إيلاف من أصيلة : أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،مساء الجمعة،بالهبة التضامنية المثالية تحت قيادة الملك محمد السادس لفائدة ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة مناطق من المملكة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة موجهة للمنتدى ،تلاها نيابة عنه الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ووزير خارجية اسبانيا الاسبق، ميغيل أنخيل موراتينوس،خلال افتتاح الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي،عن دعمه وتضامنه عقب الزلزال الذي ضرب المغرب،مشيدا ب "التعبئة القوية للشعب المغربي التي صارت نموذجا في التضامن".

ونوه غوتيريش بكرم المغاربة الذين أبانوا عن هبة تضامنية كبيرة من أجل مساعدة ضحايا الزلزال.

جاء ذلك في رسالة قرأها نيابة عنه الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ،ميغيل أنخيل موراتينوس.

على صعيد آخر، توقف غوتيريش عند تفرد موسم أصيلة، الذي ينجح كل سنة في استقبال نخبة من المثقفين ورجال السياسة والباحثين،مجددا الاهتمام الذي يوليه، كأمين عام لمنظمة الأمم المتحدة، للقارة الأفريقية التي تقع في صلب هذا الحدث الفكري المهم.

محمد بن عيسى امين عام مؤسسة منتدى اصيلة يتحدث في الجلسة الافتتاحية لموسم أصيلة 44

وأشار غوتيريش الى ان منطقة الصحراء الكبرى،التي خصها موسم أصيلة بإحدى ندواته ، التي تحمل عنوان "الصحراء الكبرى من الحاجز إلى المحور"، تواجه خلال السنوات الأخيرة تحديات كبرى على صلة بالأمن، لاسيما تنامي التطرف وانعدام الاستقرار، إلى جانب تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الجهل بقيمها الثقافية، معربا عن الأمل في أن يناقش الموسم مختلف هذه الظواهر للخروج بتوصيات إيجابية تعزز "التزامنا من أجل إفريقيا آمنة ومزدهرة".

جانب من الحضور في الجلسة الافتتاحية لموسم اصيلة ال44

في غضون ذلك ، ناقش ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب، مساء الجمعة بأصيلة، الآليات الأساسية التي تسمح لمنطقة الصحراء الكبرى بالانتقال من وضعية "المنطقة العازلة" إلى تحقيق إقلاع تنموي حقيقي.

وشكلت الندوة الأولى لمنتدى اصيلة ال44 ، فرصة لدراسة الوضع العام لهذه المنطقة، فضلا عن سبل توسيع الحوار وتبادل وتقريب وجهات النظر لبناء أسس تقارب و تضامن واسع بين بلدانها وتحقيق ديناميات حقيقية اقتصادية واجتماعية وثقافية.

وأبرز وزير الخارجية الإسباني الأسبق والممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، في كلمته،أن هذا الموسم المتفرد باستقبال نخبة من المثقفين والسياسيين والسياسيات، من شأنه الخروج بتوصيات حول الإجراءات التي يتعين اتخاذها بهدف تحقيق النمو الاقتصادي في أفريقيا في بيئة يسودها السلم والسلام والرخاء.وقال موراتينوس إن الصحراء الكبرى موضوع بالغة الأهمية وقضية راهنة تسلط الضوء على العلاقة بين أوروبا وإفريقيا، كما تشكل فرصة مواتية لتوليد أفكار وبلورة توصيات جديدة قادرة على تعبيد الطريق نحو تحقيق الرخاء، مبرزا أهمية قيام بلدان الصحراء الكبرى بوضع أسس شراكة موثوقة.

موراتينوس يتلو رسالة الامين العام للامم المتحدة المودجة الى منتدى أصيلة

على صعيد آخر، أكد موراتينوس على أهمية موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة، مشيدا بمثابرته واجتهاده على مدى دوارته ال 44.

من جانبه، ذكر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، زكريا أبو الذهب، أن الصحراء الكبرى تربط مناطق التوتر الثلاث الكبرى بإفريقيا (الشمال والغرب والشرق)، وهي من حيث البعد الأمني والاستراتيجي، مرتبطة بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأوروبا الغربية والجنوبية، وشبه الجزيرة العربية، ومنطقة الخليج العربي.وأوضح أن هذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية، أصبحت اليوم في صلب الأحداث الجارية، مع موجات التغيير التي أحدثت في أعقابها موجات صدمة أمنية وجغرافية وإقليمية.

