إيلاف من لندن: كشف النقاب عن أن جهاز الأمن الروسي قام باختراق المحادثات الخاصة لسياسيين وموظفين حكوميين بارزين أثناء محاولته التدخل في العمليات السياسية في المملكة المتحدة.

وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية ليو دوشيرتي لمجلس العموم إن وزارة الخارجية استدعت السفير الروسي وفرضت عقوبات على عضوين من مجموعة "ستار بليزارد" التي يعتقد أنها تسيطر عليها وحدة سنتر 18 التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ومن بينهم ضابط مخابرات في جهاز الأمن الروسي.

وقال دوشيرتي للنواب إن أعضاء البرلمان واللوردات والموظفين الحكوميين والصحفيين وغيرهم تم استهدافهم في محاولات "للتدخل في السياسة البريطانية".

وقالت تقارير إن هناك المئات من ضحايا محاولات الاختراق في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك العديد من الأسماء البارزة، مع حسابات بريد إلكتروني شخصية، بالإضافة إلى عناوين الشركات والأعمال المستهدفة.

تسريب انتقائي
وقال دوشيرتي في مجلس العموم إن المجموعة "قامت بتسريب وتضخيم المعلومات بشكل انتقائي" منذ عام 2015 باستخدام تقنية تعرف باسم "التصيد الاحتيالي" لسرقة المعلومات من عدد "كبير" من البرلمانيين من أحزاب سياسية متعددة.

وأشار إلى ان الهجمات الإلكترونية "المعقدة" تضمنت "بحثًا وإعدادا شاملا" بما في ذلك "انتحال صفة جهات الاتصال".

وعلى صلة، قال مسؤول لقناة (سكاي نيوز): روسيا تستهدف العملية الديمقراطية في المملكة المتحدة من خلال حصول مجموعة "ستار بليزارد" على معلومات لصالح الدولة الروسية.

وأضاف أن "هذه المعلومات تستخدم لتقويض الغرب بطرق مختلفة، ولقد حصلت هذه المجموعة على كمية هائلة من البيانات، وربما يكون عدد [الاختراقات المعروفة] بالمئات وليس الآلاف".

ولفت المسؤول إلى أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات بعد عام، ونريد أن ننقل هذا [تهديد الاختراق والتسريب] إلى مجرى الدم بشكل أكبر - حتى يكون الناس أكثر وعياً".

اختراقات
وتشمل الهجمات التي استشهدت بها الحكومة اختراقًا عام 2018 لمعهد أبحاث ستاركرافت Statecraft وتسريب وثائق تجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتي استخدمها جيريمي كوربين في حملته للانتخابات العامة لعام 2019.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن مؤسس المركز البحثي كريستوفر دونيلي استهدف أيضًا من قبل جهاز الأمن الفيدرالي في ديسمبر 2021، مع تسريب الوثائق لاحقًا.

وكان السير ريتشارد ديرلوف، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي MI6، هدفًا بارزًا آخر واضحًا.

وقال مصدر مقرب من دونيلي إنه "مسرور حقًا" بإعلان اليوم، واشار إلى إنه مر "بأشياء أكثر دراماتيكية وأسوأ" من التعرض للاختراق و"لم يكن قلقا بشكل خاص بشأن ذلك" لكنه "تسبب في قدر كبير من الاضطراب".

حرب رمادية
وقال: "نحن في حالة حرب رمادية مع الروس لا تصل إلى العدوان والصراع المفتوح". وأضاف: "سيفعلون أي شيء لتقويض البنية التحتية الحيوية والأمن القومي ومهاجمة أي من مؤسساتنا غير الموالية لروسيا".

وقالت وزارة الخارجية إن العقوبات ستفرض على أندريه ستانيسلافوفيتش كورينيتس، والمعروف أيضًا باسم أليكسي دوجوزييف، وضابط المخابرات في جهاز الأمن الفيدرالي رسلان ألكسندروفيتش بيريتياتكو.

ومن المفهوم أن السفير لم يكن متواجداً عند استدعائه، وبدلاً من ذلك التقى المسؤولون مع أحد كبار أعضاء الحكومة الروسية للتعبير عن مخاوفهم بشأن محاولات التدخل في العمليات الديمقراطية.

تصريح كاميرون
وقال وزير الخارجية ديفيد كاميرون: "إن محاولات روسيا للتدخل في سياسة المملكة المتحدة غير مقبولة على الإطلاق وتسعى إلى تهديد عملياتنا الديمقراطية". وأضاف: "على الرغم من جهودهم المتكررة، إلا أنهم باءوا بالفشل.

وقال اللورد كاميرون: "بمعاقبة المسؤولين واستدعاء السفير الروسي اليوم، فإننا نكشف عن محاولاتهم الخبيثة للتأثير ونسلط الضوء على مثال آخر لكيفية اختيار روسيا للعمل على المسرح العالمي".

وأضاف: "سنواصل العمل مع حلفائنا لكشف النشاط السيبراني السري الروسي ومحاسبة روسيا على أفعالها".

تحذير دودن
وجاء هذا الإعلان، في الوقت الذي ألقى فيه نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن خطابًا حذر فيه من استهداف مجرمي الإنترنت للخدمات الحكومية الحيوية، بما في ذلك الجيش وهيئة الخدمات الصحية الوطنية والمدارس وشبكات الطرق والسكك الحديدية.

وقال: "لا تزال المخاطر الكبرى تنبع من المشتبه بهم المعتادين، وهم الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، لكنهم يستخدمون بشكل متزايد قراصنة تابعين للدولة على طراز فاغنر للقيام بأعمالهم القذرة".

وأضاف: "عملياتنا ومؤسساتنا السياسية ستستمر بالطبع على الرغم من هذه الهجمات، لكن ما تثبته هو أن الهجوم السيبراني الذي شنته أجهزة المخابرات الروسية حقيقي وخطير".

وختم نائب رئيس الوزراء بالقول: "إنه تذكير صارخ بأنه بينما نقوم في الحكومة بتطوير قدراتنا، كذلك يفعل خصومنا وأولئك الذين ينفذون أوامرهم".