إيلاف من لندن: قالت وزيرة الداخلية البريطانية إن خطر الإرهاب "يتصاعد"، وأشارت إلى أن مراجعة استراتيجية تقول إن الإرهاب الإسلامي هو التهديد الأساسي.

وكانت الوزيرة سويلا برافرمان تتحدث في أعقاب تحديث إستراتيجية الحكومة لمكافحة الإرهاب، حيث تم تسليط الضوء على التطرف الإسلامي واليميني على أنهما التهديدان الرئيسيان في المملكة المتحدة.
وقالت وزيرة الداخلية في الوقت الذي نشرت فيه الحكومة مراجعة لاستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب (CONTEST)، والتي تم تحديثها لأول مرة منذ خمس سنوات، إن خطر الإرهاب "آخذ في الارتفاع".

تهديدٌ محلي
وقالت السيدة برافرمان: "نواجه الآن تهديدًا إرهابيًا محليًا أقل قابلية للتنبؤ به، ويصعب اكتشافه والتحقيق فيه، تهديد مستمر ومتطور من الجماعات الإرهابية الإسلامية في الخارج، وبيئة تشغيل حيث تستمر التكنولوجيا في توفير الفرص والمخاطر على حد سواء على جهودنا لمكافحة الارهاب. وقالت "لذلك نعتقد أن خطر الإرهاب يتصاعد مرة أخرى".
وفي خطاب مصاحب لإصدار التقرير، أضافت برافرمان أن الارتفاع جاء من "قاعدة أدنى"، وأن الخطر "ليس مرتفعًا كما كان قبل بضع سنوات".
يشار إلى أن استراتيجية مواجهة الإرهاب CONTEST كانت أوجدت منذ عام 2003، وتم تحديثها آخر مرة في عام 2018 بعد الهجمات الإرهابية الخمسة في عام 2017 - والتي تضمنت تفجير مانشستر أرينا وهجوم لندن بريدج.
ومنذ ذلك الحين، وقعت تسع هجمات إرهابية، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 20 آخرين - وتعطيل 39 هجومًا آخر، وفقًا لوزارة الداخلية.

التهديدات الرئيسية
ويبرز تقييم الاستراتيجية الجديدة، هذا العام كيف يأتي "التهديد الإرهابي المحلي الأساسي" من "الإرهاب الإسلامي".
وتشكل "ما يقرب من 67٪ من الهجمات منذ 2018، وحوالي ثلاثة أرباع عدد قضايا جهاز الاستخبارات الدخلي MI5 و64٪ من المحتجزين لارتكابهم جرائم مرتبطة بالإرهاب" اعتبارًا من مارس من هذا العام.

والتهديد التالي الأكثر خطورة هو التطرف اليميني، حيث تعتقد وزارة الداخلية أن هذا يشكل ما يقرب من 22٪ من الهجمات منذ عام 2018، وربع قضايا MI5 و 28٪ من المحتجزين بسبب جرائم مرتبطة بالإرهاب.
وفيما يتعلق بالتطرف الإسلامي، تشير المراجعة إلى أن هناك صلة "متناقصة" بين الجناة و "الانتماء الصريح والاصطفاف الأيديولوجي الثابت" مع أي مجموعة واحدة.
ويرجع ذلك إلى "التراجع النسبي" في تنظيم القاعدة - وبدرجة أقل - تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، المعروف أيضًا باسم داعش.
ويعني تقلّص عدد الشخصيات الإسلامية وتزايد عالم الإنترنت أن هناك عددًا أكبر من "القضايا والشكاوى من مجموعة واسعة من المصادر التي أصبحت مؤثرات ودوافع" للإرهابيين.

التطرّف اليميني
وبالنسبة للمتطرفين اليمينيين البريطانيين، هناك تنظيم أقل مقارنة بالإرهابيين الإسلاميين، وفقًا للمراجعة الجديدة لوزارة الداخلية.
بدلاً من المجموعات الرسمية ذات الهيكل القيادي والخطط للاستيلاء على الأراضي، تميل الجماعات اليمينية المتطرفة إلى أن تتكون من "مجتمعات غير رسمية على الإنترنت تسهل الروابط الدولية".

مخاطر التكنولوجيا
وتنص المراجعة الجديدة على أن "التوفر المتسارع للتكنولوجيات الجديدة والمنصات على الإنترنت يوفّر الفرص والمخاطر لجهودنا في مكافحة الإرهاب".
ويستغل الإرهابيون التكنولوجيا لإخفاء شبكاتهم ونشر دعايتهم وتمكين هجماتهم.
وتقول المراجعة: "تعتبر التكنولوجيا عاملاً مساعدًا مهمًا لجهودنا في مكافحة الإرهاب، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام الدقيق والمتناسب للتقنيات المتطورة إلى جعل استجابتنا أكثر كفاءة وفعالية."
وتضيف بأن الزيادة الطفيفة في عدد التحقيقات والاعتقالات ضد القاصرين من قبل شرطة مكافحة الإرهاب كانت مرتبطة في الغالب بالسلوك عبر الإنترنت.
لكن أكثر من نصف الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا أدينوا بالإرهاب في السنوات الخمس الماضية تم اتهامهم بارتكاب جرائم غير عنيفة، مثل جمع المعلومات الإرهابية أو مشاركتها.

الانترنت والذكاء الاصطناعي
وساهم الإنترنت في "الانتشار السريع" للمحتوى الإرهابي عبر الإنترنت، بما في ذلك التدفقات المباشرة للهجمات، والتي تقول مراجعة الاستراتجية ضد الارهاب CONTEST إنها "فعالة وضارة بشكل خاص".
وتشير المراجعة أيضًا إلى أن للذكاء الاصطناعي "تداعيات على كل من نهجنا في مكافحة الإرهاب والتهديدات التي نواجهها ، مع احتمال أن يصبح النشاط الإرهابي أكثر تعقيدًا بجهد أقل".
وتضيف: "في حين أنه يمكن أن يسرع بشكل جذري عملية الكشف عن التهديدات، فمن المرجح أن يستغل الإرهابيون التكنولوجيا لإنشاء وتضخيم محتوى التطرف، والمواد الدعائية والتعليمية، والتخطيط لهجمات وارتكابها".