اسطنبول: تجاهل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء ضغوطاً دولية متزايدة على أنقرة للمصادقة على طلب عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، قبل نحو أربعة أسابيع من اجتماع للتكتل الدفاعي سيعقد في تموز/يوليو.

وكان مسؤولون غربيّون يعوّلون على تليين موقف الرئيس التركي حيال هذه القضية التي بُذلت جهود دبلوماسية عدة لإيجاد تسوية لها، بعدما فاز الشهر الماضي بولاية رئاسية جديدة في انتخابات شهدت تنافساً قوياً.

لكن لا شيء ملموسًا تغيّر في موقف إردوغان، وفق ما بيّن بيان أصدره مكتبه في حين كان مسؤولون أتراك وسويديون يجرون مفاوضات ربع الساعة الأخير في انقرة.

وقال الرئيس التركي إن "لدى السويد توقعات لكن هذا لا يعني أننا سنلبيها.. لنقوم بتلبية هذه التوقعات، يتعيّن أولا على السويد أن تؤدي دورها".

ووضعت السويد وفنلندا حداً لسياسة الحياد العسكري التي كانتا تتّبعانها منذ عقود وطلبتا العضوية في حلف شمال الأطلسي رداً على غزو روسيا الأراضي الأوكرانية.

هذا العام صادقت تركيا والمجر المنضويتان في حلف شمال الأطلسي على طلب فنلندا الانضمام إلى التكتل.

لكن برلماني البلدين لم يصادقا بعد على انضمام السويد للحلف.

ويتطلّب نيل أي بلد جديد العضوية في حلف شمال الأطلسي موافقة دول التكتل بالإجماع على الطلب.

ضغط أميركي
وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي على الموافقة على انضمام السويد للتكتل خلال محادثة هاتفية جرت بينهما غداة فوز إردوغان بولاية جديدة ستبقيه رئيسا لتركيا حتى العام 2028.

وتأمل أنقرة أن يصادق الكونغرس الأميركي على حزمة دفاعية كبرى من شأنها ان تحدّث أسطول تركيا المتقادم من الطائرات المقاتلة.

وللمرة الأولى ربط بايدن بشكل مباشر بين صفقة بيع مقاتلات اف-16 لتركيا ومصادقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

إثر المحادثة الهاتفية قال بايدن في تصريح للصحافيين "لا يزال إردوغان يريد العمل على صفقة مقاتلات اف-16. أبلغته بأننا نريد اتفاقا مع السويد لذا فلنحقق ذلك".

احتجاجات
كذلك بحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ شخصياً في الأمر مع إردوغان في اسطنبول، قبل أسابيع قليلة من قمة للتكتل ستستضيفها ليتوانيا.

أشار إردوغان إلى أن زيارة ستولتنبرغ تزامنت مع احتجاجات نظّمها في ستوكهولم مناصرون أكراد لمجموعة تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

وتسعى تركيا لدفع السويد باتّجاه حظر مثل هذه التظاهرات وقمعها.

وقال إردوغان "هناك حقوق ممنوحة لأجهزة إنفاذ القانون (السويدية) بموجب الدستور. استخدموا هذه الحقوق. إن لم تتعاملوا معها، فلا يمكننا (القول نعم) في القمة في فيلنيوس" المقرر عقدها في 11 و12 تموز/يوليو.

شدّدت السويد بالفعل قوانينها لمكافحة الإرهاب واتّخذت مجموعة تدابير ترمي للاستجابة لهواجس تركيا.

وقد رحّلت مناصراً لحزب العمال الكردستاني مدانًا بالإتجار بالمخدرات كان قد أوقف في آب/أغسطس من العام الماضي.

في هذا الأسبوع قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن تركيا "أثارت بعضا من هواجسها. فنلندا والسويد تعاملتا مع الهواجس التركية، نحن نعتبر أن هذه الهواجس تم التعامل معها بالشكل المناسب وبفاعلية".

محادثات في أنقرة
الأربعاء أجريت محادثات في أنقرة خلصت إلى اتفاق على عقد اجتماع جديد بين تركيا والسويد وفنلندا، لم يعلن موعده.

عقب المحادثات قال المفاوض السويدي أوسكار ستينستروم إن الاجتماع "دفع بالعملية قدما، لكن لا نزال بعيدين عن خط النهاية".

وتابع "مرّة جديدة تمحورت المحادثات حول مدى وفاء السويد بالتزاماتها... وحول مدى مكافحة السويد (للنشطاء الأكراد) والإرهاب".

وبرّرت الشرطة السويدية سماحها بتنظيم تظاهرات مناهضة لإردوغان ولحلف شمال الأطلسي في ستوكهولم العام الماضي بالحق في حرية التعبير والتجمّع.

وسعى ستولتنبرغ لتسليط الضوء على "تقدّم" تم إحرازه في محادثات الأربعاء.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في تصريح في بروكسل "لا يزال الأمر ممكنا، بالطبع لا يمكنني أن أضمن ذلك، لكن من الممكن التوصل لاتفاق بحلول موعد القمة".

وعاد البرلمان التركي للانعقاد بعد فترة توقف خلال الانتخابات ومن المقرر أن تبقى الدورة البرلمانية مفتوحة حتى موعد قمة فيلنيوس.

ومدّد البرلمان المجري حتى السابع من تموز/يوليو دورته الحالية التي كان من المقرر أن تنتهي الخميس.