إيلاف من لندن: نظم آلاف العراقيين مساء الجمعة احتجاجًا ضخمًا امام السفارة السويدية ببغداد ضد حرق القرآن في ستوكهولوم، فيما طلب العراق عقد جلسة طارئة لمنظمة التعاون الاسلامي وسط دعوات لطرد البعثة السويدية.
وطالب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم منظمة التعاون الإسلامي بعقد جلسة طارئة واستثنائية لبحث مسائلة الإهانة والإساءة التي وجهت للقرآن الكريم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف إن "وزير الخارجية قدم طلبًا لمنظمة التعاون الإسلامي بعقد جلسة طارئة واستثنائية لبحث مسألة الإهانة والإساءة التي وُجِّهَت للقرآن الكريم أمام مسجد ستوكهولم عاصمة السويد وبحث أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها بهذه الشأن" كما نقلت عنه الوكالة العراقية الرسمية في تصريح تابعته "ايلاف".
يشار الى ان منظمة التعاون الاسلامي التي تأسست عام 1969تضم في عضويتها 57 دولة منها 56 دولة أعضاء في منظمة الامم المتحدة فيما يتجاوز عدد السكان الجماعي للدول الأعضاء في المنظمة الملياري نسمة.

دعوات لطرد البعثة السويدية
وتظاهر آلاف المواطنين في بغداد مساء اليوم وسط اجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة السويدية تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للتنديد بحرق القرآن.


آلاف العراقيين يحتجون مساء الجمعة 30 حزيران\يونيو 2023 امام السفارة السويدية في بغداد رفضا لاحراق القرآن في ستوكهولم (اعلام عراقي)

وقد رفع المتظاهرون الذين ينتمون الى مختلف القوى السياسية والمذاهب الدينية نسخًا من القرآن واحرقوا علم المثليين.
ومنعت اللجنة المنظمة للاحتجاج اقتحام السفارة السويدية او حرق العلم السويدي مكتفية باقتحامها الذي حصل امس. كما شهدت معظم محافظات البلاد تظاهرات احتجاج بعد صلاة الجمعة احتجاجا على سماح السلطات السويدية بحرق القرآن.

ومن جهته طالب رئيس تحالف الفتح هادي العامري بطرد اي بعثة او قوات سويدية من العراق. وقال بكلمته في تجمع عشائري بمحافظة ذي قار الجنوبية "لامكانَ للسويديين في العراق وعلى الحكومة العراقية لاسيما مستشار الأمن القومي طرد اي بعثةٍ أو قواتٍ سويدية من العراق فورًا. في اشارة الى القوات السويدية ضمن التحالف الدولي لمناهضة تنظيم داعش الموجودة في العراق لاغراض التدريب والاستشارة.

رسالة الصدر: انهم يكيلون بمكيالين
ووجه الصدر رسالة الى المطالبين بحرية التعبير مؤكدًا ان حرق القرآن تحريض على العنف.
وقال الصدر في رسالة قرأها المتحدث باسمه محمود الجياشي خلال الاحتجاجات اليوم "يا ايها المطالبين بالحرية والديمقراطية وحرية التعبير كونوا منصفين مع الله رب العالمين عليكم ان لا تكيلوا بمكيالين".
وأضاف "اذ انتم تجرّمون حرق علم المثليين وتعتبرونه جريمة فلماذا لا تعتبرون حرق القرآن جريمة كبرى، فعليه ان حرق القرآن يعتبر تحريضاً على من يعتنقون الإسلام".
وأكد الصدر ان "حرق القرآن تحريض على العنف كما انه يعتبر تجاوزاً على الهداية ".. وأشار الى ان "الاسلام هو اسلام العفة والاصلاح والسلام والمحبة، وليس كما تسوقونه من الارهاب وغيره"، موضحا انه "يجب على الداعين للديمقراطية ان لا يتحدثوا بوجهين وان يعملوا بأسس حرية التعبير الحقيقة".

الحكومة السويدية تأسف وترفض
واليوم تلقت وزارة الخارجية العراقية رسالة من نظيرتها السويدية تعبّر فيها عن أسفها بشأن توجيه الإهانة للقرآن الكريم وتؤكد رفضها الشديد لمثل هذه الأعمال المعادية للإسلام.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف في بيان تابعته "ايلاف" إن"وزارة الخارجيَّة تلقت عبر سفارتها في ستوكهولم، نسخة من رسالة وزارة الخارجيَّة السويديَّة عبر وكيلها جان كنوتسن والموجهة إلى رؤساء بعثات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ بشأن توجيه الإهانة للقرآن الكريم في ستوكهولم إذ عبَّر فيها عن عميق أسفه لما حدث يوم الأربعاء من حرق القرآن في أول أيام عيد الاضحى أمام مسجد ستوكهولم".
واشار الصحاف الى أن "الرسالة أكدت أنَّ الحكومة السويديَّة ترفض بشدة مثل هذه الأعمال المعادية للإسلام، وإنَّها لا تدعم أو تتغاضى بأي حال عن الآراء المعادية للإسلام التي عبّر عنها الشخص المعني خلال هذه الواقعة".. مُضيفاً أنَّ "حكومة السويد تتفهم تماماً أنَّ المسلمين في السويد وفي الدول الأخرى قد شعروا بالإهانة لما حدث".
واضاف أنَّ الرسالة اكدت ان "الشرطة السويدية بصدد إجراء تحقيق بشأن الانتهاكات المشتبه بها وفق قانون جرائم الكراهيَّة السويديّ".. موضحا أنه "يوجد في السويد حق دستوريّ في حرية التجمع والتعبير والتظاهر وأن الشرطة تتخذ قرارات السماح بالمظاهرات بشكل مستقل".
وقال أنَّ "وزارة الخارجيَّة السويديَّة أبلغت الشرطة بالاعتبارات المعنيَّة من وجهة نظرها".

العراق متمسك بتسليمه حارق القرآن
وشدد المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية على تمسك العراق
"بضرورة إستجابة الجانب السويديّ لمطلب الحكومة العراقيَّة بتسليم مرتكِب هذا الفعل الشنيع ليلقى جزاءه وفق القانون العراقيّ".

اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا خلال احراقه لنسخة من القرآن في ستوكهولم الاربعاء الماضي (تويتر)

ودعا العراق السلطات السويدية تسليمه اللاجئ العراقي على اراضيها سلوان موميكا الذي أقدم على حرق نسخة من القرآن.
وقال الصحّاف ان الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم هو عراقيّ الجنسية لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقيَّة لمحاكمته وفق القانون العراقيّ".
يشار الى ان حارق القرآن سيواجه في حال تسليمه الى السلطات العراقية السجن ثلاث سنوات وفقا لقانون العقوبات العراقي الذي يشير الى إن الجريمة حتى لو ارتكبت خارج العراق وكان لها مساس بالداخل العراقي فمن الممكن محاكمة الشخص الذي قام بذلك وفي حال تسليمه فستكون محاكمته وفق المادة 372 من القانون رقم 111 لسنة 1969 والتي هي عقوبة ازدراء الأديان التي تصل إلى الحبس لمدة 3 سنوات.