إيلاف من بيروت: في خطوة اثارت الكثير من اللغط، قررت كلية لندن للعلوم الاقتصادية التخلي عن مصطلحات متصلة بالتقويم الكنسي المسيحي، وفي مقدمها مصطلحا "الصوم الكبير" و"الفصح"، معللة ذلك بمحاولتها استخدام مصطلحات "أكثر دوليةً".

وبحسب ما يقول إيوان سومرفيل في "تلغراف" البريطانية، كان التقويم الدراسي في للجامعة الذي وضع في عام 1895، يقوم على فصول دراسية وعطل مسماة بحسب التقويم المسيحي: فصل مايكلماس (عيد مار ميخائيل وجميع الملائكة)، عطلة الميلاد، فصل الصوم الكبير، عطلة الفصح، والفصل الصيفي، وأخيرًا الإجازة الصيفية، "وهذا يتماشي إلى حد كبير مع التقويم المعتمد في أفضل الجامعات البريطانية الأخرى، مثل كامبريدج وأكسفورد ودورهام، وفي المدارس الخاصة الرائدة مثل مدرسة إيتون".

عطلة الشتاء.. لا عطلة الميلاد

لكن، ابتداءً بالعام المقبل، قررت كلية لندن للعلوم الاقتصادية تغيير هذه التسميات: ففصل مايكلماس سيكون "الفصل الخريفي"، وعطلة الميلاد ستكون "عطلة الشتاء"، وسيصير فصل الصوم الكبير "الفصل الشتوي"، وستتحول عطلة الفصح إلى "عطلة الربيع". وأعلنت الكلية أن هذه الأسماء الجديدة "تستخدم مصطلحات أكثر سهولة وأوسع اعترافاً، وستعكس بشكل أفضل الطبيعة الدولية لمجتمعنا ومشاركتنا العالمية الأوسع".

إلا أن هذا القرار لن يمر مرور الكرام، بحسب سومرفيل. يقول سايمون كالفيرت، نائب مدير المعهد المسيحي، لصحيفة "تلغراف": "حذرنا منذ سنوات من طرد المسيحيين من الفضاء الأكاديمي العام، لكن المشكلة تزداد سوءًا بسبب هيمنة كنيسة الصحوة. فغالبًا ما يجد المسيحيون وأصحاب الآراء التقليدية أنفسهم مجبرين على التزام الصمت، ومفارقة مهمة أن يحدث هذا في مؤسسات تأسست في الأصل على المبادئ المسيحية ومولتها هبات من محسنين مسيحيين"، واضفاً قرار كلية لندن للعلوم الاقتصادية بالمضحك.

يضيف: "إن إلغاء الإشارة إلى التقويم الكنسي هو إشارة إلى فضيلة الهراء، ويخلق حالاً من الإقصاء باسم الشمولية. ويبدو أنهم لم يفكروا في الرسالة التي يرسلها هذا إلى موظفيهم وطلابهم المسيحيين، خصوصاً في قطاع تحول بيئة معادية لأولئك الذين يملكون وجهات نظر تقليدية".

من جانبة، يقول توبي يونغ، الأمين العام لاتحاد حرية التعبير: "إن كان هذا جهدًا لعلمنة الكلية، فسأكون متعاطفًا معه، لكن هذا القرار يعكس في الواقع حقيقة أن الكلية، مثلها مثل معظم الجامعات البريطانية، تخضع لهيمنة كنيسة الصحوة، وهي أكثر دوغماتية من الكنيسة المسيحية".

حتى الألقاب تغيرت

يشير سومرفيل إلى أن الكلية لم تكتفِ بتغيير هذه المصطلح، إنما قررت أيضًا تغيير ألقاب كبار رؤسائها الخمسة، بإزالة صفة "مدير" واستبدالها بصفة "الرئيس ونائب المستشار"، ليتمكن الشركاء الدوليون من "فهم" مناصبهم القيادية بوضوح.

إلى ذلك، نصحت جامعة برايتون في ديسمبر الماضي موظفيها بعدم استخدام مصطلح "عطلة الميلاد"، وباستخدام مصطلح "عطلة الشتاء"، لأن التعبير الذي كان مستخدماً "منمحور حول الديانة المسيحية".كما تم حث المحاضرين على استخدام تعبير "دولة ذات أغلبية مسيحية" بدلاً من تعبير "بلد مسيحي"، و "ما هو اسمك الأول" بدلاً من "ما هو اسمك المسيحي".

لا بد من الإشارة هنا إلى أن المسيحيين يعدّون اليوم أقل من نصف سكان إنكلترا وويلز، لأول مرة في تاريخ البلاد. ففي تعداد للسكان في عام 2021، شكل المسيحيون 46.2 في المئة من إجمالي عدد السكان، بواقع نحو 27.5 مليون نسمة، في انخفاض بنسبة 13.1 في المئة عن عددهم قبل عقد من الزمن.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها إيوان سومرفيل ونشرتها صحيفة "تلغراف" البريطانية