الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس تغذي القلق العام، فعدد الأميركيين الذين يتناولون السياسة الخارجية الآن هو ضعف عددهم في استطلاعات العام الماضي
إيلاف من بيروت: فاز دونالد ترامب في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا الاثنين بنسبة 51 في المئة من إجمالي الأصوات، يليه رون ديسانتيس بنسبة 21 في المئة، ونيكي هالي بنسبة 19 في المئة، وفيفيك راماسوامي (علق حملته لاحقًا) بنسبة 8 في المئة. في استطلاعات الرأي ، قال 12 في المئة من الناخبين إن السياسة الخارجية كانت أهم قضاياهم، بعد الاقتصاد (38 في المئة) والهجرة (34 في المئة).
الجدير بالملاحظة أن استطلاعاً للرأي أجرته وكالة أسوشيتد برس في أوائل يناير كشف أن السياسة الخارجية اكتسبت أهمية بين المشاركين من كلا الحزبين. ويصنف 34 في المئة من الديمقراطيين السياسة الخارجية نقطة محورية، مقارنة بـ 16 في المئة قبل عام.
يظهر أيضًا أن الحرب بين إسرائيل وحماس تغذي القلق العام، فعدد الأميركيين الذين يتناولون السياسة الخارجية الآن هو ضعف عددهم في استطلاعات العام الماضي. وأظهرت البيانات أيضا أن المخاوف بشأن تورط الولايات المتحدة في الصراع الأوكراني بقيت كما كانت قبل عام.
دونالد ترامب
المرشح الجمهوري الأوفر حظاً تفاخر بأنه قادر على تسوية الحرب الأوكرانية الروسية في 24 ساعة. في الوقت نفسه، أصدر رسائل متقطعة ومختلطة بشأن إسرائيل وغزة، على الرغم من أنه يشير في كثير من الأحيان إلى أنها ليست مشكلة الولايات المتحدة.
ويبدو أن ترامب يعترف بأنه في ما يتعلق بالمظالم، هناك فلسطين والدولة اليهودية. يقول: "لا كراهية مثل كراهية الفلسطينيين لإسرائيل والشعب اليهودي. وربما العكس أيضًا، لا أعرف. كما تعلمون، الأمر ليس واضحًا"، واضفًا ما يحدث في غزة بأنه "لا يصدق".
نيكي هالي
إذا كان ميل ترامب بشأن أوكرانيا وغزة يقع في مكان ما بين الدبلوماسية وترك الأمور تسير على أعنتها، فلا طرفان في هذه الصراعات بالنسبة لنيكي هيلي. فهناك الخير في أوكرانيا وإسرائيل، والشر في روسيا وفلسطين.
تريد هالي أن تدعم الولايات المتحدة بشكل كامل الأشخاص الطيبين في البلدين. إذا كنت من معجبي جورج دبليو بوش الذي بدأ الحرب العالمية على الإرهاب بإعلانه: "إما أن تكون معنا، أو تكون مع الإرهابيين"، فإن هيلي هي مرشحتك.
وليس مستغربًا أن يكون نجم المحافظين الجدد بيل كريستول من أشد المعجبين بهيلي، وعلى الجانب الآخر، أطلق السيناتور الجمهوري المناهض للحرب راند بول مؤخرًا حملة "لا لنيكي".
رون ديسانتيس
لكن إذا كان بعض أنصار ترامب يستمتعون بوصف هيلي بأنها "داعية للحرب"، فإن رون ديسانتيس، الذي بدأ حملته للترويج لنفسه باعتباره نسخة أكثر مسؤولية أو قابلة للحياة من ترامب، غالبا ما يتم ضمه الآن إلى صفوف هيلي.
بعد أن وصف نزاع أوكرانيا وروسيا بأنه "إقليمي" في مارس 2023، بدا أن حاكم ولاية فلوريدا تراجع عن تصريحاته، واصفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"مجرم الحرب".
وقال ديسانتيس إن دعم إسرائيل أهم كثيرًا من دعم أوكرانيا، وأنه لن يحاول وقف حرب إسرائيل في غزة، وذهب إلى حد القول في المناظرة الجمهورية الأخيرة إنه سيدعم "الإزالة الجماعية" للفلسطينيين.
فيفيك راماسوامي
تأتي أوضح رسالة في السياسة الخارجية عنوانها "أمريكا أولاً" من رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذي لا يريد أن تشارك الولايات المتحدة في الحرب الروسية الأوكرانية ويقول إن السلام عن طريق التفاوض مع أوكرانيا بالتنازل عن بعض الأراضي هو الحل الوحيد.
قال راماسوامي في يونيو الماضي: "لا أعتقد أنه من الأفضل أن تكون روسيا قادرة على غزو دولة ذات سيادة هي جارتها، لكنني أعتقد أن مهمة الرئيس الأميركي هي رعاية المصالح الأميركية".
هالي وقالت إن بوتين "يسيل لعابه" بسبب رئاسة رامسوامي، وهو تكتيك استخدمه المحافظون الجدد في الماضي مع المرشحين الجمهوريين المناهضين للحرب مثل رون بول، الذي اتُهم باستمرار بالانحياز إلى أعداء أميركا.
قال راماسوامي إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجمات 7 أكتوبر، لكنه يعارض التدخل ويقول إن المساعدات يجب أن تكون مشروطة بالإجراءات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في غزة: "إن إسرائيل تتجه نحو غزو كارثي لغزة من دون أهداف واضحة، وتدمير حماس ليس استراتيجية قابلة للحياة".
المصدر: "ريسبونسيبل ستايتكرافت"
التعليقات