إيلاف من لندن: حقق الدينار العراقي تعافيا امام الدولار الثلاثاء عشية مباحثات وفد عراقي رفيع في واشنطن غدا، حول القيود الاميركية على صرف الدولار في العراق لمنع تهريبه الى ايران.
فقد سجل سوق صرف العملات في العاصمة بغداد اليوم 1540 دينار لكل دولار واحد، بينما كان السعر 1635 ديناراً لكل دولار يوم امس.
اما سعر صرف الدولار في سوق العملات في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي صباح اليوم فقد كان 1570 دينار لكل دولار .
وكان سعر الدولار الواحد قد ارتفع خلال الاسابيع الاخيرة الى أكثر من 1700 دينار عراقي.
تحديد سعر الصرف في الموازنة
اليوم اعلن تيار الفراتين الذي يرأسه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن تحديد سعر صرف الدولار في الموازنة الجديدة للبلاد بقيمة 1450 ديناراً لكن معلومات تشير الى رغبة السوداني في جعل صرف الدولار بـ1350 دولار حيث كلف وزير المالية طيف سامي بمراجعة موازنة البلاد الجديدة على هذا السعر.
وقال عضو تيار الفراتين والنائب السابق على الغانمي إن طموح الحكومة هو تخفيض سعر الصرف لأن فيه مصلحة اقتصادية وينعكس ايجاباً على واقع حركة السوق وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد ويوفر فرص عمل وعيشاً مناسباً للمواطن.
أضاف الغانمي في تصريح لشبكة رووداو الاعلامية العراقية تابعته "ايلاف" ان موازنة العراق العامة الجديدة التي ستقدم قريبا الى مجلس النواب العراقي قد نصت على سعر صرف محدد يبلغ 1450 ديناراً مقابل الدولار الواحد في عودة الى السعر نفسه الذي اضطرت حكومة رئيس الوزراء السابقة مصطفى الكاظمي تحديده في 20 ديسمبر 2021 حين خفضت قيمة الدينار مقابل الدولار إلى 1450 بدلاً من 1184، لاحتواء الأزمة المالية التي كان العراق يعاني منها خلال عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا وانهيار اسعار النفط العالمية وهددت رواتب موظفيه .
مباحثات واشنطن
منذ ثلاثة أشهر تعاني الأسواق العراقية أزمة عقب انخفاض سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي الى ما دون السعر المحدد من قبل البنك المركزي العراقي ما أدّى الى ارتفاع الاسعار وخروج احتجاجات في بغداد ومحافظات جنوبية حيث وصل بداية الشهر الحالي الى 1760 ديناراً عراقياً لكل دولار .
وعزا مراقبون هذا الانخفاض في تصريح لـ"ايلاف" الى قرب المباحثات التي سيجريها الاربعاء والخميس المقبلين وفد عراقي رفيع برآسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين برفقة المحافظ الجديد للبنك المركزي علي العلاق ووزيرة المالية طيف سامي في محاولة لاقناع الاميركيين بالغاء شروط الخزانة الاميركية الاخيرة على صرف الدولار أو على الاقل تجميدها لبعض الوقت والتي هدفت الى وقف تهريبه الى ايران.
محادثات أسطنبول والجماعات الارهابية
وكانت محادثات تمهيدية عراقية اميركية قد شهدتها مدينة اسطنبول التركية الجمعة الماضي بين وفدين من البنك المركزي العراقي برئاسة رئيسه علي العلاق والخزانة الاميركية برئاسة مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نيلسن الذي اكد "وجوب منع الجماعات الفاسدة والمحظورة من الاستفادة من النظام البنكي العالمي عبر العراق ومنع تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب".
واشارت الخزانة الأميركية في بيان عقب الاجتماع الى انه قد تمت مناقشة موضوع "مكافحة تبييض الأموال في العراق وتهريبها الى مجاميع إرهابية" في اشارة الى الحرس الثوري الايراني الذي كشفت مصادر من داخل ايران مؤخرا عن وجود شبكة له في العراق تتعاون مع عراقيين في تهريب الدولار الى ايران بالتعاون مع سفارتها في بغداد.
تأجيل
وسيحاول الوفد العراقي الى واشنطن اقناعها بتأجيل العمل بالمنصة الجديدة لصرف الدولار التي قررتها الخزانة الاميركية عدة أشهر "على الاقل لشهر حزيران يونيو المقبل" متذرعة بأن "الدخول في المنصة يتطلب الحصول على اجهزة متطورة وتدريب كوادر على تلك الاجهزة وهو ما يحتاج لبعض الوقت".
في الاسبوع الماضي، اعترف السوداني للمرة الاولى بتهريب الدولار الى الخارج، وقال في مقابلة مع قناة العراقية الرسمية إن تهريب الدولار امر واقع كان يتم عبر فواتير مزورة، وكانت الأموال تخرج ويتم تهريبها، "وإلا فما الذي كنا نستورده مقابل 300 مليون دولار يوميا؟".
وبحسب رئيس الوزراء، عمليات التهريب كُشفت من خلال تطبيق نظام "سويفت" الذي فرضته الخزانة الاميركية على صرف الدولار في العراق وهو تطبيق يأتي لدخول بعض الدول بالعقوبات ويفرض تتبعا للدولار ليس فقط من قبل البنك الفيدرالي الاميركي وانما ايضا من قبل تحالف يضم 30 دولة حول العالم لها مصالح واتفاقات بشأن العقوبات سواءً على ايران أو روسيا أوغيرهما من الدول.
التعليقات