إيلاف من الرباط: اعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، مساء الأربعاء بالرباط، أن المغرب وإسبانيا يرغبان في إقامة شراكة اقتصادية جديدة خدمة للتنمية، بهدف الاستفادة من الإمكانات الكاملة التي توفرها العلاقات بين المملكتين.
وفي مداخلته خلال المنتدى الاقتصادي المغربي-الإسباني المنعقد على هامش الاجتماع رفيع المستوى، شدد سانشيز على الأهمية التي يوليها بلده للعلاقات مع المغرب وعلى الهدف المشترك المتمثل في فتح مرحلة جديدة تمكن من الاستفادة من الإمكانات الكاملة التي توفرها هذه العلاقات المتجددة القائمة على الثقة.
وأضاف أن إسبانيا والمغرب يتقاسمان الطموح للمضي قدما نحو هذه المرحلة الجديدة، لا سيما مع 24 اتفاقية التي سيتم توقيعها، معتبرا أن العلاقات بين البلدين تصب في مصلحة المغرب وإسبانيا وأوروبا.

بروتوكول تمويل جديد بقيمة 800 مليون يورو

وأشار سانشيز إلى أن هذه الشراكة الاقتصادية الجديدة ستتيح للمقاولات المغربية والإسبانية أن تكون أكثر ازدهارا، معلنا عن توقيع بروتوكول تمويل جديد بقيمة 800 مليون يورو لتمويل مشاريع جديدة ذات اهتمام مشترك من قبل المقاولات الإسبانية في المغرب.
وقال سانشيز إن هذه المشاريع ستنفذها شركات إسبانية في المغرب، مؤكدا أن إسبانيا والمغرب يتقاسمان الطموح للمضي قدما نحو هذه المرحلة الجديدة، لا سيما مع 24 اتفاقية التي سيتم توقيعها بين البلدين.
وأضاف أن هذه العلاقات تصب في مصلحة المغرب وإسبانيا ، ولكن أيضا في مصلحة أوروبا.
وبالموازاة مع ذلك، أشار سانشيز إلى أن إسبانيا هي ثالث أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، مشيدا بمستوى المبادلات التجارية بين البلدين.


الفرص المتاحة في مجال التجارة والبنية التحتية

وسلط رئيس الحكومة الإسبانية الضوء على الفرص المتاحة في مجال التجارة والبنية التحتية والقطاعات الاستراتيجية.
من جهته،قال أخنوش إن "متانة العلاقات المغربية -الإسبانية تغذيها الديناميات الإيجابية التي تعيشها مبادلاتنا التجارية".
وأوضح أن "إسبانيا هي اليوم الشريك التجاري الأول للمغرب، سواء على مستوى الاستيراد أو التصدير. كما أن المغرب هو الشريك التجاري الثالث لإسبانيا من خارج الإتحاد الأوروبي، وذلك بعد كل من الصين والولايات المتحدة . والمغرب هو الوجهة الأولى للصادرات الإسبانية في إفريقيا والعالم العربي".
وذكر أخنوش أنه "أكثر من ذلك، فإن هذه الدينامية في تقدم مستمر، حيث بلغت مبادلاتنا التجارية 17 مليار يورو في سنة 2021. وخلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2022 ارتفعت بأكثر من 21 بالمائة".
في السياق ذاته ، سجل أخنوش أن حجم الاستثمارات الإسبانية بالمغرب في تقدم، في حين أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة يضع إسبانيا كثالث مستثمر أجنبي في المغرب.

اخنوش: لايزال هناك هامش كبير للتقدم

وشدد رئيس الحكومة المغربية على أنه في هذا المجال، لا يزال هناك هامش كبير للتقدم، سواء في مجالات الطاقة أو النقل، أو السياحة، أو الصناعة، لا سيما على ضوء ما جاء به الميثاق الجديد للإستثمار.
من جهة أخرى، أشار أخنوش إلى أن الاجتماع رفيع المستوى "يشكل فرصة للاحتفاء بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين بلدينا، تحت قيادة الملك محمد السادس، والملك فيليبي السادس".
وقال أخنوش "لقد، فتحت مرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية من خلال موقف حكومتكم بخصوص أقاليمنا الجنوبية. فقد امتلكت إسبانيا شجاعة واقعية تاريخية، ولهذا فإن المغرب يشيد بموقفكم"، مبرزا في هذا الإطار ضرورة العمل المشترك من أجل بناء مستقبل أفضل.
وخلص أخنوش إلى أنه "لا عجب من أن شراكة موثوقة، وقوية، ومرنة، وذكية، ومتعددة الأبعاد، تترجم عمليا إلى تنمية اقتصادية. وهذا هو المعنى الذي نريد إعطاءه لشراكتنا، على النحو الذي يأمله الملك محمد السادس، ويتعلق الأمر بريادة تكون في خدمة التنمية والسلام في منطقتنا المتوسطية، ونموذجا للتفاهم والازدهار المشترك لجميع الأمم".
يشار إلى أن المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني نظم على هامش الاجتماع ال12 رفيع المستوى المغرب - إسبانيا، بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب والكونفدرالية الإسبانية لمنظمات المقاولات، والمجلس الاقتصادي المغربي - الإسباني.
وشكل المنتدى مناسبة لمناقشة محورين، يتعلق أولهما بسؤال "كيف يمكن للشركات المغربية والإسبانية الاستجابة للفرص التي تتيحها إعادة النظر في إعدادات سلاسل القيمة العالمية؟"، فيما يتعلق الثاني ب"الانتقال الطاقي، البيئة واقتصاد التدوير، والقطاعات الأساسية للشراكة الاقتصادية المغربية الإسبانية".
يشار إلى أن أخنوش وسانشيز سيترأسان أشغال هذا الاجتماع رفيع المستوى الذي ينعقد بعد ثمانية أعوام من الدورة الأخيرة لهذه الآلية المؤسسية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الشراكة الاستراتيجية والدينامية الجديدة في العلاقات بين المملكتين عقب الزيارة التي قام بها سانشيز في السابع من أبريل الماضي إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس.

