إيلاف من لندن: تم الإعلان في بغداد الجمعة عن انتهاء أكبر عملية صحية من نوعها في العراق شهدت تلقيح نصف مليون طفل من الفئات الأشد حاجة بلقاحات منقذة للحياة.
فقد أنجزت وزارة الصحة العراقية بدعم من منظمتي اليونيسف والصحة العالمية وشركاء آخرين تطعيم أكثر من 500 ألف طفل من الفئات الأشد حاجة بضمنهم 49 ألف و981 طفلاً ممن لم يتم تحصينهم أو ممن فاتتهم بعض التلقيحات وذلك خلال الجولة الثانية من الحملة الوطنية متعددة اللقاحات الأولى من نوعها في العراق .

أكثر من مليون جرعة
وخلال الحملة التي استمرت 10 أيام تم إعطاء مليون و303 ألاف و587 جرعة لقاح إلى 517 ألف و680 طفل منهم 330 ألف و165طفل تم تطعيمهم من قبل 3 ألاف و834 عامل صحي ضد مرض الحصبة الأكثر عدوى كما تمت توعية أكثر من مليون مزود للرعاية بمن فيهم الآباء من خلال بث رسائل حول أهمية اللقاحات وضرورتها وذلك بهدف زيادة اقبالهم وتشجيعهم على تحصين أطفالهم.
وقد تم تم تمويل الحملة جزئياً من خلال الشراكة القائمة بين منظمة اليونيسف ومؤسسة الوليد بن طلال الانسانية السعودية ومن قبل مؤسسة مراكز السيطرة على والوقاية من الأمراض الأميركية.

استراتيجية أكثر أماناً
وتعتبر "اللقاحات هي الاستراتيجية الأكثر أماناً وفعاليةً عالمياً لحماية الأطفال من الأمراض التي تهدد حياتهم" كما تقول شيما سان غوبتا، ممثلة منظمة اليونيسف في العراق مضيفة "تلتزم اليونيسف بتوفير كل الدعم الى وزارة الصحة لضمان وصول اللقاحات إلى كل طفل في العراق".

كما ساهمت منظمة الصحة العالمية في الحملة من خلال تغطية التكاليف التشغيلية في تمكين الفرق المتنقلة من الوصول إلى المناطق المستهدفة بما في ذلك المناطق النائية وفي ضمان اللوجستيات الخاصة بتسهيل الوصول إلى مراكز التلقيح حيث لعبت التعبئة اليومية لآلاف العاملين في فرق التحصين في هذه المراكز دوراً هاماً في نجاح الحملة.
وقال الدكتور أحمد زويتن ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق "لقد حققت هذه الحملة نجاحاً كبيراً في ضمان عدم إهمال أي طفل في العراق. وأكد حرص المنظمة على التعاون مع وزارة الصحة واليونيسف وجميع الشركاء على تعزيز برنامج التحصين والمساهمة في إحراز تقدم ملموس نحو بلوغ التغطية الصحية الشاملة في العراق".

تلقيح 90 بالمئة من أطفال العراق
يذكر أنه ما بين عامي 2019 و2021 لم يتمكن 67 مليون طفل في العالم من تلقي اللقاحات مع انخفاض نسب التغطية بالتحصين في 112 دولة إلا أن العراق ومن خلال خدمات التحصين المكثفة والمتكاملة فقد تمكن من الوصول الى 90 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة بالجرعة الثالثة من اللقاح الثلاثي (ضد الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز) وبالجرعة الأولى من لقاح الحصبة وهي أعلى نسبة تغطية تحققت في العراق منذ عقدين من الزمن.
وتهدف الحملة الوطنية متعددة اللقاحات إلى الوصول إلى هؤلاء الأطفال الذين لم يتلقوا هذه اللقاحات وغيرها بهدف الحد من عودة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وزيادة نسبة التغطية بالتحصين إلى 95 في المئة.

منح فرصة طبية لكل طفل
ويظل التحصين أحد أكثر خدمات الصحة العامة فعالية حيث ينقذ الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات ويمكّنهم من النمو بصحة جيدة وبلوغ كامل إمكاناتهم.
وتعمل منظمتا اليونيسف والصحة العالمية من أجل منح الفرصة أمام كل طفل، بغض النظر عن هويته ومكان تواجده للوصول والحصول على اللقاحات التي يحتاجها ليس فقط للبقاء على قيد الحياة بل للنماء والرفاه. وتلعب مساهمة الشركاء كمؤسسة الوليد الانسانية دوراً حاسماً في تلبية الاحتياجات الضرورية لمكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
يشار الى أن منظمة اليونيسف تعمل في أكثر مناطق صعوبةً لتصل الى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم ولها نشاط في أكثر من 190 دولة ومنطقة "من أجل كل طفل في أي مكان لضمان عالمٍ أفضل لجميع الأطفال" كما تقول.
أما منظمة الصحة العالمية فأنها تقود الجهود الدولية الرامية الى توسيع التغطية الصحية الشاملة وهي توجه وتنسق استجابة العالم لحالات الطوارئ الصحية كما أنها "تسعى من أجل ضمان حياة صحية ورعاية أفضل بدءاً من الحمل وحتى الشيخوخة" من خلال استخدام السياسات والبرلمج المبنية على أسس علمية كما توضح.