توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بـ "رد قاس" بعد مقتل ما لا يقل عن 103 أشخاص في انفجار قنبلتين بالقرب من قبر الجنرال الإيراني قاسم سليماني بمحافظة كرمان في الذكرى الرابعة لاغتياله على يد الولايات المتحدة.

وقال خامنئي إن "الأعداء الأشرار والمجرمين للأمة الإيرانية تسببوا مجددا بكارثة وأسقطوا عددا كبيرا من السكان الأعزاء في كرمان شهداء"، مؤكداً أن "هذه الكارثة ستلقى ردا قاسيا بإذن الله".

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية (إيريب)، إن 171 شخصاً آخرين أصيبوا، عندما استهدف الانفجار موكباً بالقرب من مسجد صاحب الزمان في مدينة كرمان الجنوبية.

ونقلت الهيئة عن نائب حاكم كرمان قوله إن الهجوم كان "هجوما إرهابيا"، وأظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر الإنترنت عدة جثث على الطريق.

خريطة موقع التفجير
BBC

وكشفت بعض المصادر لوكالة تسنيم الإيرانية، عن وجود حقيبتين مفخختين عند مدخل روضة شهداء كرمان، وعلى ما يبدو أن "منفذ أو منفذي هذا الحادث قاموا بتفجير القنابل عن بعد".

وأكّد الرئيس الإيراني، آية الله إبراهيم رئيسي، أنه سيتم التعرف على منفذي تفجيري كرمان ومن يقف وراءهم ومعاقبتهم، فيما قال وزير الداخلية الإيراني إن "قتل الأطفال والنساء هو رد على الصفعة التي تلقوها من محور المقاومة".

واتهم قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.

وأشارت تقارير إلى أن مئات الأشخاص كانوا يسيرون نحو القبر يوم الأربعاء كجزء من مراسم إحياء ذكرى الجنرال سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق المجاور عام 2020.

وأدانت عدة دول عربية وأجنبية التفجيرات.

خطاب حسن نصر الله

خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله
Reuters
خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله

وألقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، خطابا في لبنان، أدان فيه التفجير الذي وقع في كرمان وتوجه بالعزاء الى عائلات الضحايا.

وأشار حسن نصر الله، إلى أن قاسم سليماني كان يسعى لتصل كل حركات المقاومة إلى مستوى الاكتفاء الذاتي لتعتمد على قدراتها وإمكاناتها.

وأكّد نصرالله، أن قاسم سليماني كان الشخصية المركزية التي أمّنت التواصل والترابط والتنسيق المباشر بين أطراف محور المقاومة.

ويعتبر حزب الله الحليف الرئيسي لكل من إيران وحركة حماس، ويصنفه الكثيرون على أنه منظمة إرهابية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والعديد من الدول العربية.

الذكرى الرابعة

سيدة تحمل صور قاسم سليماني
EPA

وكانت الجموع تحيي الذكرى الرابعة لمقتل سليماني في ضربة جوية أميريكية فجر الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، بعد خروجه من مطار بغداد، وقضى معه قائد كتائب حزب الله العراقي، أبو مهدي المهندس.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حينها إن العملية تمت بـ "توجيهات" من الرئيس دونالد ترامب نفسه.

وجاء اغتياله بعد تصعيد حاد بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران والفصائل المدعومة من قِبلها في العراق من جهة أخرى. وفي أعقاب مقتل مقاول عسكري أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة أمريكية في العراق، حمَّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عنه.

وردَّت الولايات المتحدة بهجوم جوي على فصائل حزب الله العراقي المدعومة من إيران، وهاجم أنصار الحزب السفارة الأمريكية في بغداد، على إثره.

وكان التوتر بين الولايات المتحدة وإيران قد تصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، الذي يستهدف كبح برنامج إيران النووي، ومنعها من تطوير أسلحة نووية. وكذلك إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، ما أدى إلى تراجع اقتصادها.

كان قاسم سليماني يوصف بأنه أقوى شخصية في الجمهورية الإسلامية، بعد المرشد الأعلى الإيراني.

وبصفته قائد جيشه في الخارج، المعروف باسم "فيلق القدس"، كان سليماني العقل المدبر لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ووزير خارجيتها الفعلي، فيما يتعلق بشؤون الحرب والسلام.

ولد سليماني في مدينة قم في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط. ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

بعدها انضم سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الزعيم آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998.

ويمثل فيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية.