يبدو أن معركة الجمهوريين والديمقراطيين قد بدأت تحتد في الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وآخر فصولها القرار الذي تقدم به الجمهوريون في مجلس النواب اليوم الاثنين، كتوصية بإدانة هانتر بايدن بتهمة "ازدراء الكونغرس"، بعد تخلّفه عن الامتثال لاستدعاء اللجنة الصادر له.

وأصدر رئيس لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب الجمهوري جيمس كومر القرار والتقرير المصاحب له يوم الاثنين، على أن تنظر اللجنة فيه صباح الأربعاء المقبل.

وجاء في بيان النواب الجمهوريبن: "إن تحدي نجل بايدن الصارخ لأوامر الاستدعاء الصادرة عن اللجان، أثناء اختياره الظهور في مكان قريب من مبنى الكابيتول لقراءة بيان مُعد بشأن نفس الأمور، هو أمر ازدراء، ويجب محاسبته على أفعاله غير القانونية. وبناء على ذلك، يوصي رئيس لجنة الرقابة والمساءلة في الكونغرس باتهام هانتر بايدن بالازدراء لعدم امتثاله لاستدعاء اللجنة الصادر له".

كومر
وقال كومر ورئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب جيم جوردان في بيان مشترك: "إن رفض هانتر بايدن المتعمد للامتثال لأوامر الاستدعاء التي أصدرناها يشكل ازدراء للكونغرس ويستدعي الإحالة إلى مكتب المدعي العام الأميركي للمحاكمة ولن نقدم له معاملة خاصة بسبب اسمه الأخير."

جلسة سرية
وظهر نجل الرئيس في الكابيتول هيل في 13 ديسمبر(كانون الاول)، وهو اليوم الذي تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته أمام أبواب مغلقة، وتحدث إلى وسائل الإعلام، لكنه لم يحضر للشهادة. وقال هانتر بايدن إنه سيكون على استعداد للإدلاء بشهادته علنًا، لكن كومر رفض هذا العرض، قائلًا إن نجل الرئيس يجب أن يقدم شهادة سرية أولًا.

مواجهات سياسية
ولسنوات، كان الجمهوريون في مجلس النواب يحققون في المعاملات التجارية لهنتر بايدن، وأي صلة بالرئيس بايدن. وصوت الجمهوريون في مجلس النواب الشهر الماضي لصالح إضفاء الطابع الرسمي على تحقيقهم في قضية عزل الرئيس.

وعندما هدد الجمهوريون هانتر بايدن الأسبوع الماضي بازدراء الكونغرس، قال آبي لويل، محامي هانتر بايدن، في تصريح لشبكة سي بي إس نيوز إن الجمهوريين في مجلس النواب "يواصلون التلاعب السياسي".

وقال لويل: "من الواضح أن الرؤساء الجمهوريين غير مهتمين بالحصول على الحقائق وإلا سيسمحون لهانتر بالإدلاء بشهادته علنًا".
وأضاف: "بدلًا من ذلك، يواصل الجمهوريون في مجلس النواب استغلال الموضوع سياسيا من خلال السعي إلى تقديم اقتراح غير مسبوق بازدراء شخص عرض منذ الطلب الأول الإجابة على جميع أسئلتهم المناسبة". "ما الذي يخافونه؟"

لا بد هنا من الاشارة إلى أن الدعاوى القضائية كانت تلاحق هانتر بايدن منذ سنوات، وقبل أن يدخل والده في المواجهات الرئاسية مع خصمه الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى للعودة الى البيت الابيض. وهو ما سيصعب على الديمقراطيين اقناع الناخبين بحجج المناكفات السياسية المفترضة بالتزامن مع الحملات المضادة للمتنافسين على البيت الأبيض في ولاية جديدة.