كييف (أوكرانيا): قُتل 11 شخصًا على الأقل بينهم خمسة أطفال وأُصيب ثمانية آخرون بجروح في قصف روسي السبت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، على ما أعلن حاكم منطقة دونيتسك.
وتكثفت الضربات التي أسفرت عن خسائر فادحة منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر في أوكرانيا وروسيا، مع تصعيد العنف بينما تشهد الجبهة حالة جمود مع اقتراب الحرب من نهاية عامها الثاني.
وقال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين على تلغرام "ضرب الروس المنطقة بصواريخ إس-300 ما خلّف 11 قتيلًا وثمانية جرحى. وكانت الضربة الرئيسية في بوكروفسك وريفني".
ونشر صورًا تظهر عناصر إنقاذ يعملون حول الحطام. وألحقت الغارة أضرارًا بستة منازل في بوكروفسك وبمنزل واحد في ريفني كانت تتواجد فيه عائلة من ستة أشخاص.
قالت أجهزة الإنقاذ إن ستة أشخاص بينهم طفلان قد يكونون ما زالوا تحت أنقاض مبنَيين متضررين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ضرب الروس ببساطة مباني سكنية عادية ومنازل خاصة"، مؤكدًا أنه لن تبقى أي ضربة روسية "دون عواقب".
وكانت مدينة بوكروفسك، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترًا من الحدود وكان عدد سكانها 60 ألف نسمة قبل الحرب، قد تعرضت لقصف دام في آب/أغسطس خلف تسعة قتلى و82 جريحًا.
في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، أُصيب ثلاثة أشخاص بينهم طفلان في القصف فيما قُتل شخص في توريتسك قرب باخموت وقُتل آخر في نيكوبول (شرق) حيث أُصيب شخصان كذلك في القصف، بحسب السلطات المحلية.
تصعيد
وأعلنت السلطات الروسية في منطقة دونيتسك أن شخصَين قُتلا السبت في قصف أوكراني عشية احتفال موسكو بعيد الميلاد الأرثوذكسي.
وقال حاكم منطقة دونيتسك المعيّن من موسكو دنيس بوشيلين على تلغرام "قُتل شخصان في (بلدتَي) ماكييفكا وغورلوفكا".
وأعلنت روسيا السبت أنها أسقطت ليلا أربعة صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 وتضطلع بدور رئيسي لتوفير الدعم اللوجستي للجيش الروسي الذي يحتل جزءا من جنوب أوكرانيا.
وقالت موسكو أيضًا إنها دمرت ستة صواريخ أوكرانية مضادة للسفن من طراز "نبتون" فوق البحر الأسود.
وقالت كييف من جهتها إنها ضربت قاعدة ساكي الجوية في غرب القرم.
وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي "أصيبت كل الأهداف في مدرج ساكي للطيران".
وتزايدت الضربات على الجانبين في الأيام الأخيرة، بحيث قصفت روسيا مدنًا أوكرانية بشكل مكثف في 29 كانون الأول/ديسمبر (55 قتيلًا) والثلاثاء (ستة قتلى).
وتعرضت مدينة بيلغورود لهجمات أوكرانية شبه يومية في الأيام الأخيرة أسفر أعنفها عن مقتل 25 شخصًا في 30 كانون الأول/ديسمبر. وتسببت هذه الهجمات بإصابة مئات الأشخاص بجروح.
"لن يبقى أحد صامتًا"
في مدينة بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية، أعلنت روسيا السبت أنها ستلغي قداس منتصف الليل بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي بعد يوم من عرض المسؤولين إجلاء السكان القلقين في ظل تزايد الهجمات.
منذ شن هجومه على أوكرانيا في شباط/فبراير2022، أكد الكرملين أن الحرب لا تؤثر على الحياة اليومية ولا تهدد سلامة الروس. ولكن، مع استئناف الجيش الروسي قصفه المكثف على المدن الأوكرانية، زادت أوكرانيا من ضرباتها على الأراضي الروسية، مستهدفة خصوصا بيلغورود، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة وقررت سلطاتها تأجيل العودة إلى المدارس حتى 19 من الشهر الجاري.
السبت، وضعت 15 من زوجات روس مجندين للقتال في أوكرانيا زهورًا على نصب الجندي المجهول أمام مقر الكرملين، تعبيرًا عن احتجاجهن، للمطالبة بعودة أزواجهن من الجبهة.
ويتزايد الغضب منذ اشهر بين اقارب جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم بناء على أوامر فلاديمير بوتين في ايلول/سبتمبر 2022، وهو موضوع حساس بالنسبة للسلطات التي كانت حتى الآن حريصة على عدم قمع هذا التحرك الاحتجاجي الناشىء.
وتؤكد بولينا لوكالة فرانس برس وهي أم لرضيع في عامه الأول أن هذا التحرك هو "العمل السلمي الوحيد الذي لم يحظره القانون حتى الآن".
وأوضحت "لدي انطباع بأننا نزعجهم. لكن لن يبقى أحد صامتًا. سنخرج إلى الشارع كل يوم، كل أيام السبت سنضع الزهور" للفت الانتباه إلى أوضاعنا.
وتابعت "في مرحلة ما سيكون من المستحيل تجاهلنا".
التعليقات