي لهذه المنطقة المائية حقيقة تاريخية، دائمة وموثقة لا يمكن إنكارها وتكرار اسم مزيف لا يغير الحقيقة" بحسب ادعائه.
وقال "الخليج الفارسي" اسم ذكر في الوثائق القديمة والخرائط وسجلات السفر والنصوص القديمية منذ آلاف السنين وسيبقى تحت هذا الاسم إلى الأبد".. مشيراً الى أنه "لا یمکن استغلال التضامن التاريخي لدول المنطقة لجلب صداقة الآخرين".. منوهاً الى أن العلاقات الإيرانية العراقية تتجاوز الأفراد والمؤسسات وتتأصل في عمق تاريخ وحضارة البلدين والشعبین" في إشارة الى السوداني الذي كرر تسمية الخليج العربي في أكثر من مناسبة مؤخراً.
وأشار المتحدث الرسمي الإيراني الى إرسال وزارة الخارجية لبلده "مذكرة احتجاج بسبب التصريحات التي اطلقها عدد من المسؤولين العراقيين حول تسميتهم الخليج بالعربي.

أهمية رمزية
وكان السوداني قد رد السبت الماضي على اعتراض إيران بالتأكيد على أن الخليج العربي أمر واقع. واعتبر السوداني في مقابلة مع قناة "دويتشه فيله" الألمانية على هامش زيارته الى برلين الجمعة الماضي إن "دول الخليج العربي هذا واقع، ولا نريد أن ندخل في هذه الإشكاليات التي يحاول البعض إثارتها".
وخلال إقامته السبت الماضي مأدبة غداء في بغداد على شرف وفود اتحادات كرة القدم الخليجية المشاركة في خليجي 25 في البصرة من رؤساء اتحادات ونائبيهم، وعدد من نجوم كرة القدم ونخبة من الإعلاميين الخليجيين فقد اعرب عن امتنانه للمشاركين والمساهمين في إنجاح البطولة وقرار استضافتها في مدينة البصرة .
وأكد السوداني في كلمة على الأهمية الرمزية لهذه البطولة واصفا اياها
بأنها عرسٍ عربي، ولقاءٍ أخوي على أرض العراق، بما هو أكبر من مجرد مناسبة رياضية. وأوضح أن التسهيلات التي رافقت البطولة على الحدود ستستمر إلى ما بعدها، وأن العراقيين يرحبون بأشقائهم من دول الخليج بين أهلهم وإخوانهم.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أعلن الأربعاء الماضي أن وزارته استدعت السفير العراقي في ايران (نصير عبدالمحسن) احتجاجاً على "استخدام السلطات العراقية مصطلح وهمي بدلاً من الخليج الفارسي" خلال بطولة خليجي 25 الكروية الجارية فعالياتها حالياً في مدينة البصرة العراقية الجنوبية.
ومن جانبه هاجم البرلمان الإيراني اطلاق اسم الخليج العربي على بطولة خليجي 25 وندد بتصريحات للسوداني ولزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لاطلاقهما تسمية "الخليج العربي" وطالبهما بالاعتذار عن ذلك.
يذكر أن الخليج العربي هو ذراع مائية لبحر العرب بحسب الموسوعة العالمية ويكيبيديا يمتد من خليج عمان جنوباً حتى شط العرب شمالاً بطول 965 كم ويزيد طول الساحل العربي على الخليج العربي بحوالى 1050 كيلومتراً على الساحل الإيراني وتطل على الخليج ثمان دول هي العراق والكويت والسعودية وقطر والإمارات وعُمان ثم إيران .

قاآني في بغداد
وعلى صعيد آخر فقد بدأ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني العميد اسماعيل قاآني اليوم زيارة الى العراق.
وعلى الرغم من أن الإعلام الإيراني أشار الى أن الزيارة تأتي للتعزية بوفاة والدة رئيس ائتلاف الحكمة عمار الحكيم إلا أن مصدراً عراقياً أبلغ "إيلاف" أن قاآني جاء الى بغداد في محاولة لتسوية الخلافات التي تضرب قادة القوى السياسية الشيعية في الاطار التنسيقي الموالي لايران.
وقد زار العميد اسماعيل قاآني الحكيم اليوم وقدم له العزاء برحيل والدته قبل ايام كما زار موقع اغتيال طائرة أميركية مسيرة في 3 كانون الثاني/ يناير 2020 لسلفه قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي واطلع على معرض لصور قتلى الحادث من مرافقيهما.


قاآني يقدم التعزية في بغداد الثلاثاء 17 يناير 2023 الى الحكيم بوفاة والدته (إعلام إيراني)

وأبلغ مصدر عراقي "إيلاف" أن قآاني وللتغطية على السبب الحقيقي لزيارته الى بغداد فقد قال أنها تأتي للتعزية لكنه حضر إليها في محاولة لحل الخلافات التي تضرب قوى الإطار الشيعي الموالية لبلاده وخاصة بين ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي.
وأشار المصدر الى أن قاآني سيعقد لقاءات خلال الساعات المقبلة بين قوى الإطار في محاول لحل الخلافات التي تصاعدت مؤخراً بشكل خطير.

وصلت إلى ذروتها
والأحد الماضي أكدت مصادر عراقية مسؤولة إن الخلافات وصلت إلى ذروتها بين قادة الإطار الذي السوداني لرئاسة الحكومة حيث أشارت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن عدداً من الوزراء يستعدون لتقديم استقالاتهم بينهم نائب رئيس الوزراء وزير النفط حيان عبد الغني.. مشيرة الى أن المالكي طلب من وزير النفط الذي ينتمي لكتلته السياسية تقديم استقالته بعد خلاف على آليات توقيع العقود النفطية. وأوضحت المصادر أن كتلة عصائب أهل الحق أحالت مشروعاً نفطياً إلى الحكومة دون تمريره على الوزارة المعنية ما دفع المالكي إلى الاحتجاج بشدة لدى السوداني في ذروة تدهور العلاقة بين الطرفين الشيعيين نتيجة التنافس على مناصب ومواقع مسؤولة في الحكومة.
وبحسب المصادر فإن احتجاج المالكي لم يوقف الخزعلي عن تمرير عقود نفطية إلى مكتب رئيس الوزراء دون أن تمر على الوزير عبد الغني ما دفع المالكي إلى أن يطلب من وزيره تقديم استقالته رسمياً.