إيلاف من لندن: اعتبرت أوساط عالمية، الخطاب الذي ألقاه الملك تشارلز الثالث، اليوم الخميس، في البرلمان الألماني "تاريخيا".
والملك تشارلز الثالث هو أول ملك بريطاني يخاطب البرلمان الألماني، فضلاً عن إلقائه الخطاب باللغتين الإنكليزية والألمانية بإتقان.
وقال مراقبون إن الخطاب شكّل أبرز محطات الزيارة التي يقوم بها الملك تشارلز الثالث برفقة زوجته كاميلا في أول رحلة له الى الخارج منذ اعتلائه العرش.
وتندرج زيارة الملك في إطار علاقات الصداقة بين البلدين وتشكل بادرة أوروبية مهمة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
العلاقات التاريخية
وتمحور خطاب تشارلز الثالث حول "العلاقات التاريخية" بين المملكة المتحدة وألمانيا معترفاً بـ"عمق التأثير"، الذي تركته ألمانيا عليه بشكل شخصي، كما شكر الألمانيين على "التعاطف العميق" الذي أبدوه بعد رحيل الملكة إليزابيث الثانية سبتمبر/أيلول الماضي.
وعبر عاهل بريطانيا عن أسفه لعودة "آفة" الحرب الى أوروبا متحدثا عن الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى لو أن الحلفاء بامكانهم "تجسيد الشجاعة بوحدتهم".
غزو أوكرانيا
وقال تشارلز الثالث، وهو أول ملك لبريطانيا يتحدث من داخل مجلس النواب الالماني (البوندستاغ)، إن الحرب الروسية في اوكرانيا تسببت "بالكثير من الألم الذي لا يمكن تصوره للعديد من الأبرياء".
وفي خطابه خطابه الذي استغرق حوالى نصف ساعة وألقى القسم الأكبر منه بالالمانية وانتهى بتصفيق النواب وقوفا، قال الملك تشارلز الثالث: تشكل الحرب "تهديدا" لأمن أوروبا "ولقيمنا الديموقراطية".
وأشاد الملك بشكل خاص بتسليم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا من قبل ألمانيا، الدولة المسالمة منذ فظائع النازية والتي كانت تتردد لفترة طويلة في اتخاذ هذه الخطوة.
كلام رياضي
ومن السياسة، انتقل الملك للحديث عن كرة القدم وعن "التنافس المرير" بين الفريقين الألماني والبريطاني في بطولة اليورو للنساء وما أعقبه من فوز الفريق البريطاني. وبالطبع كانت البيئة، وهي القضية الأقرب إلى قلب الملك، حاضرة في خطابه، إذ أشاد بالدور "الرائد" الذي تقوده ألمانيا والمملكة المتحدة في البحث المشترك في مجال الطاقة النظيفة مثل الرياح البحرية والهيدروجين.
ومع أن الزيارة تأتي بعد أسبوعين من الإعلان عن وثيقة "وندسور" الخاصة بالترتيبات التجارية بعد "بريكست"، إلا أن الملك تشارلز الثالث لم يأت في خطابه على ذكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
خطاب المستقبل
واعتبرت قناة "سكاي نيوز" أن "الخطاب يتطلّع إلى المستقبل" وأن عدم الإشارة إلى انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يبرز أكثر "قيمة التحالف مع أوروبا وألمانيا بشكل خاص".
وفي وقت سابق اجتمع عاهل بريطانيا مع المستشار الألماني أولاف شولتس ثم مع رئيسة بلدية العاصمة فرانشيسكا غيفي.
والتقى الملك والملكة القرينة أيضا بالحشود في احدى اسواق برلين وصافحا كثيرين وتبادلا بعض الكلمات مع تجار او مارة كما توقفا لشراء العسل او الجبنة.
كتيبة ألمانية - بريطانية
كما التقى الملك كتيبة المانية-بريطانية ويتوجه الى قرية بيئية" في برودوفين التي تبعد حوالى 60 كلم عن برلين. وسيزور الملك تشارلز الثالث الجمعة مدينة هامبورغ الساحلية، حيث يطلع على أحد مشاريع الطاقة المتجددة في اليوم الأخير من زيارته.
كما سيشارك في إحياء ذكرى ضحايا قصف الحلفاء لهامبورغ خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1943، حيث سيزور كنيسة القديس نيكولاي، وهي إحدى الكنائس التي تضرّرت بشدة خلال القصف.
مركز اللاجئين الاوكرانيين
وكان الملك تشارلز رفقة زوجته كاميلا زارا بعد خطابه في البرلمان، مركز تيغيل للاجئين في برلين، حيث التقيا بالأوكرانيين المتواجدين هناك، وكان الملك ذكر في خطابه أمام البرلمان أن "ويلات الحرب عادت إلى أوروبا" ومعها محنة اللاجئين، في الوقت الذي تخوض فيه حكومة بلاده "حرباً شرسة" ضد طالبي اللجوء القادمين إلى شواطئها بطرق "غير نظامية" متوعدة بتوقيفهم وترحيلهم على الفور إلى بلدهم الأصلي أو إلى بلد ثالث "آمن" مثل رواندا.
يُذكر أن الملك تشارلز اتّخذ موقفاً "جريئاً" قبل عام وكان حينها مايزال أميراً، إذ سرّبت الصحافة البريطانية موقفه السلبي من خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا المثيرة للجدل ووصفه لها بـ"المروّعة"، ما أثار حملة انتقادات حيث اتّهمته الحكومة بالتدخل في السياسة.
التعليقات