إيلاف من دبي: لم يتفاجأ المواطنون العرب في إسرائيل من وقوع جريمة قتل بحق مواطن "إسرائيلي ثلاثيني"، قضى طعناً بآلةٍ حادة في مدينة دبي هذا الأسبوع، وذلك لمعرفتهم ان جزءًا لا بأس به من الاشخاص الذين ينتمون لعائلات ومنظمات إجرامية يتواجدون خارج البلاد، حيث قاموا بنقل إقامتهم، أو تمكنوا من الهرب خارج حدود دولة إسرائيل، بعدما بدأت السلطات الإسرائيلية بملاحقتهم ومحاولة تضييق الخناق عليهم، قبل أن تحكم سيطرتها عليهم، ما سمح بهروبهم الى دول عدة منها تركيا واليونان وجورجيا والإمارات العربية المتحدة.

الجريمة المنظمة
وتأخد قضية الجريمة المنظمة في المجتمع العربي في إسرائيل حيزًا كبيرًا من حياة المليونين مواطن عربي فيها، حيث تشير المعطيات إلى أن شخصاً يقضي قتلاً كل 48 ساعة. وقد قتل أكثر من 80 مواطنًا عربيًا منذ بداية العام 2023، بينما لم تتمكن السلطات الأمنية الإسرائيلية من فكّ رموز أكثر من 30 بالمائة من الجرائم.

وعليه، فإن إعلان شرطة دبي في غضون 24 ساعة عن اعتقال عدد من المشتبه بهم في هذه مقتل الشاب غسان شمسية من مدينة عكا كان له وقعًا خاصًا، حيث عبّر مواطنون عرب في إسرائيل عن أملهم في أن تقوم شرطة بلدهم بالعمل بفعالية كما شرطة دبي وأن تتمكن من اعتقال المجرمين.

حالة يأس
ويعيش المجتمع العربي في إسرائيل حالة من اليأس والإحباط، لشعورهم بأن شرطة إسرائيل غير معنية بالقضاء على الجريمة المنظمة، حيث ازداد عدد منظمات الإجرام بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة ووصل الأمر الى سيطرة جزء من عائلات الإجرام على مؤسسات عامة مثل سلطات وبلديات محلية وشركات ومرافق ترفيهية وشركات بناء وانشاء.

سياسة الحكومات المتعاقبة
ورغم محاولات شرطة إسرائيل في محاربة الإجرام المنظم، فقد فشلت حتى الساعة بالقضاء عليه في المجتمع العربي، فيما تمكنت من بسط سيطرتها على المنظمات الإجرامية الناشطة في المجتمع اليهودي، وقامت باعتقال رؤساء عائلات الإجرام اليهودية ومصادرة ممتلكاتها.

هذا ويسود الشعور بالمجتمع العربي في إسرائيل "ان السياسة العامة للحكومات الإسرائيلية هي العامل الأساسي لاستمرار هذه الجرائم" حيث امتنعت حكوماتها المتعاقبة عن وضع خطط ورصد الميزانيات المطلوبة للاستثمار في إقامة مراكز للشرطة في البلدات العربية، وبالمقابل الاستثمار في برامج تربوية وتعليمية لمنع انزلاق أبناء الشبيبة للجريمة والعنف كأسهل طريقة لحصولهم على المال.