إيلاف من لندن: بعد ضربتين غرباً استهدفتا مطلع الأسبوع أربيل في العراق وحلب في سوريا، قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية الثلاثاء إن إيران شنت شرقاً "هجوماً صاروخياً" على ما زعمت أنه "قواعد تنظيم 'جيش العدل' في باكستان".

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن القصف استهدف "مقرين مهمين" لجيش العدل، مشيرة إلى أن "المقرين تعرضا للقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة وتم تدميرهما".

وأسفر الهجوم، الذي نفذته طائرات إيرانية، عن مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين على ما ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية، التي استدعت كبير دبلوماسيي طهران في إسلام آباد للاحتجاج على هذا "الانتهاك غير المبرر للمجال الجوي" الباكستاني.

انتهاك غير مقبول
وأكدت الوزارة أن "هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول بتاتاً وقد تكون له تداعيات خطرة"، مضيفة أن الضربة داخل الأراضي الباكستانية مساء الثلاثاء "أسفرت عن مقتل طفلين بريئين وجرح ثلاث فتيات".

وينشط تنظيم "جيش العدل" على الحدود بين إيران وباكستان، وكان أعلن مسؤوليته في السابق عن سلسلة هجمات استهدفت قوات الشرطة وحرس الحدود الإيراني.

وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية "ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران". ومضت تقول "لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركا منسقا". وأكدت أن "هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة".

وتقول جماعة "جيش العدل" إنها تقاتل نظام الملالي في طهران لإجباره على منح محافظة سيستان وبلوشستان استقلاهما، وانتزاع المزيد من الحقوق للشعب البلوشي.

ويمثل البلوش المجموعة العرقية الرئيسية في سيستان وبلوشستان.

وتقع محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران على الحدود بين باكستان وأفغانستان، وتعد ثاني أكبر المحافظات الإيرانية من حيث المساحة وعاصمتها زاهدان.

ضربات متهورة
وكان الحرس الثوري أعلن في وقت سابق أنّه قصف بصواريخ بالستية ليل الإثنين-الثلاثاء أهدافاً "إرهابية" في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، في هجوم وصفته واشنطن بـ"المتهوّر" وأوقع في أربيل أربعة قتلى مدنيين على الأقل.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن الحرس قوله في بيان إنّه "دمّر مقرّ تجسّس" و"تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران" في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.

وفي واشنطن، ندّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون بـ"سلسلة ضربات متهوّرة وغير دقيقة"، مؤكّدة أنّه "لم يتمّ استهداف أيّ طواقم أو منشآت أميركية" في كردستان العراق.