إيلاف من لندن: بدأ وزير الخارجية الإيراني في بغداد الاربعاء مباحثات مع نظيره العراقي حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة ومساعيها للدفع باستئناف الحوار الايراني ال
وفور وصوله الى بغداد حيث استقبله نائب وزير الخارجية العراقي هشام العلوي فقد زار الوزير الايراني موقع اغتيال سليماني والمهندس قرب مطارها الدولي.
وقام الوزير الايراني والوفد المرافق له بزيارة موقع اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني ورئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس بهجوم لطائرة أميركية مسيرة في 3 كانون الثاني/ يناير عام 2020 . سعودي والتوسط مع واشنطن حول ملف طهران النووي.

أمن الحدود الايرانية العراقية والعقوبات الاميركية
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع اللهيان تابعته "ايلاف" قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين انهما بحثا الملف الامني وخاصة على حدود البلدين لمنع قيام مجموعات مسلحة باستغلال الاراضي العراقية للهجوم على ايران.

وزيرا خارجية العراق فؤاد حسين وايران حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد الاربعاء 22 فبراير 2023 (تويتر)

ونوه حسين قائلا "نحن نلتزم بالدستور العراقي والذي يشير بوضوح إلى أن الاراضي العراقية لا يمكن الاستفادة منها للهجوم على دول الجوار".. مؤكدا أن "التزامنا بأمن الحدود يتعلق بالدستور العراقي اولا ويتعلق أيضا بمبادئ حسن الجوار".
واوضح ان الوفد العراقي الذي تراسه الى واشنطن مؤخرا بحث هناك ضرورة استئناف مفاوضات الملف النووي الايراني في فينا .. مشيرا الى انه ناقش ايضا كيفية تسديد مستحقات ايران المالية على العراق من تصديرها للكهرباء والغاز اليه في ظل العقوبات الاميركية عليها.
واشار الى انهما ناقشا ايضا الربط السككي بين مدينتي الشلامجة الايرانية والبصرة العراقية الجنوبيتين والربط البري بين مدينتي كرمنشاه الايرانية والعاصمة العراقية بغداد.
ومن جهته اعتبر الوزير الايراني ان استعادة العراق دوره الطبيعي والفاعل في المنطقة تبعث على ارتياح ايران مؤكدا ان امن العراق هو امن لبلاده مشيرا الى ان الحكومة العراقية اتخذت تدابير مهمة في مواجهة المجاميع المناهضة لإيران.
وثمن الوزير الايراني دور العراق ومساعيه التي يبذلها لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسعودية من جهة وبينها ومصر من جهة أخرى.

وأوضح ان زيارته الى بغداد تهدف الى متابعة القضايا الثنائية واستمرار المشاورات بينهما فيما يخص القضايا الاقليمية والدولية الهامة.
واعتبر ان الدور الاقليمي للعراق بات الان ابرز من اي وقت مضى وقد عاد الى دوره الطبيعي في المنطقة وهو ما يبعث على الارتياح.
وقال انه بحث مع نظيره العراقي "ضرورة التسريع بملف متابعة جريمة اغتيال قادة النصر" في اشارة الى اغتيال سليماني والمهندس. وشدد بالقول ان بلاده تدعم عراقاً متحداً ومستقلاً مؤكدا ان قوة العراق وتقدمه يعدّ من قوة إيران وأمنها منوها الى ان الحكومة العراقية عازمة على ألا يكون العراق منطلقاً لتهديد دول الجوار.

وخلال هذه الزيارة، بالإضافة إلى المحادثات الرسمية مع نظيره العراقي فؤاد حسين سييجري الوزير الإيراني مباحثات مع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان والقضاء الأعلى إضافة الى مستشار الأمن القومي العراقي للبحث في العلاقات بين البلدين والتعاون الإقليمي.

المشاورات الإيرانية الإقليمية
وسيناقش عبداللهيان في بغداد أيضاً العلاقات بين البلدين واستكمال "المشاورات الاقليمية التي تجريها ايران مع الدول الصديقة والجارة" كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الاثنين بحسب ما اطلعت عليه "إيلاف".
وكان وزير الخارجية العراقي قد وجه في 12 من الشهر الحالي دعوة رسمية خلال اتصال هاتفي لنظيره الايراني عبد اللهيان لزيارة بغداد لبحث آخر تطورات العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية.

بغداد تتجه للتوسط
وأشار المتحدث الايراني الى ما أعلنه العراق مؤخراً من أنه سيتحاور مع الولايات المتحدة حول الخلافات الإيرانية الأميركية وموضوع الاتفاق النووي قائلاً أن "إيران ترحب بالتأكيد بقيام أية دولة بدور بناء في حفظ الاطار العادل فيما يخص الاتفاق النووي والعودة الى تطبيقه والعودة المسؤولة للاطراف اليه وإذا قامت الحكومة العراقية بأداء دور في هذا المجال فإن ذلك الدور مرحب به من قبلنا ونأمل في تبلور الإرادة السياسية لدى الجانب الأميركي للعودة الى الاتفاق النووي وأن نشهد التوصل لاتفاق".

الارتقاء بالعلاقات مع السعودية
وأكد المتحدث الايراني أن بلاده مستعدة للارتقاء بعلاقاتها مع الرياض إلى مستوى جديد، في حال وافقت الرياض على خوض غمار مفاوضات جادة على حد قوله.
وبين أن "بلاده أوضحت للسعودية مراراً استعدادها لنقل مستوى علاقاتهما الثنائية من المستوى الأمني فقط إلى التفاعل البناء بين وزارتي خارجية البلدين في حال أظهرت السعودية رغبتها باستكمال المفاوضات الجادة بينهما وفتح سفارات وقنصليات البلدين المغلقة" .. مشدداً على "رغبة إيران في تطبيع علاقاتها مع السعودية".
وأضاف كنعاني "من المؤكد أن إيران ترغب في عودة العلاقات الى سكتها الطبيعية وهذا الحدث سيعود بالنفع على العلاقات الثنائية والمصالح الايرانية والسعودية".. منوها الى ان ايران اعلنت مرارا بأنها ستشدّ بحرارة اليد التي تمتد للصداقة مؤكدا ترحيبها باستمرار ومواصلة الدور البناء والودي الذي تؤديه الحكومة العراقية في هذا المجال.
والعلاقات السعودية الايرانية مقطوعة منذ مطلع عام 2016 بعد تعرض السفارة السعودية في العاصمة طهران وقنصليتها في مدينة مشهد لاعتداءات من قبل إيرانيين متشددين.

الحوار السعودي الايراني
وفي الثامن من الشهر الحالي رد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على سؤال صحافي عما اذا كان يتوقع جولة جديدة من الحوار السعودي – الإيراني في بغداد قريباً قائلاً "إن شاء الله. قريباً، سوف نحقق هذا اللقاء فمنذ بداية عمل الحكومة وبناءً على طلب الأشقاء في السعودية وإيران نريد استمرارية هذه العلاقة ونحن نراها ضرورة لأن وجهات النظر المتباينة في المنطقة كلما تقاربت انعكست استقراراً".
وأوضح أن المباحثات أو الاتصالات مستمرة لترتيب اللقاءات وهي موجودة أصلاً على بعض المستويات ولكن نحن نريد أن يرتفع مستواها من اللقاءات بين المسؤولين الأمنيين إلى العلاقات الدبلوماسية برعاية العراق الذي كان قد اجرى فيه وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان بن عبد الله بن آل سعود مباحثات مع القادة العراقيين في بغداد في الثاني من الشهر الحالي.
وتستضيف بغداد منذ عام 2020 خلال رئاسة مصطفى الكاظمي للحكومة السابقة الحوار السعودي الايراني حيث شهدت خمس جولات منه بانتظار جولة سادسة تعقد قريباً حيث كانت قد ظهرت مؤخراً مؤشرات على رغبة الرياض وطهران في استئنافه.

تصميم العراق على استمرار وساطته
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أكد مؤخراً أن بلاده مصممة على مواصلة جهود وساطتها للتقريب بين السعودية وإيران مشيراً إلى عقد خمسة اجتماعات بين الجانبين في بغداد على المستويين الاستخباري والأمني.
وأشار الى أن بلاده تعمل على تغيير مستوى الحوار من خلال رفع مستواه بمشاركة وزيري خارجية السعودية وايران.
والرياض وطهران هما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها العاصمة صنعاء.
كذلك تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.