إيلاف من بيروت: في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، يقول غيورا آيلند، ‏الجنرال احتياط ورئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، إن على إسرائيل أن تبلغ الأميركيين وقف إدخال المساعدات إلى غزة، "ليس لتجويع الفلسطينيين، ولكن هذه وسيلة لإنقاذ الرهائن الإسرائليين في يد حماس، فهذه أيضًا مسألة إنسانية".

بحسب آيلند، تجري المحادثات حول قضية الرهائن ويتعلق الأمر بالتعامل مع المطالب التي قدمتها الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن. يقول: "النقطة الأساسية في الحرب هي سرديتها، التي إذا أخطأت في فهمها، فلن يكون تصحيحها ممكنًا".

السردية خاطئة
يضيف آيلند: "لسوء الحظ، إسرائيل تتصرف في ضوء سردية خاطئة في ما يتعلق بغزة. فهناك تقبع منظمة رهيبة هي حماس، ونحن نحاربها. وهذا القول يتكرر 17 مرة في اليوم، عن سوء حماس وعن الحاجة الماسة إلى ضربها، وعن مليوني غزاوي وجدوا أنفسهم وسط الحرب رغمًا عنهم، وبالتالي لا نعاديهم، بل نسعى لتوفير الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية لهم. لكن لا شيء أبعد عن الواقع من هذا الوصف الكاذب".

يرى آيلند أن ثمة إمكانية لتحويل الرأي الأميركي من طرف إلى آخر. يقول: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو الكابينيت رون ديرمر يعتقدان أنهما يعرفان الأميركيين، وهذا غير صحيح. إنها هما يتحدثان الإنكليزية بطلاقة، لكنهما لا يعرفان الأميركيين جيدًا. لقد قبلنا بفكرة وجود منظمة إرهابية ومواطنين صالحين في غزة، لأن هذا ما حدث في العراق مع داعش، لكن حماس ليست داعش. إنها في قلوب سكان غزة وعقولهم".

يضيف لصحيفة "معاريف" العبري: "يقول لنا الأميركيون: قاتلوا كما قاتلنا في الموصل. لكن في الموصل، كانت هناك مجموعات تطلق النار على أي شخص يعارضها وتثير الكثير من الرعب في النفوس، لكن من وجهة نظر عسكرية لم تكن تشكل تهديدًا كبيرًا. في المقابل، جعلت حماس من غزة المقر الأشد تحصيناً في تاريخ الحروب. هناك أسلحة متطورة هناك، حديثة وبكميات جنونية، وهناك صناعة حربية، وتعبئة وتجنيد، ومعدات عالية الجودة لكل مقاتل من الأحذية إلى الخوذات، تمامًا مثل مقاتل كوماندوز في القوات الخاصة، إضافة إلى مئات الكيلومترات من الأنفاق. إنها قدرة عسكرية مذهلة حقًا".

عشرة أضعاف أوكيناوا
يتابع آيلند: "كي نشرح للأميركيين تفاصيل الحرب في غزة، يجب أن نذكرهم بمعركة أوكيناوا ضد اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، عندما تحصن اليابانيون في الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، واستخدموا السكان دروعًا بشرية. نتيجة لذلك، قُتل مئات الآلاف من المدنيين، وكان الطريق قصيرًا نحو القنبلة الذرية. أقول للأميركيين، خذوا معركة أوكيناوا ضاعفوها 10 أضعاف لتصلوا إلى قدرات حماس".

بحسب رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، تخوض إسرائيل حربًا مع غزة لا سابقة تاريخية لها، فهي تزود دولة معادية بالطعام والماء وبالوقود، "وهذا كله يصل إلى حماس، لهذا مسألة أربط المساعدات الإنسانية بمسألة الرهائن. وحتى لو كان الوقت متأخرًا، على إسرائيل أن تقول للأميركيين جملة تبدو لي صحيحة واقعيًا وأخلاقيًا: نخشى أن يموت الرهائن، وإذا كانوا على قيد الحياة، فمن يدري كيف سيموتون؟ وإذا كان مهمًا جدًا للعالم أن تصل الإمدادات الإنسانية إلى غزة، فهذا العالم سيمارس كل الضغوط الممكنة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين".

المصدر: "معاريف"