إيلاف من لندن: منذ ظهور ما أطلقت على نفسها تسمية "المقاومة الإسلامية في العراق" على سطح المواجهات المسلحة التي أفرزها القتال بين حركة حماس الفلسطينية واسرائيل، فقد أثيرت تساؤلات عن هذا التشكيل الجديد ومكوناته وتيعيته واهدافه.

وفي تقرير له اليوم الاربعاء، أجاب تقرير لمعهد واشنطن المستقل لسياسات الشرق الأدنى على تلك التساؤلات في تقرير الاربعاء تابعته "إيلاف" يوضح أن تسمية "المقاومة الاسلامية في العراق" التي ظهرت على تطبيق "تلغرام" أواسط الشهر الحالي إلى جماعة قائمة بحد ذاتها، بل هي اسم عام يُستخدَم للدلالة على الوحدة بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتأكيد على هوياتها الفردية خلال الهجمات التي أثارتها أزمة غزة.

الدور الأميركي في أزمة غزة
ويشير المهعد الى تلك التسمية هي مصطلح شامل يُستخدَم لوصف العمليات التي تنفّذها جميع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بما في ذلك الضربات على سوريا خلال النزاع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية والذي تفجر في السابع من الشهر الحالي.
اما نوع النشاطات التي تقوم بها المقاومة الاسلامية في العراق فانها عمليات عسكرية حركية، وطنية وعابرة للحدود على حد سواء تستهدف الولايات المتحدة في العراق وسوريا، وناجمة عن الدور الأميركي في أزمة غزة.
وخلال الصراع الأخير الذي نشب بين إسرائيل وحماس فقد هاجمت ميليشيات المقاومة العراقية القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا ومنذ 21 تشرين الأول أكتوبر 2023 تبنت هذه الميليشيات هجمات باسم "المقاومة الإسلامية في العراق" تجاوز عددها المائة مستهدفة بالصواريخ والطائرات المسيرة "قاعدة عين الأسد الجوية" في غرب العراق و"قاعدة حرير الجوية" في كردستان العراق ثم قاعدة "التنف" في سوريا ثم القاعدة الأميركية في حقل الغاز الطبيعي التابع لشركة "كونوكو" في سوريا.

استراتيجية الواجهة
وعن أهداف التنظيم الجديد يشير المعهد الى أنها ترمي الى السماح لمختلف ميليشيات المقاومة العراقية بشن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا تحت مظلة واحدة.
ويقول أن الميليشيات ترى أن عدم تحديد الجماعات المسؤولة عن مهاجمة القواعد الأميركية قد يعود بالفائدة عليها إذ أنه يكون استخدام تسمية عامة بدون شعار هو الامتداد الأقصى لـ"استراتيجية الواجهة" التي اتبعتها إيران ووكلاؤها منذ عام 2019 لتجنب المساءلة عن الهجمات على الأمريكيين.
وتشكيل المقاومة الإسلامية في العراق هذا هدفه أيضاً إظهار الوحدة الكامنة وراء الهجمات المنفَّذة ضد المصالح الأميركية خلال الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس"، لا سيما "تلبية النداء" كقوة واحدة وهو ما يشير بشدة إلى أن "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإيراني" يجمع بين وكلائه المتعددين في "المقاومة" العراقية الذين يميلون في الأحوال العادية إلى الجدال حول القيادة المحلية.

تسلسل القيادة
ويقول كاتبا التقرير: حمدي مالك وهو زميل مشارك في "معهد واشنطن" ومتخصص في الميليشيات الشيعية ويتكلم العربية والفارسية، ومايكل نايتسو وهو زميل في معهد واشنطن ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، أن الأدلة المتوافرة إلى أن "فيلق القدس" يؤدي دوراً في تنسيق "المقاومة الإسلامية في العراق" حيث تحرص الجماعات المسلحة العراقية بشدة على حماية هوياتها الفردية والفضل الذي يعود إليها في الهجمات (المباشرة أو عبر جماعات واجهة مرتبطة بها)، لذا يشير استعدادها لإخفاء هذه الهويات وحتى التراجع عن تبني هجوم منفَّذ على مستوى جماعة فردية إلى أن سلطة عليا تتولى تنسيقها.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير التسمية المشتركة مع جماعة "تشكيل الوارثين" في الهجوم الذي شُنَّ في 17 تشرين الأول/أكتوبر على "قاعدة حرير الجوية" إلى وجود صلة مباشرة بجماعةٍ يديرها بشكلٍ مباشرٍ "فيلق القدس" وتتمتع بعلاقات وثيقة مع "حركة حزب الله النجباء".

علاقات التبعية
في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تم إنشاء مجموعة على تطبيق "تلغرام" تُدعى "الإعلام الحربي" لنشر البيانات والادعاءات حول تبنّي مسؤولية الهجمات التي تصدرها الميليشيات العراقية المختلفة، باسم "المقاومة الإسلامية".
ويبين المعهد أنه من الواضح أن جماعة "تشكيل الوارثين" تعمل لصالح "المقاومة الإسلامية في العراق" وباسمها اذ أشار إعلانها الصادر بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول إلى "تشكيل الوارثين، غرفة عمليات إسناد "طوفان الأقصى".

تسمية شاملة
واعتبر المعهد الأميركي أن "المقاومة الإسلامية في العراق" هي تسمية شاملة تتطابق مع التسمية التي استخدمتها سابقاً جميع الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران لوصف نفسها، وذلك عبر وضعها غالباً قبل أسماء جماعاتها المحددة.
ولاحظ المعهد أنه بالإضافة إلى ذلك، لم تُصدِر بعض الجماعات الرئيسية مثل "كتائب حزب الله" إعلانات منفصلة أو متنافسة لتَبَنّي الهجمات المنفَّذة في مناطق عملياتها المعتادة (مثل "قاعدة الأسد") ولذلك، فمن المحتمل جداً أن تعتبر جماعات مثل "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، نفسها جزءاً من راية "المقاومة الإسلامية في العراق".
وكان المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر قد حذر أمس الثلاثاء من أن الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ أي قرار متعلق بالدفاع عن النفس في ظل تصاعد الهجمات الاخيرة على القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الأسبوع الأخير بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال رايدر في مؤتمر صحافي "قواتنا تعرضت لـ10 هجمات في العراق و3 في سوريا منذ 17 من الشهر الجاري".. مؤكدا أن لدى القوات الأميركية ما يكفي من القدرات في الشرق الأوسط لمجابهة أي تهديد محتمل.. مشيرا الى ان منفذي الهجمات في سوريا والعراق مدعومين من إيران مشددا على أن جهود الولايات المتحدة "تنصب على الردع وعدم توسع الصراع".