إيلاف من بيروت: تعرض مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لهجوم سيبراني اليوم الأحد، فتسبب بتعطيل شاشات المغادرة والوصول لتعرض رسائل سياسية موجهة إلى حزب الله، كما تسبب بتعطيل حزام نقل الحقائب، بحسب ما نقل مسافرون عبر المطار لـ"إيلاف"، وهو ما أكدته أيضاً "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية.

وفوجئ مستخدمو المطار بغياب مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات عن الشاشات المنتشرة في شتى أنحاء قاعات المغادرة والوصول، لتحل محلها رسائل موجهة إلى حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، باسم "الرب والشعب"، تُطالبهما بعدم إقحام لبنان في حرب وتتهمهما بإدخال السلاح عبر المطار، محذرة من أن اللبنانيين لن يقفوا إلى جانب حزب الله في حربه هذه المرة، في تذكير واضح بالدعم الداخلي الذي لقيه الحزب في حرب تموز (يوليو) من عام 2006.

وأحدث الهجوم السيبراني، الموقع من جهة أطلقت على نفسها اسم "جنود الرب" كما يظهر في الرسائل، إرباكاً كبيراً في حركة المطار، وتسبب بحالة ازدحام كبيرة، لتسود حالة من القلق ليس في أوساط المسافرين فحسب، بل أيضاً في أوساط سرية "الأمن العام"، وهي وحدة رجال الأمن الموكلة بمراقبة المسافرين وتفتيش الحقائب وختم جوازات السفر.

وأعلنت إدارة المطار عن خطة بديلة لفصيلة التفتيشات في قوى الأمن في المطار لابقاء الحركة طبيعية بعد الهجوم السيبراني.


وتقول الرسائل الموجهة عبر الشاشات والمكتوبة بالعامية اللبنانية: "مطار رفيق الحريري ليس مطار حزب الله وإيران"، وتضيف: "يا حسن نصرالله لن تجد نصيراً إذا ابتليت لبنان بحرب تتحمل مسؤولياتها وتبعاتها". وتمضي الرسالة قائلة بالعامية اللبنانية: "يا حزب الله لن نقاتل نيابة عن أحد"، وتتهم حزب الله بالتسبب بانفجار مرفأ بيروت بسبب إدخال السلاح"، داعية إلى تحرير المطار "من قبضة الدويلة".

وبعد وقت قصير، عادت إدارة المطار وصحّحت الخلل.

رسائل على الهواتف
بالتزامن مع ذلك، تلقى الكثير من المواطنين رسائل على هواتفهم النقالة، تفيد أنَّ شركة "طيران الشرق الأوسط"، الناقل الرسمي اللبناني، تطلب من المسافرين التقيّد بإرشادات الأجهزة الأمنيّة. وأكدت مصادر داخل الشركة أن الرحلات مستمرة بالعمل بالرغم من "عطل تقني طرأ على نظام الحقائب وتتم معالجته".

وكان مطار بيروت شهد قبل أربع سنوات انفجاراً هائلاً، قتل المئات وجرح الآلاف ودمر وسط المدينة. ونجم الانفجار آنذاك عن اشتعال 2750 طناً من نترات الأمونيوم، بحسب ما رجحت المعلومات الرسمية في لبنان. وقد تشكلت لجنة تحقيق في الواقعة، وأوقف القضاء عدداً من المشتبه بهم على ذمة التحقيق في حينها.

وتقول تحليلات كثيرة إنَّ المخزون من الأمونيوم كان يستخدمه حزب الله لتصنيع الذخائر، لا سيما في خضم انخراطه في الحرب السورية. ويقول محللون، من دون أن يكون بالوسع التحقق من مزاعمهم، إن إسرائيل قصفت المرفأ كجزء من استهدافها المستمر والمتواصل لمصانع الأسلحة التابعة لحزب الله.

وفقاً لتحليل "رويترز"، حلّ انفجار بيروت في المركز الرابع في سلسلة أكبر الانفجارات في العالم، حيث عادلت قوة انفجاره أكثر من 300 طن من المتفجرات. ويحتل انفجار قنبلة "ليتل بوي" التي ألقيت على هيروشيما في عام 1945 المركز الأول، يليه انفجار "هاليفاكس" في كندا في العام 1917 (انفجار 2,900 طن من المتفجرات)، ثم انفجار "أوباو" في ألمانيا في العام 1921 (1000 من المتفجرات).