إيلاف من لندن: واجه رئيس الوزراء البريطاني على هامش قمة العشرين في دلهي، رئيس الوزراء الصيني بشأن التدخل الصيني في الديمقراطية البرلمانية في المملكة المتحدة.
والتقى ريشي سوناك مع لي تشيانغ في قمة مجموعة العشرين بعد اعتقال رجلين وسط تقارير عن تجسس باحث برلماني لصالح الصين. وقال سوناك إن التدخل في الديمقراطية البرلمانية في المملكة المتحدة "أمر غير مقبول بشكل واضح".
وكانت السلطات الأمنية البريطانية أعلنت في وقت سابق عن اعتقال رجلين بموجب قانون الأسرار الرسمية وسط تقارير عن تجسس باحث برلماني لصالح الصين.
وعلم أن الباحث الجاسوس، وهو في العشرينات من عمره، كان على صلة بوزير الأمن البريطاني توم توجندهات، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان أليسيا كيرنز وغيرهم من كبار أعضاء البرلمان من حزب المحافظين.
والتقى سوناك برئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، الذي يحضر قمة مجموعة العشرين في الهند بدلاً من الرئيس شي جينبينغ، على هامش الجلسة الأخيرة للتجمع صباح الأحد.

تدخل صيني
وفي حديثه بعد الاجتماع، قال سوناك إنه أثار "قلقه الشديد" بشأن التدخل في الديمقراطية البرلمانية، وهو ما قال إنه "غير مقبول بشكل واضح".
وأضاف أن التحدث وجها لوجه مع رئيس مجلس الدولة الصيني كان "النهج الصحيح". وقال: "عندما تكون هناك مجالات للخلاف، أفضّل أن أكون في الغرفة للتعبير بشكل مباشر عن مخاوفي، وهذا ما فعلته اليوم".
وكانت الاعتقالات تمت في شهر مارس/ ىذار الماضي، وكشفت عنها صحيفة صنداي تايمز لأول مرة.
وكان السيد سوناك واضحًا في أن الصين تمثل تحديًا "محددًا للعصر"، حسبما قال وزير العدل أليكس تشالك لقناة (سكاي نيوز صنداي مورنينغ) مع تريفور فيليبس.

ودافع تشالك عن الأمن في البرلمان قائلًا إنه "يتم اتباع نهج صارم" فيما يتعلق بمن يحصل على تصريح برلماني.

نقاط ضعف أمنية
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك نقاط ضعف في النظام الأمني تحتاج إلى معالجة، قال: "لا أعتقد أنه يجب عليك استبعاد أي شيء".
ويجري ضباط من قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، التي تشرف على الجرائم المتعلقة بالتجسس، تحقيقات في موضوع التجسس.
وقال تشالك إن التحقيق يجب أن "يستمر" وأن الشرطة وأجهزة الأمن تأخذ هذا الأمر "على محمل الجد". واضاف: وقال: "مهما كانت الدروس التي يجب أن تتعلمها السلطات البرلمانية، فأنا متأكد من أنها ستتعلمها".
وردا على سؤال حول وجهة نظر البعض في البرلمان بأن الصين تشكل تهديدا للمملكة المتحدة، قال وزير العدل البريطاني: "لا يمكنك أن تتمنى زوال الصين"، مشيرا إلى أنها ثاني أكبر اقتصاد عالمي ومفتاح لمواجهة التحدي المتمثل في تغير المناخ.
وقال: "علينا أن ننخرط، لكننا نفعل ذلك وأعيننا مفتوحة".

اعتقالات مارس
وكانت شرطة سكوتلانديارد قالت إن أحد الرجلين، وهو في الثلاثينيات من عمره، ألقي القبض عليه في أوكسفوردشاير في 13 مارس/آذار، بينما ألقي القبض على الآخر، وهو في العشرينات من عمره، في إدنبره.
وجاء في بيان صادر عن الشرطة: "تم إجراء عمليات تفتيش أيضًا في كلا العقارين السكنيين، وكذلك في عنوان ثالث في شرق لندن".
واحتُجز الرجلان في مركز شرطة بجنوب لندن حتى تم إطلاق سراحهما بكفالة حتى أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
ويقال إن السيد توغندهات لم يكن لديه أي اتصال مع الباحث منذ أن أصبح وزيراً للأمن في سبتمبر من العام الماضي. بينما رفضت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان كيرنز التعليق، وأضافت: "رغم أنني أدرك المصلحة العامة، إلا أنه من واجبنا جميعًا ضمان عدم تعريض أي عمل للسلطات للخطر".
وقالت تقارير إن النواب البيطانيين الذين يرتبط بهم الباحث الجاسوس للصين مطلعون على معلومات سرية أو حساسة للغاية.
وقالت مجموعة الضغط التابعة للتحالف البرلماني الدولي بشأن الصين إنها "شعرت بالفزع إزاء التقارير التي تفيد بتسلل شخص يزعم أنه يتصرف نيابة عن جمهورية الصين الشعبية إلى برلمان المملكة المتحدة".