التأكيد على الدينامية الممتازة

من جهته ، قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن الاجتماع رفيع المستوى الـ 12 بين المغرب وإسبانيا، الذي ينعقد في الرباط، يجدد التأكيد على "الدينامية الممتازة" التي أطلقها البلدان منذ أبريل الماضي.
وذكر ألباريس في تصريحات صحافية "إن انعقاد هذا الاجتماع رفيع المستوى، الذي لم يعقد منذ ثماني سنوات، يؤكد على الأهمية والدينامية الممتازة لعلاقتنا".
وأضاف الباريس "خلال هذا الاجتماع، الذي أنا على يقين أنه سيكون ناجحا، هناك ثلاثة محاور أساسية: حوار سياسي معزز، وشراكة اقتصادية جديدة من شأنها تعزيز دينامية علاقاتنا الاقتصادية، وسلسلة من الاتفاقيات في المجالين الثقافي والتعليمي، والتي ستعود بالنفع على الطرفين حتى يتعرف الشعبان الإسباني والمغربي على بعضهما البعض بشكل أفضل على أساس أكثر متانة".
وأضاف ألباريس أن اجتماع الرباط سيشكل مناسبة لتقديم تقرير حول النتائج الملموسة لخارطة الطريق المعتمدة بين البلدين في أبريل الماضي، بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس.
وأشار إلى أنه "يمكننا اليوم أن نرى أن الإدارة المشتركة لتدفقات الهجرة غير النظامية قد سمحت بتخفيض كبير نسبته 31 بالمائة في عدد الوافدين على السواحل الإسبانية، بينما نرى أن جميع طرق الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا تشهد نموا مطردا". وبخصوص التجارة، كشف الوزير الإسباني أنه "تجاوزنا عتبة 10 مليارات يورو للصادرات الإسبانية و20 مليار يورو في التجارة الإجمالية، مؤكدا أن هذا ''يدل على الثقة والعلاقة الاستراتيجية التي نبنيها".
وسلط ألباريس الضوء على تعزيز الحوار السياسي الذي أسفر عن استقبال الملك محمد السادس لرئيس الحكومة الإسبانية، بالإضافة إلى اللقاءات الثمانية التي عقدها مع نظيره ناصر بوريطة في كل من المغرب وإسبانيا. وسجل المسؤول "نحن في حوار مستمر على جميع الأصعدة، والاجتماعات بين مختلف الوزراء تؤدي إلى نتائج ملموسة من هذه المرحلة الجديدة".

تأكيد على الاهمية الاستراتيجية للمغرب

وجدد الباريس التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للمغرب بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مشيدا بدور المملكة الأساسي في استقرار الفضاء الأورو-متوسطي.
وقال ألباريس أن "المغرب شريك من الدرجة الأولى للاتحاد الأوروبي، فالمملكة هي بلد أساسي لاستقرار الفضاء الأورو-متوسطي الذي نتشاطره بين أوروبا وإفريقيا من جهة، وأوروبا والدول المغاربية من جهة أخرى". وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن "المغرب يضطلع بدور رئيسي في استقرار وتنمية المنطقة الأورومتوسطية بأكملها".
وشدد على القول" فكما أن العلاقة بين إسبانيا والمغرب مفيدة للطرفين، فإن العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي هي أيضا ذات منفعة متبادلة".
من جهة أخرى، أبرز ألباريس الإصلاحات ومسلسل التحديث الذي عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة.
وقال الوزير الإسباني في هذا السياق "لا يمكن إنكار دينامية الإصلاح والتحديث التي عرفها المغرب خلال العقود الأخيرة. إن تطور عصرنة المغرب حقيقة يمكن رؤيتها إذا نظرنا إلى العشرين أو الثلاثين سنة الماضية".