بانغي: أكد رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أركانج تواديرا بأن بلاده ترغب بإقامة علاقات جيّدة مع فرنسا، في مقابلة تأتي بعد سنوات من التوتر أثارها التقارب بين بانغي وروسيا.

وقال تواديرا في مقابلة أجرتها معه فرانس برس وقناة "تي في 5 موند" الفرنسية "لسنا ضد فرنسا".

وتابع "استقبلت للتو سفير فرنسا الجديد لدى جمهورية أفريقيا الوسطى. يعني ذلك بأن التعاون مستمر بين فرنسا وجمهورية أفريقيا الوسطى ونسعى لتحسينه، ولتعزيزه بما يصب في مصلحة شعبينا".

تدخلت القوة الاستعمارية السابقة عسكريا في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعاني من انعدام استقرار مزمن عام 2013 للمساعدة في وضع حد لحرب أهلية اندلعت لأسباب طائفية.

مهّد التدخل ونشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة الطريق لانتخابات عام 2016 فاز فيها تواديرا.

أعيد انتخابه في 2020 في ظروف مثيرة للجدل فيما يطالب أنصاره بأن يترشّح لولاية ثالثة، وهو سيناريو رفض التعليق عليه خلال المقابلة.

ساد التوتر العلاقات بين فرنسا وجمهورية أفريقيا الوسطى بعدما استعان تواديرا في 2018 بقوات شبه عسكرية من مجموعة فاغنر الروسية للمساعدة في تدريب قواته المسلّحة.

في 2020، وصل مئات العناصر الروس الإضافيين إلى جانب جنود روانديين لدعم نظامه بينما تقدّمت مجموعات متمرّدة باتّجاه العاصمة قبل الانتخابات.

انسحاب فرنسي
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، سحبت فرنسا آخر جنودها من جمهورية أفريقيا الوسطى مع ازدياد حدة السجالات بين الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي.

لدى سؤاله عن الشراكة مع روسيا، قال تواديرا (66 عاما) "لا توجد أسباب تمنع استمرار هذه العلاقة.. قالت السلطات الروسية نفسها ذلك".

وأضاف خلال المقابلة التي جرت في القصر الرئاسي الأربعاء إن "جمهورية أفريقيا الوسطى دولة تسعى لإقامة علاقات جيّدة مع كافة الدول الراغبة بالعمل معنا، بما فيها فرنسا وروسيا الاتحادية".

وتابع "نقوم بجهود دبلوماسية اليوم لتمكين بلادنا من الاستفادة من (كافة) أشكال التعاون المحتملة".

اتّهمت مجموعات حقوقية وغيرها فاغنر بارتكاب فظاعات في أفريقيا ونهب الثروات المعدنية مقابل دعم أنظمة هشّة.

بات مستقبل المجموعة المسلحة بقيادة يفغيني بريغوجين ضبابيا بعدما نفّذت تمرّدا لم يدم طويلا ضد كبار الشخصيات العسكرية الروسية في حزيران/يونيو.

لكن شركة أمنية خاصة مرتبطة بفاغنر قالت إنها نشرت مجموعة جديدة من "المدرّبين" في جمهورية أفريقيا الوسطى قبيل الاستفتاء الدستوري الذي تم في 30 تموز/يوليو.

الولاية الثالثة
من شأن الدستور الجديد أن يمدد الولاية الرئاسية من خمس إلى سبع سنوات ويلغي الحد الأقصى المحدد بولايتين.

وستزول بذلك أي عقبات تمنع تواديرا من السعي لولاية ثالثة، وهو أمر ندد به المعارض البارز مارتين زيغيلي على أنه "انقلاب دستوري".

صوّت 95,27 في المئة من المستفتين لصالح التعديل و4,73 في المئة ضدّه، مع نسبة مشاركة بلغت 61,10 في المئة، وفق نتائج أولية صدرت عن هيئة الانتخابات الوطنية.

يتعيّن على المحكمة الدستورية المصادقة على النتائج ومن المقرر أن تنشر المحكمة النتيجة النهائية في 27 آب/اغسطس.

قاطعت أحزاب المعارضة الرئيسية ومنظمات المجتمع المدني التصويت مشككة في السجل الانتخابي والرقابة. كما قاطعته مجموعات متمرّدة مسلّحة.

رفض تواديرا الإفصاح عن مسألة إن كان سيسعى للترشّح مجددا. وقال "أنا في منتصف ولايتي (الثانية)، لذا لا أفكر في الولاية المقبلة.. هناك الكثير من العمل والعديد من التحديات لشعب جمهورية إفريقيا الوسطى وستتعيّن علي الاستجابة".

أبرم تواديرا في 2019 اتفاق سلام مع 14 مجموعة مسلحة، فأدخل أمراء حرب في الحكومة.

وتراجع منسوب العنف، لكن أجزاء من البلاد ما زالت في أيدي المتمرّدين.

وبينما ذكر تواديرا بأن الوضع الأمني في بلاده يتحسّن، "إلا أنه ما زالت هناك تحديات.. جيوب تدخّل من قبل مجموعات مسلحة هنا وهناك".

وتابع "كانت هناك مكاسب لافتة.. الدليل هو أننا نظمنا استفتاء في مختلف أنحاء البلاد".