إيلاف من بيروت: الكلام الأميركي – الإسرائيلي اليوم يركز على الانتقال إلى مرحلة عسكرية جديدة في غزة، أو ما يمسى "حرب منخفضة الشدة". تقول "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن تل أبيب مرت في عدة مراحل: الرد الأولي على هجوم حماس، والحملة الجوية في أكتوبر، والعملية البرية في نوفمبر؛ ثم توقف القتال، وحملة ديسمبر في جنوب غزة، ومحاولات تعزيز السيطرة على شمال غزة.

أسئلة كثيرة
تضيف الصحيفة: "لكن، على الرغم من اختلاف المراحل، وقدرة إسرائيل على السيطرة على وتيرة العمليات في غزة، لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول الشكل الذي سيبدو عليه هذا الصراع منخفض الحدة. استمر هذا النقاش أسابيع، حيث أشارت التقارير التي صدرت في منتصف ديسمبر المنصرم إلى ضغوط أميركية للتحرك نحو هذا النوع من التحول. إلا أن المشكلة في هذا النقاش هي أنه يتوقف على الكثير من الأسئلة، بدءاً بالتركيز من الخارج على قضية الضحايا المدنيين والأضرار في غزة. فقد سعت الحملة الإسرائيلية في المقام الأول إلى نقل المدنيين جنوبًا، بعيدًا عن خط النار في الشمال".

مع ذلك، رأت وسائل الإعلام الغربية أن الحملة كانت مكثفة في استخدام القنابل التي لم تكن دقيقة كما ينبغي، وسلطت الضوء على الأضرار. وفي الوقت نفسه، أقيمت مقارنات مع الحملة الأميركية ضد داعش. تضيف الصحيفة: "إذًا، في جوهر الأمر، النقاش حول عملية غزة يتعثر في الأطر الزمنية. الانتقال بعيداً عن العمليات القتالية الكبرى يبدو أشبه إلى حد كبير بما فعلته الولايات المتحدة في العراق بعد غزوه في عام 2003. فعندما هرعت القوات الأميركية إلى بغداد، تركت المدنيين وراءها في المدن التي احتلتها. إسرائيل لم تفعل ذلك في غزة؛ فالعملية هنا هي أكثر من مجرد عملية شاقة لاجتثاث البنية التحتية الإرهابية".

غزة والموصل
وكانت هناك أيضًا مقارنات مع الحرب ضد داعش في الموصل بالعراق، وهي مدينة ذات عدد سكان مماثل لغزة. استغرقت الجهود المبذولة لاستعادة الموصل من داعش تسعة أشهر، ولهذا السبب أصبحت اللغة المستخدمة هي 'أشهر' و'سنوات'.

تقول الصحيفة الإسرائيلية: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إجراء مقارنات مع الحملة في أفغانستان ضد طالبان. هذا فارق مهم. قاتلت الولايات المتحدة القاعدة وداعش للقضاء على قيادتهما العليا. تم العثور على أسامة بن لادن في باكستان، وزعيم داعش أبو بكر البغدادي بالقرب من الحدود التركية في سوريا؛ كلاهما حققا غاياتهما في مواجهة القوات الخاصة الأميركية. لم ينته قادة حماس بهذه الطريقة، لكن يبدو أنهم سيفعلون ذلك، مع ميلهم للعيش في الدوحة والسفر بين بيروت وتركيا، على غرار طالبان".

عمليات قديمة
تجري الحملة في غزة بقيادة العديد من الرجال الذين لديهم خبرة واسعة في القطاع. ما يعنيه ذلك هو أنه على الرغم من أنهم قد يخرجون أرنبًا من القبعة ويتوصلون إلى استراتيجية مبتكرة جديدة، "فمن المرجح أن نفس النهج القديم المتمثل في الدرع الدفاعي، والرصاص المصبوب، والجرف الصامد، وحارس الجدران، والدرع، والسهم وأمطار الصيف، وعشرات العمليات الأخرى سوف تعود لتطاردنا"، كما تقول الصحيفة، مضيفة: "لهذا السبب، عندما يسمع الكثير من الناس كلمات مثل 'الشجاعية' أو 'جباليا' أو 'بيت حانون'، فإن ذلك يعيد إلى الأذهان ذكريات الحملات التي جرت منذ فترة طويلة، حيث تمت مواجهة التحديات، وانتصر الخصوم، لكن دون تحقيق نصر حقيقي. ويبدو أن الحدة المنخفضة هي شكل من أشكال تقليص المهمة في غزة، بدءًا من الادعاءات بأنه لن تكون هناك حماس في غزة بعد هذه الحرب إلى التراجع في تحديد الأهداف".

تنتقل حماس هي أيضاً إلى شكل الصراع المنخفض الحدة، مع خلايا أصغر من المقاتلين، في حين تحاول الحفاظ على عشرات من كتائبها للجولة التالية. وبالنظر إلى نجاح حماس في الماضي في الحفاظ على نفسها، فإن هذا يشكل تطوراً مستقبلياً مثيراً للمشاكل.

المصدر: "جيروزاليم بوست"