إيلاف من بيروت: يبدو أن العزم الأوروبي لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا يتراجع، على وقع التراخي الأميركي بسبب تخصيص المساعدات العسكرية الطارئة لإسرائيل، التي منيت بنكسة كبيرة بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.

تقول "إيكونوميست" البريطانية إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات لأوكرانيا لأكثر من 600 يوم، "لكن الدعم الأميركي يشكل الآن قلقًا بسبب نقص التمويل والاضطرابات السياسية في الكونغرس".

بلا أوكرانيا

فقد قدم الكونغرس الأميركي مرتين قرارًا بتمديد المساعدات الخارجية، من دون تضمين مساعدات جديدة لأوكرانيا في المرتين، فيما طلب الرئيس جو بايدن ميزانية إضافية بقيمة 106 مليارات دولار، ضمنها 61 مليار دولار لأوكرانيا، والباقي لإسرائيل وأولويات أمنية قومية أخرى.

يربط الجمهوريون المساعدة لأوكرانيا بتشديد إجراءات لاحتواء الهجرة عبر الحدود الأميركية مع المكسيك. وبحسب "إيكونوميست"، كلما تأخرت المساعدة وزادت الأطراف المعنية اهتمامها بالحمى الانتخابية، زاد خطر تأخر المساعدة لأوكرانيا إلى ما بعد الانتخابات في نوفمبر 2024.

بلا قذائف

منذ غزو روسيا، قدمت الولايات المتحدة 75 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا، وقدمت الدول الأوروبية أكثر من 100 مليار دولار بشكل جماعي. وتواصل الولايات المتحدة تقديم النصيب الأكبر من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث تبلغ قيمتها نحو 44 مليار دولار. وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن لديها نحو 5 مليارات دولار متبقية في صندوق "سلطة السحب الرئاسية" لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، وما يزيد قليلاً على مليار دولار لإعادة التموي. وبالتالي، تراجعت حزم سلطة السحب الرئاسية المخصصة لأوكرانيا من أكثر من مليار دولار شهريًا إلى 350 مليون دولار في أكتوبر، 250 مليون دولار حتى الآن في نوفمبر.

وبحسب "إيكونوميست"، استنفد الصندوق المستقل المعروف بـ "مبادرة مساعدة أمن أوكرانيا" أكثر من 18 مليار دولار. فإذا تناقص الدعم الأميركي، لن تكون أوكرانيا قادرة على شن هجوم مضاد كبير آخر، وسيتعين عليها أن تعتمد بشكل أكبر على الطائرات من دون طيار وتعزيز دفاعاتها. تقول "إيكونوميست": "بسبب تضاؤل التمويل، أصيبت أوكرانيا بجوع للقذائف المدفعية، بحسب تعبير مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي".

يضيف: "كانت أوكرانيا تطلق بين 220,000 و240,000 قذيفة من عيار 152 مم و 155 مم شهريًا في الصيف الماضي، ولكن معدل إطلاق النار يتناقص وسينخفض إلى 80,000-90,000 قذيفة شهريًا. حتى هذه الأعداد أكثر مما تنتجه الولايات المتحدة والدول الأوروبية حاليًا، حيث تبلغ حوالي 28,000 و 25,000 قذيفة شهريًا على التوالي".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونوميست"