إيلاف من لندن: جاءت عودة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون إلى الساحة السياسية وزيرًا للخارجية في التعديل الحكومي الأخير مفاجأة لكل الأوساط.

واعترف وزير الخارجية البريطاني الجديد، في أول حديث له يوم تعيينه يوم الإثنين 13 أكتوبر 2023، بأنه من غير المعتاد أن يعود رئيس وزراء سابق إلى منصبه السياسي، لكنه فعل ذلك "لأنني أؤمن بالخدمة العامة".

أضاف كاميرون، الذي استقال من رئاسة الحكومة غداة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، بعد عودته المفاجئة للساحة السياسية أنه يأمل أن تساعد خبرته ومعرفته التي اكتسبها منذ ست سنوات كرئيس للوزراء الحادي عشر على رأس حزب المحافظين.

تجنب الاستجوابات

سيتجنب وزير الخارجية الجديد الاضطرار إلى مواجهة الاستجوابات المنتظمة من قبل النواب بسبب منصبه في مجلس اللوردات الذي تم استصدار أمر ملكي بتعيينه في عضوية المجلس قبل قرار تعيينه وزيرا في الحكومة.

لن يواجه اللورد كاميرون الجلسات العادية لأسئلة وزارة الخارجية، بل سيطرح المزيد من الوزراء الصغار التابعين لوزارة الخارجية وعددهم نحو خمسة، الأسئلة في غرفة مجلس العموم.

في ردة فعله، انتقد وزير خارجية حكومة الظل العمالية ديفيد لامي هذا الوضع، وهو ما يعني أيضاً أن التصريحات الرئيسية إما أن يتم الإدلاء بها أولاً في مجلس اللوردات من قبل اللورد كاميرون، أو من قبل وزير أقل رتبة في مجلس العموم.

وقال لامي إنه خلال "الأزمة الدولية"، اختار ريشي سوناك "فشلا (كاميرون) غير منتخب من الماضي لا يستطيع النواب حتى محاسبته".

اللجان المختارة

لن يواجه اللورد كاميرون أسئلة النواب المنتخبين إلا عندما يمثل أمام اللجان المختارة.

وقالت الدكتورة أليس لِلي، كبيرة الباحثين في معهد الحكومة: "من غير المعتاد للغاية أن يخدم وزراء الخارجية في مجلس اللوردات، وكان آخرهم البارونة مورغان كوزيرة للثقافة كإجراء مؤقت في 2019-2022، وقد مضى أكثر من 40 عامًا منذ كان هناك وزير خارجية في مجلس اللوردات".

يذكر أنه في أثناء رئاسة غوردون براون للحكومة العمالية، شغل اللورد ماندلسون منصب وزير الأعمال واللورد أدونيس منصب وزير النقل.

وقالت لِلي: "بعد أدونيس وماندلسون، وضع اللوردات إجراءات للتأكد من أنه سيتعين على وزراء الدولة من اللوردات الإجابة عن الأسئلة في مجلس اللوردات بنفس الطريقة التي سيفعلونها في مجلس العموم، لذلك أتوقع أن يحدث ذلك مرة أخرى".

أضافت: "واضح أن هناك الكثير من الوزراء الآخرين في وزارة الخارجية الذين سيكونون قادرين على الإجابة عن أسئلة النواب، لذلك ليس الأمر كما لو أنه لن يكون هناك شيء، لكنه لن يكون مباشرًا من وزير الخارجية".

ثقافة مختلفة

تابعت أن ثقافة مجلس اللوردات "مختلفة تمامًا" عن ثقافة مجلس العموم. إنها تميل إلى أن تكون أقل سياسية بشكل علني، الحصول على النغمة الصحيحة أمر مهم. غالبًا ما يكون التدقيق عالي الجودة، بسبب نطاق وكمية الخبرة التي يتمتع بها العديد من أعضاء اللوردات.

من جهته، قال رئيس مجلس العموم السير ليندسي هويل إنه "سيبذل كل ما في وسعه" لضمان قدرة النواب على التدقيق في أداء وزير الخارجية.

وقال في بيان أمام النواب: “هذه ليست المرة الأولى في السنوات الأخيرة التي يتم فيها تعيين وزير في مجلس اللوردات. لكن نظراً لخطورة الوضع الدولي الحالي، مهم أن يتمكن هذا المجلس من التدقيق في عمل وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية بشكل فعال".

أضاف: "لذلك، طلبت المشورة من هيئة مكتب رئاسة المجلس حول الخيارات الممكنة لتعزيز (التدقيق) في عمل وزير الخارجية عندما يشغل هذا المنصب عضو في المجلس الآخر. وأتطلع أيضًا إلى الاستماع إلى مقترحات الحكومة بشأن كيفية محاسبة وزير الخارجية بشكل ملائم أمام هذا المجلس".