إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي الأربعاء أن بلاده مصرة على الابتعاد عن سياسة المحاور منوهاً الى أنها ليست بحاجة الى قوات أجنبية مقاتلة مؤكداً الاستمرار في مساعيها للتقريب بن السعودية وايران.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقال بصحيفة اللوموند الفرنسية عشية زيارته الى الرسمية الى باريس غداً الخميس وبثته الوكالة العراقية الرسمية وتابعته "إيلاف" أن العراق أكثر قناعة برؤيته لتطوير علاقات العراق الإقليمية والدولية على أسس التعاون والتوازن والابتعاد عن سياسة المحاور واعتماد سياسة الشراكة مع العديد من دول العالم وفي مقدمتها فرنسا.
واكد أن استجابة بغداد وباريس للشعور المشترك بالأهمية الاستراتيجية للعلاقة بين بلدينا دفع حكومتنا لاظهار المزيد من الحرص على تطوير تلك العلاقة الثنائية والبناء على أسسها الصلبة .

استراتيجية طويلة الأمد
وأشار السوداني الى أنه عندما واجه العراق مخاطر الإرهاب وخاض حرباً مصيرية مع قوى الشر والظلام في اشارة الى تنظيم داعش دفاعا عن نفسه والمنطقة والعالم، كانت فرنسا سباقة لتقديم العون والمشاركة في استعادة العراق أراضيه وخصوصاً في حرب تحرير الموصل يضاف لذلك، التعاون المشترك بيننا في جوانب التسليح والتدريب والجهد الاستخباراتي.
منوهاً الى ان كل ذلك يؤشر لشراكة استراتيجية طويلة الأمد بين بغداد و باريس بما يضمن الحفاظ على الإنجازات المتحققة في مكافحة الإرهاب والاستقرار في المنطقة.

لا حاجة لقوات أجنبية قتالية
وأشار السوداني الى أن رغبة بلاده في ترسيخ التعاون العسكري والأمني مع الجانب الفرنسي تتناغم مع هدفها في رفع قدرات قواتها الأمنية القتالية فهي الآن تحقق تلك الغاية ما يجعل العراق في غير حاجة لقوات قتالية أجنبية بل قوات استشارية لسد احتياجات قواتنا من التدريب والتجهيز وهذا يعني أننا بحاجة دائمة الى مراجعة العلاقة مع التحالف الدولي ورسم خارطة التعاون المستقبلي في ظل التطور الدائم في القدرات القتالية للقوات العراقية المسلحة .
وشدد السوداني على أن حكومته تعتزم أن تكون قوة دفع رئيسية في الدبلوماسية الإقليمية والمسارات السياسية، وتجلى ذلك بوضوح في مؤتمر بغداد 2 المنعقد وبدعم من الرئيس ماكرون في العاصمة الأردنية عمان مؤخرا اذ حرص العراق على رفض استخدام أراضيه كمنطلق لتهديد دول الجوار مظهرين رفضنا في الوقت ذاته رفض أي تجاوزات على أراضيه.

بين السعودية وطهران
وأشار الى أن العراق من خلال علاقاته المميزة مع محيطه الإقليمي بات ملتقى للقاء الأطراف المتباينة وساعياً لتقريب المسافات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وذلك من منطلق إيمانه بأن استقرار المنطقة يتم عبر تجاوز التوترات.
وأكد الاستمرار في مساعيي تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض حيث يؤمن العراق بأن الحوار واللقاءات السبيل الوحيد للوصول الى أرضية مشتركة وحتى تصل تلك التفاهمات الى مرحلة متقدمة في الاجتماعات واللقاءات المقبلة".

التعاون في مجال الطاقة
وعن أهداف زيارته الرسمية الى فرنسا غداً الخميس أشار رئيس الوزراء العراقي الى أن "النهوض بالاقتصاد الوطني على رأس أولويات الحكومة العراقية فهي ترمي للاستغلال الأمثل للقدرات الاقتصادية الضخمة، فالعراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، ويمتلك أحد أكبر احتياطات النفط والغاز في العالم، وان الشركات العملاقة مثل توتال اينرجيز والستوم مرحب بها للعمل في العراق في مجال الطاقة مثل استغلال الغاز المصاحب وحقن المياه في الآبار النفطية وتطوير إنتاج الطاقة المتجددة وأيضاً مشروع ميترو بغداد المعلق لتخفيف التكدس المروري في العاصمة والذي نوليه أهمية كبيرة، وهذه أمثلة جيدة على الشراكة والتعاون الاقتصادي".