إيلاف من لندن: تسببت خلافات في داخل تياره الصدري وخروج جماعه منه ينادون بأنه الإمام المهدي المنتظر الى دفع مقتدى الصدر الجمعة الى اتخاذ قرار مفاجئ بتجميد التيار لمدة عام.
فقد أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم في قرار مفاجئ تجميد تياره لمدة عام بسبب تمرد جماعة داخله ينادون بأنه الإمام المهدي المنتظر أو وكيله على الأرض يطلق عليهم "أهل القضية" وهو مايعني غياباً تاماً له عن الحياة السياسية في البلاد وانتخاباتها المحلية المنتظرة في أواخر العام الحالي.
وقال الصدر في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" تابعتها "ايلاف" أنه أن يكون "مصلحاً ولا يستطيع إصلاح التيار فهذه خطيئة". وجاء في نص تغريدة الصدر:

تغريدة الصدر الجمعة 14 أبريل 2023 عن تجميد تياره الصدري لمدة عام (تويتر)

بسمه تعالى
أن أكون مصلحاً للعراق ولا أستطيع أن أصلح (التيار الصدري) فهذه خطيئة.
وأن أستمر في قيادة (التيار الصدري) وفيه (أهل القضية) وبعض من الفاسدين وفيه بعض الموبقات فهذا أمر جلل.
فلذا أجد من المصلحة تجميد التيار أجمع ما عدا صلاة الجمعة وهيئة التراث و(براني السيد الشهيد) لمدة لا تقل عن سنة.. لأعلن براءة من كل ذلك أمام ربي أولاً وأمام والدي ثانياً.
كما ويغلق مرقد السيد الوالد (قدس) الى ما بعد عيد الفطر على ان تنفذ هذه القرارات من هذه الليلة المباركة فوراً
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
فوالله قد سئمتهم وسئموني
مقتدى

الحساب مغلق حتى إشعار آخر
واثر قرار الصدر بتجميد تياره فقد لوحظ إغلاق صفحته على تويتر التي ظهرت بعبارة تقول "الحساب مغلق حتى إشعار آخر" كما تم إغلاق ضريح والده محمد صادق الصدر في مدينة النجف الجنوبية.
وجاء قرار الصدر بتجميد تياره بعد ساعات من إعلان مستشاره الإعلامي صالح محمد العراقي إلغاء اعتكاف أنصار الصدر في مسجد
الكوفة بسبب مجموعة داخل التيار يطلق عليهم "أهل القضية" تدعي بأن الامام الثاني عشر المهدي والغائب حالياً وسيخرج لفرض العدل في العالم سيظهر من مدينة الكوفة بمحافظة النجف ويزعمون أن الصدر هو الامام المهدي.
وأشار العراقي الى أن الإلغاء جاء "بسبب تصرفات الفاسدين ممن يسمون بأهل القضية.. لا بارك الله بهم" من دون الإشارة الى طبيعة هذه الجماعة واهدافها.
وكان من المفترض بحسب مكتب الصدر الاعتكاف في مسجد الكوفة للفترة بين 24 و27 من شهر رمضان الحالي لكن تصرفات "اهل القضية" الذين يبدو انهم قد تمردوا على الصدر قد دفعه لاتخاذ قرار تجميد تياره.

اعتقالات لزعيم وعناصر أهل القضية
ويتزعم جماعة أهل القضية أحد أعضاء التيار الصدري ويدعى حيدر الأمين حيث كان قد ظهر في مقطع مصور قائلاً "في هذه الأيام المباركة العشرة الأخيرة من شهر رمضان ستكون هناك حملة إعلان البيعة للإمام الموعود المنتظر السيد مقتدى الصدر عليه السلام".
وأضاف "سنبايعه ونعلن أنه هو الإمام المنتظر ونكون تحت ركابه وفي نصرته فلا تخذلوا إمام زمانكم".
ومن جهتها قالت وسائل إعلام عراقية أنه بعد إعلان الصدر تجميد تياره فقد شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات تم خلالها القبض على الامين وحوالى 40 شخصاً من أعضاء الجماعة.

غياب تام وارباك للعملية السياسية
ويأتي قرار الصدر بتجميد تياره ليعني غياب التيار الصدري الذي ظل مؤثراً في الحياة السياسية منذ سقوط النظام السابق عام 2003 عن الحياة السياسية في البلاد ونشاطاتها لمدة عام وما سيتبع ذلك من غياب عن المشاركة في الانتخابات المحلية المقررة في البلاد أواخر العام الحالي.
كما سيؤدي القرار الى تكريس هيمنة قوى الاطار التنسيقي السياسية الشيعية الموالية لايران على المشهد السياسي في البلاد على حساب حلفاء الصدر السابقين في العملية السايسية من القوى السنية والكردية.
ويأتي قرار الصدر المفاجئ هذا بعد عشرة أشهر من إعلانه منتصف حزيران/ يونيو عام 2022 الانسحاب من العملية السياسية ومن الانتخابات في المرحلة المقبلة حتى لا يشترك مع الفاسدين الذين "نهبوا العراق" على حد قوله.
وفي لقاء مع نواب كتلته في البرلمان العراقي قال الصدر "أريد أن أخبركم شيئاً واحداً: أنا قررت أن أنسحب من العملية السياسية حتى لا أشترك مع الفاسدين بأي صورة من الصور لا في الدينا ولا في الآخرة وكذلك أنتم".
وأضاف الصدر أنه في المرحلة المقبلة وفي الانتخابات أيضاً لن يشترك مع الفاسدين. واستدرك بالقول أنه قد يشارك "إذا فرّج الله" و"أُزيح الفاسدون وأزيح كل من نهب العراق وسرقه وأباح الدماء".
كما قرر الصدر سحب نوابه الـ73 في البرلمان الذين كانوا يشكلون الأغلبية فيه اثر الانتخابات البرلمانية التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2021 ليتبع ذلك بقرار التجميد المفاجئ الجديد.
وجاء قرار الصدر بتجميد تياره لمدة عام بعد أسابيع من لقائه في النجف مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قا آني فيما لم يعرف بعد فيما إذا كان القرار له علاقة بما دار في ذلك الاجتماع.