في هذا السياق، أشار إلى عودة ظهور الحركات المتطرفة العنيفة في بعض بلدان الصحراء الكبرى، مما يفتح المجال أمام تدخل أجنبي أو عسكري محتمل.من جانبها، شددت المحللة السياسية ومستشارة السلام والأمن المالية،فاتي الأنصاري ، على دور الشباب، على وجه الخصوص، في التغيير بإفريقيا، مستشهدة بالأزمة التي تعيشها بلادها مالي.

واستعرضت الانصاري المراحل المختلفة للأزمة السياسية في مالي، التي اندلعت في أعقاب الأزمة الليبية، والتي كان لها تأثير مزعزع ووقع على الأمن في منطقة الساحل.وتناولت الجلسة الأولى، التي شهدت مشاركة خبراء دوليين قدموا على وجه الخصوص من المغرب وإسبانيا ومالي وتشاد والنيجر، أزمات دول الصحراء الكبرى والتحديات التي يتعين مواجهتها في مجالات السلام والتنمية الاقتصادية والتنمية، وإشراك الشباب الأفريقي، بالإضافة إلى متطلبات وتحديات الأمن الإقليمي والرهانات الاستراتيجية.كما تطرق الخبراء الى الوسائل الممكنة للمساهمة في الخروج من مأزق التفكك والانهيار الى أفق السلام والسلم الدائم والاقلاع التنموي، وتبني الخيارات العملية المتاحة لبلدان هذا الإقليم الاستراتيجي من أجل بلوغ الأهداف التنموية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية وبلوغ الغاية التي تتوقف عليها مصلحة كل الأطراف.

وكانت فعاليات الدورة الرابعة والاربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي،المنعقدة تحت رعاية الملك محمد السادس،بحضور شخصيات سياسية وثقافية مغربية وأجنبية وازنة.

وكيلة وزارة الثقافة تتلو كلمة نيابة عن وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد

وأبرز محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، في كلمة تليت نيابة عنه، أن المنتدى، المنظم بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع الوزارة وبلدية أصيلة، يتجسد تميزه في الشخصيات الرفيعة التي تحضر فعالياته من عوالم السياسة والثقافة والاقتصاد وباقي المعارف،ما يجعل توصياته مقرونة بالتجربة ومدعمة بالخبرة العلمية والميدانية للمشاركين وأصحاب القرار، كما يستمد رفعته من رعاية الملك محمد السادس التي تجسد الدعم الملكي المتواصل لجهود النهضة الفكرية والثقافية والتنموية.

وأشاد بنسعيد بالمضامين الغنية للفعالية، إذ إلى جانب معالجة قضايا السياسة والاقتصاد والبيئة وغيرها، يظل الشق الثقافي والفني للموسم دائم الحضور بأنشطة راقية فكرية وميدانية تساهم في تعميم الفعل الثقافي والفني، وتجعل المدن الصغيرة مراكز اشعاع وانتاج وتصدير للأفكار والتوصيات.

واعتبر الوزير بنسعيد أن الأفكار والتوصيات الصادرة عن الموسم تساهم في تلبية الحاجيات الثقافية للمواطنين وتقريب الفعل الفني المتميز إلى كل أبناء الوطن وإشراك الجميع في النقاش العمومي والفعل الثقافي والفني.

من جهته،قال امين عام مؤسسة منتدى اصيلة ، محمد بن عيسى إن دورة هذه السنة من الموسم والدورة 37 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، كحال باقي الدورات، تعير اهتماما خاصا للتطورات والتحديات التي تواجهها المجتمعات في افريقيا وفي المشرق العربي، وانعكاساتها على التغييرات التي تعرفها الدول المصنعة، خاصة في أوروبا ومضاعفات هذه التغيرات على تطور الأوضاع في مجتمعات عالم الجنوب.

وأوضح بن عيسى أن الندوات تعني بدراسات تطال ما يشاهده العالم من تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية، بالإضافة الى مشاغل الفنون التشكيلية ومشغل كتابة الطفل وتطوير قدراته الابداعية وخيمة الابداع لتكريم الباحث سعيد بنسعيد العلوي.

وأشاد بن عيسى بالتعاون القائم بين مؤسسة منتدى اصيلة و"مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، حيث يستضيفان معا ندوتين "التفكك الجيوسياسي والمناخ والهجرة والأمن الغذائي : الجنوب الجديد وعلاقته مع أوروبا" و "التحولات الطاقية : التحديات والآفاق بالنسبة لإفريقيا والدول العربية وأوروبا ".