لشبونة: استقبل نصف مليون شاب وشابة بحفاوة كبيرة بالغناء والتصفيق والهتافات البابا فرنسيس في متنزه في لشبونة في الافتتاح الرسمي للأيام العالمية للشباب.
وقال البابا للحشود بالإسبانية "يسرني أن أراكم جميعا، وأن أسمع الأصوات المفرحة الصادرة عنكم! هذا يجعلني أشاطركم فرحتكم الكبيرة".
وراحت الحشود تلوح بأيديها وتطلق الهتافات فيما البابا البالغ 86 عاما يتقدم ببطء محاطا بحراس في السيارة البابوية في متنزه ادواردو السابع الواقع على تلة.
وصاح البعض "نحن شباب البابا" ملوحين بأعلام بلدانهم مثل كندا والبرازيل ولاتفيا والمكسيك وإسبانيا ودول أخرى.
وقدرت السلطات المحلية عدد المشاركين بنحو نصف المليون.
وتخلل المراسم رقصات وغناء ولا سيما من نجمة الفادو البرتغالية ماريزا التي ابتسم لها البابا ورفع إبهامه استحسانا في ختام وصلتها.
وانتظر الكثير من المؤمنين لساعات تحت شمس ساطعة لرؤية البابا وهم يرقصون ويغنون لتمضية الوقت.
وقال جوفري غارسيا- بنيتو وهو تلميذ في السابعة عشرة من غرب فرنسا رافعا علم بلاده "هذا أمر لافت مفعم بالمشاعر، الأجواء رائعة".
وكان هذا الحدث اللقاء الأول الرئيسي للبابا مع المشاركين في الأيام العالمية للشباب، وهو ملتقى كاثوليكي دولي يمتد على ستة أيام.
لقاءات ومحطات
ووصل البابا إلى لشبونة الأربعاء والتقى أعضاء الإكليروس وضحايا اعتداءات جنسية في الأوساط الكنسية.
وفي وقت سابق الخميس، حث البابا الشباب على التوفيق بين النضال من أجل انقاذ العالم وبين معالجة أزمة الفقر خلال كلمة ألقاها أمام طلاب جامعة كاثوليكية في لشبونة.
وشدد الحبر الأعظم الخميس في اليوم الثاني من زيارته إلى لشبونة على "الحاجة الملحّة" لمواجهة تحدي أزمة المناخ داعيًا إلى "علم بيئة متكامل".
وأكّد "علينا أن نعترف أن هناك حاجة ملحة لكي نهتم ببيتنا المشترك. ولا يمكن أن يتم ذلك دون توبة في القلب، وإن لم نبدّل رؤيتنا الأنثروبولوجية التي تقوم على الاقتصاد والسياسة".
ورأى البابا بعد سماعه شهادات من شباب في هذه الجامعة التي تأسست العام 1967، "لا يمكننا أن نكتفي ببعض العلاجات الملطَّفَة أو المساومات الخجولة والغامضة. في هذه الحالة أنصاف الحلول ليست سوى مجرد تأجيل بسيط للكارثة".
وبعد زيارته للجامعة الكاثوليكية توجّه البابا إلى بلدة كاشكايش الساحلية التي تبعد عن العاصمة لشبونة 30 كيلومتر غربا، والتقى شبابا من شبكة التعليم الدولية "سكولاس أوكّورّنتي" التي أسسها عام 2013 بهدف جمع شباب من مختلف الجنسيات والخلفيات.
وأجاب البابا فرنسيس خلال الزيارة على أسئلة شباب من مختلف الجنسيات قبل أن يضع اللمسات الأخيرة على لوحة جدارية تعمل المؤسسة على انجازها.
وقبل المغادرة، قام البابا فرنسيس بريّ شجرة زيتون التي تعتبر رمزًا للسلام، في فناء المؤسسة.
بيان
وقال الفاتيكان في بيان مقتضب إن البابا فرنسيس بدأ نهاره بلقاء نحو خمسة عشر حاجًا أوكرانيًا من بين 500 أتوا إلى لشبونة لحضور الأيام العالمية للشباب، في مقر السفارة البابوية في لشبونة حيث يقيم.
وأضاف البيان "بعدما استمع إلى قصصهم المؤثرة توجه ببعض الكلام إلى الشباب".
ولم يكن اللقاء مدرجًا في البرنامج الرسمي بحسب ما أشار الفاتيكان.
ويتوقع المنظمون أن يشارك في الأيام العالمية للشباب التي تتخللها احتفالات دينية وثقافية وروحية، مليون شاب وشابة من كلّ القارات.
وقال الشاب الإيطالي باولو لوتيني البالغ 17 عاما، "ما لفتني هو أجواء الألفة بين الناس فالجميع مستعد للتشارك وللاحتفال حتى مع غرباء".
وأضاف "الطاقة الإيجابية المتناقلة بين الجنسيات المختلفة أمر لا يصدق".
وسيترأس الحبر الأعظم القداس الختامي الأحد في لشبونة في اليوم الأخير من زيارته إلى البرتغال فيما من المتوقّع أن تصل الحرارة يومها إلى 37 درجة مئوية.
ويشارك البابا فرنسيس الذي يتنقّل على كرسي متحرّك أو متكئًا على عصا، للمرة الرابعة في هذا الملتقى المقام هذا العام في البرتغال، بعد ريو دي جانيرو عام 2013 وكراكوف عام 2016 وبنما عام 2019.
وكانت هذه النسخة من الأيام العالمية للشباب التي تعتبر أكبرّ تجمّع للكاثوليك في العالم، مقررة في آب/أغسطس 2022، وأرجئت بسبب جائحة كوفيد. وأسس البابا يوحنا بولس الثاني العام 1986 هذه الفعالية.
التعليقات