ايلاف من لندن : اعلنت الحكومة العراقية الخميس انها ابلغت نظيرتها السويدية بقطع العلاقات الدبلوماسية في حال سماحها بحرق القرآن مجددا فيما بدأت السلطات العراقية التحقيق باقتحام سفارة السويد في بغداد واشعال النيران فيها .
وخلال ترؤس رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني صباح اليوم اجتماعاً طارئاً ضمّ وزيري الخارجية والداخلية، ورئيس جهاز الأمن الوطني ووكيل جهاز المخابرات الوطني ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة على خلفية منح الحكومة السويدية رخصة لحرق المصحف الشريف وحادث حرق السفارة السويدية في بغداد فقد دان الاجتماع حادث حرق السفارة وعدّه خرقاً أمنياً واجب معالجته حالاً ومحاسبة المقصرين من المسؤولين عن الأمن.
احالة حارقي السفارة السويدية الى التحقيق
وتقرر خلال الاجتماع الطارئ إحالة المتسببين بحرق السفارة الذين تمّ إلقاء القبض عليهم إلى القضاء، وكذلك إحالة المقصرين من المسؤولين الأمنيين إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وفي هذا الصدد تجدد الحكومة العراقية تأكيداتها الالتزام بأمن وحماية جميع البعثات الدبلوماسية، والتصدي لأي اعتداء يستهدفها.
ابلاغ السويد رسميا بقطع العلاقات اذا تكرر حرق القرآن
وأعلن خلال الاجتماع ان الحكومة العراقية "أبلغت الحكومة السويدية أمس عبر القنوات الدبلوماسية، بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرار حادثة حرق القرآن الكريم على أراضيها، ومنح الموافقات تحت ذريعة حرية التعبير".. وأكدت أنّ مثل هذه الأعمال الاستفزازية تسيء للمواثيق والأعراف الدولية باحترام الأديان والمعتقدات، وتشكل خطراً على السلم، وتحرض على ثقافة العنف والكراهية.
وشدد على استنكار العراق استمرار السلطات السويدية في مثل هذه المواقف المستفزة لعقائد الآخرين ومقدساتهم.
واثر ذلك اعلن المجلس الاعلى للقضاء العراقي عن اعتقال 20 متهما من المشاركين في الاعتداء على سفارة مملكة السويد في بغداد.
الصدر ينتظر
ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم الحكومة العراقية إلى عدم الاكتفاء بشجب واستنكار حرق القرآن في السويد محذراً من أنه ينتظر "الرد الرسمي الحازم قبل أي تصرف خاص" به.
وقال الصدر في تغريدة على "تويتر" إنه "بعد أن أعلنت السويد عدءاها للإسلام والكتب السماية لأنها لا تؤمن بمثل هذه الأمور السماوية الظاهرية والباطنية فها هي تتعدى الخطوط الدبلوماسية والأعراف السياسية وتعلن عداءها للعراق بأن أعطت الموافقة على حرق علم العراق".
وأضاف "إنني هنا سوف أنتظر الرد الرسمي الحازم قبل أي تصرف خاص بي. وحسب فهمي إن حُرق علم العراق فعلاً.. فإن على الحكومة أن لا تكتفي بالشجب والاستنكار.. فذلك يدل على الضعف والاستكانة".
وشدد الصدر على أن "حرق القرآن مجدداً فلا يقابله حرق التوراة والإنجيل بل على شعوب العالم نصرة السماء وإلا حل بنا ما لايحمد عقباه.. ولات حين مندم".
عشرات المحتجين أضرموا النار بسفارة السويد
وكان العشرات من الاشخاص قالت معلومات انهم تابعون الى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر قد اقتحموا مقر السفارة السويدية في بغاد فجر اليوم واضرموا النار فيها احتجاجا على سماح حكومة ستوكهولم للاجئي المسيحي العراقي هناك سلوان موميكا بتنظيم تظاهرة امام السفارة العراقية هناك لاحراق القرآن مجددا ومعه العلم العراقي وذلك بعد اسابيع من قيامه بالعمل ذاته الذي اثار استنكارا عالميا واسعا.
وفيما بدأت السلطات العراقية اليوم بالتحقيق في احراق السفارة فقد فتحت الشوارع التي اغلقتها فجرا وقالت الخارجية العراقية الخميس في بيان تابعته "ايلاف" "ندين بأشد العبارات حادثة حرق سفارة مملكة السويد لدى بغداد فجر اليوم الخميس" .. واعتبرت إن هذا الفعل يأتي في سياق الاعتداء على البعثات الدبلوماسية وتهديد أمنها "
وأكدت الوزارة ان الحكومة العراقية أوعزت إلى الجهات الأمنية المختصةربالتحقيق العاجل واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة بهدف كشف ملابسات الحادثة والتعرف على هوية مرتكبي هذا الفعل ومحاسبتهم وفق القانون".
ستوكهولم تحمل بغداد المسؤولية
ومن جانبها اعتبرت وزارة الخارجية السويدية اليوم ان الهجمات على السفارات والدبلوماسيين تشكل انتهاكا خطيرا لاتفاقية فيينا، محملة "السلطات العراقية مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية وموظفيها اثر اقتحام سفارتها في بغداد.
وقالت الخارجية السويدية في بيان "ندين جميع الاعتداءات على الدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية. جميع موظفي سفارتنا في بغداد بأمان والوزارة على اتصال منتظم بهم".
وأظهرت مقاطع نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين داخل السفارة يلوحون بأعلام ويرفعون صور رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ووالده الراحل المرجع محمد صادق الصدر ثم قاموا بتسلق السياج المحيط بمجمع السفارة واضرام النار في مقرها.
وسلوان موميكا الذي اجازت له السلطات السويدية بان يقوم بإحراق القران امام السفارة العراقية في ستوكهولم اليوم الخميس مجددا هو لاجئ عراقي هناك وقام في 28 حزيران يونيو الماضي كذلك بحرق صفحات من نسخة من القرآن أمام أكبر مسجد في ستوكهولم يوم عيد الأضحى.
وأدعت الشرطة السويدية امس الأربعاء أن الإذن لم يُمنح على أساس طلب رسمي لإحراق كُتب دينية بل على أساس إقامة تجمّع عام سيتمّ التعبير خلاله عن "رأي" بموجب الحق الدستوري بحرية التجمّع.
وقال متحدث باسم الشرطة السويدية إن ذلك لا يعني أنها توافق على ما سيجري.
ودفع حرق موميكا لصفحات من نسخة للقرآن الشهر الماضي الى قيام انصار للتيار الصدري باقتحام السفارة السويدية في بغداد كما اثار مشاعر الغضب في انحاء العالم الاسلامي.
التعليقات