إيلاف من لندن: وسط إجراءات أمنية مشددة وقطع طرق فقد تظاهر مئات الآلاف من العراقيين وسط بغداد الجمعة مؤكدين دعمهم للمقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل حيث هتفوا ضد التطبيع وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي.
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد اليوم صلاة موحدة شيعية سنية انطلق بعدها مئات الآلاف من العراقيين في تظاهرة مليونية لتأكيد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي حيث ارتدوا الأكفان مؤكدين الاستعداد لقتال الاسرائيليين منددين بالحصار الإسرائيلي لسكان قطاع غزة تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي تصدر عناصر تياره المليونية التي شكلت عودة قوية لهم الى الحياة السياسية من بوابة فلسطين بعد عام ونصف العام من انسحاب التيار الصدري من النشاط السياسي.

تحذير لبايدن .. وقوافل إغاثة لسكان غزة

وفي كلمة القاها في المتظاهرين خطيب الصلاة الموحدة ممثل الصدر مهند الموسوي فقد شدد بالقول "القدس لنا وإسرائيل كيان غاصب لأرضنا وقدسنا" داعيا العراقيين الى تجهيز قافلة مساعدات لإغاثة سكان قطاع غزة.
وطالب بغلق السفارات الإسرائيلية في الدول الإسلامية وبإيصال الماء والاحتياجات الانسانية الى قطاع غزة المحاصر.
وحذر ممثل الصدر الرئيس الاميركي جو بايدن من مواصلة الزحف نحو الشرق الأوسط بهدف دعم إسرائيل وقال مخاطبا له إن "زحفك نحو الشرق الأوسط سيُسبب لك ما لا تتوقعه من ردّة فعل لا من الخانعين بل من المجاهدين في فلسطين ومن يؤازرهم فوكلُّ الشعوب العربية والإسلامية على أهبة الإستعداد للتضحية بالغالي والنفيس وانها لتنتظر إشارة واحدة من ذوي الإيمان والصلاح والعلم الجهاد لا من الفاسدين والمهادنين".
وشدد على ان "الكيان الصهيوني إرهابي بكل ما للكلمة من معنى وهو عازم على إرهاب المؤمنين في غزة". واعتبر ان "كل الشعوب الإسلامية مستعدة للتضحية في سبيل فلسطين".. لافتا إلى أن "التظاهرة المليونية اليوم هي مساندة للحق الفلسطيني المغصوب".

ارتدوا الأكفان وحرقوا العلمين
وهتف المتظاهرون "كلا كلا للتطبيع".. "الشعب يريد تجريم التطبيع" ‏فيما شددوا على تضامنهم ودعمهم للشعب الفلسطيني في مقاومته ‏لإسرائيل وقاموا بحرق العلمين الإسرائيلي والأميركي.‏


متظاهرو مليونية دعم فلسطين في بغداد الجمعة أحرقوا الأعلام الإسرائيلية والأميركية (تويتر)

كما رفع المشاركون يافطات تقول "طوفان الصدر مع طوفان الأقصى".. و"جمعة طوفان الأقصى".
وكان الصدر قد دعا الاثنين الماضي، إلى ‏صلاة جمعة موحدة في ساحة التحرير والانطلاق بعدها بتظاهرات ‏حاشدة مؤيدة للشعب الفلسطيني قائلاً في بيان لقد "اجتمع الإرهاب الدولي ضد أحبتنا وأهلنا في فلسطين الحبيبة.. اللهم ففرق جمعهم وشتت شملهم".
وقبيل انطلاق التظاهرة دعا مكتب الصدر المشاركين الى أداء صلاة شيعية سنية موحدة والتعاون مع جميع الأجهزة الأمنية وعدم ارتداء اللباس العسكري أو حمل السلاح مطلقًا وأن تكون الهتافات موحدة في نصرة القضية الفلسطينية.
وأكدت التعليمات على المتظاهرين بلبس الأكفان والاكتفاء برفع العلمين الفلسطيني والعراقي .

حماية السفارت
وجرت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة في ساحة التحرير ومحيطها وقطع الطرق اليها فيما عززت السلطات الأمنية إجراءات حماية مقرات سفارات دول داعمة لإسرائيل في بغداد.
ووجهت شرطة حماية السفارات في مركز العمليات العراقية المشتركة تعليمات الى 7 قطاعات أمنية بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على مقرات السفارات التي اتخذت دولها موقفاً سلبياً من القضية الفلسطينية إثر الأحداث الأخيرة .
وشددت على القوات الأمنية بضرورة تعزيز الحماية في المناطق التي تقع السفارات ضمن رقعتها الجغرافية وهي كل من: السفارتين الأوكرانية والبحرينية في حي المنصور والسفارة الفرنسية في شارع السعدون.
وأوضحت أنه فيما يخص السفارتين الأميركية والفرنسية في المنطقة الخضراء (وسط العاصمة) الاإيعاز الى قيادة الفرقة الخاصة فيها لاتخاذ الإجراءات الأمنية لهما.
ومن جهتها هددت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران واشنطن بضرب أهدافها وقواعدها العسكرية في العراق والمنطقة في حال دخولها الحرب مع إسرائيل ضد حماس.
يشار الى أن القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية العراقية قد تفاعلت مع العمليات الفلسطينيية ضد الكيان الإسرائيلي مؤكدة دعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية.