دبي: أعلن الجيش الأميركي أنّ ناقلة مواد كيميائية أصيبت السبت قبالة سواحل الهند بـ"طائرة مسيّرة هجومية أُطلقت من إيران"، وأنّ ناقلتي نفط ومدمّرة أميركة استُهدفت في البحر الأحمر بمسيّرات أطلقها المتمرّدون الحوثيون من اليمن.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إنّ ناقلة المواد الكيميائية "كيم بلوتو" التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لشركة يابانية وتديرها شركة هولندية أصيبت بالهجوم صباح السبت في الساعة العاشرة (06,00 ت غ)، مما أسفر عن اندلاع حريق على متنها تم إخماده من دون وقوع إصابات.

ووفقاً لشركة الأمن البحري "أمبري"، فإنّ السفينة "مرتبطة بإسرائيل" وتبحر بين المملكة العربية السعودية والهند. من جهتها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الشركة الهولندية التي تدير السفينة "مرتبطة بقطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر".

وقالت أمبري ووكالة الأمن البحري البريطانية "يو كي إم تي أو" إنّ الهجوم وقع في بحر العرب على بُعد 200 ميل بحري جنوب غرب ميناء فيرافال الواقع في ولاية غوجارات الهندية.

من جهتها، أعلنت البحرية الهندية أنّها أرسلت طائرة وسفينة حربية لمساعدة ناقلة الكيميائيات.

وعلى الرّغم من أنّ أيّ جهة لم تتبنّ في الحال المسؤولية عن هذا الهجوم، إلا أنّه يأتي في أعقاب سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ استهدفت في الأسابيع الأخيرة سفناً في البحر الأحمر وشنّها انطلاقاً من اليمن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، وذلك على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تعرّضت سفينة شحن إسرائيلية لأضرار في المحيط الهندي جراء هجوم بطائرة مسيّرة قالت واشنطن إنّ إيران تقف خلفه.

والسبت أيضاً، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أنّ ناقلة النفط الغابونية "سايبابا" التي ترفع علم الهند أطلقت نداء استغاثة بعدما أصيبت بطائرة مسيّرة أثناء إبحارها في البحر الأحمر.

وأُطلقت المسيّرة من مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون ولم يسفر الهجوم عن إصابات.

وبحسب سنتكوم فإنّ ناقلة نفطية أخرى تدعى "بلامانين" وترفع علم النروج استُهدفت بدورها بطائرة بدون طيّار أطلقها الحوثيون وكادت تصيبها.

وبذلك يرتفع عدد هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر إلى 15 هجوماً.

كذلك، أعلنت سنتكوم أنّ المدمّرة الأميركية "يو إس إس لابون" أسقطت السبت أربع طائرات مسيّرة هجومية أطلقها الحوثيون باتجاهها في البحر الاحمر.

وأوضحت سنتكوم أنّ المتمردين الحوثيين أطلقوا السبت أيضاً صاروخين بالستيّين مضادّين للسفن على خطوط الملاحة في البحر الأحمر، من دون إصابة أيّ سفينة.

ودفعت هذه الهجمات التي يشنّها الحوثيون منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر كبريات شركات الشحن في العالم إلى تفادي مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وتغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب القارة الإفريقية، على الرّغم من ارتفاع تكاليف هذه الرحلات الطويلة.

ويكرّر الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أنّهم سيواصلون هجماتهم هذه طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتشنّ فيه عمليات عسكرية واسعة النطاق.

والحوثيون هم جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضدّ إسرائيل ويضمّ حركات أخرى تدعمها طهران مثل حماس وحزب الله اللبناني.

والسبت أيضاً، حذّر المسؤول في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي من أنّ ممرّات ملاحية أخرى ستصبح غير صالحة لحركة الشحن إذا لم توقف إسرائيل حربها في غزة.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن المسؤول العسكري قوله "فيما تستمر الجرائم، يجب على أميركا وحلفائها أن يتوقّعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرّات مائية أخرى".

وأضاف "يجب عليهم أن يتوقّعوا إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق وممرّات مائية أخرى قريباً".

ويعتبر البحر الأحمر بمثابة "طريق سريع" يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، وبالتالي أوروبا بآسيا.

وتمرّ عبر قناة السويس حوالى 20 ألف سفينة سنوياً، وتعتبر حيوية للتجارة العالمية.

واتّهم البيت الأبيض إيران بأنّها "متورطة بشكل كبير في التخطيط" للهجمات التي يشنّها المتمرّدون الحوثيون على السفن من خلال تزويدهم "بمعدّات عسكرية متطورة" و"مساعدة استخباراتية".

وأكّد البيت الأبيض أنّه من دون هذه المساعدة الإيرانية لكان من الصعب على الحوثيين "رصد وضرب" هذه السفن.

وتعترف إيران بتقديم دعم سياسي للحوثيين الذين يخوضون حرباً منذ 2014 ضد الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.

لكنّ طهران تنفي تقديم معدّات عسكرية للحوثيين.

وفي 18 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وانضمت إلى هذا التحالف حتى اليوم أكثر من عشرين دولة.