في مقال لها بتاريخ الحادي عشر من آذار من السنة الحالية، اهتمّت جريدة "لوموند" الفرنسية بعصابات الجريمة المنظمة القادمة من أميركا اللاتينية، والتي أصبحت تهدد الأمن العام في اسبانيا بأشكال خطيرة. وقد تفاقمت جرائم هذه العصابات خلال السنوات الأخيرة، ولم تعد مختلف المدن الاسبانية في مأمن من شرها.

وقال أحد كبار المسؤولين في جهاز الأمن الاسباني إن هذه العصابات التي تدفقت على بلاده بأعداد وفيرة خلال الأعوام الماضية ترغب في الاستفادة من القوانين الاسبانية والأوروبية عموما، والتي هي أقل وطأة عليها من قوانين بلدان أميركا اللاتينية التي تعاملها بقسوة وشدة، وعليها تسلط عقوبات تصل إلى الإعدام والمؤبد.

وفي منتصف شهر فبراير-شباط الماضي، قامت الشرطة الاسبانية بتفكيك خلية ارتكبت جرائم خلع وسرقة مستعملة أسلحة بيضاء في مدينة برشلونة. وبعد ذلك بأسبوع واحد، اعتقلت الشرطة في منطقة مدرية 16 شخصا ينتمون إلى عصابة متخصصة في السرقة والخلع وترويج المخدرات.

وجلّ أفراد هذه العصابات يقودها لاتين كينغ الذي يبلغ من العمر 45 عاما، والذي اعتقل أكثر من مرة لارتكابه جرائم مختلفة. وقد قدم لاتين كينغ من الاكوادور بغرض الهيمنة على كل العصابات الاجرامية في اسبانيا. وفي السنة الماضية، بلغ عدد ضحايا هذه العصابات 175 ضحية.

وتقول باربارا سواندروغليو، أستاذة علم الاجتماع في جامعة مدريد الحرة بإن هذه العصابات أصبحت ملجأ للشبان الباحثين عن شهرة من خلال الجريمة مثل بابلو اسكوبار، وعن هوية اجتماعية يكونون بها فخورين ومُعتزين حتى لو أدى بهم ذلك إلى ارتكاب جرائم فظيعة وشنيعة....