في السادس عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلنت دولة قطر التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية وتعاون فرنسي، تدخل بموجبه شحنة من الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة، مقابل إيصال أدوية إلى الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس داخل القطاع.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت قطر وصول طائرتين محملتين بـ61 طنا من المساعدات إلى مطار العريش، تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة.
كثير من التفاصيل حول هذا الاتفاق ما زالت غير واضحة، والمعلومات في هذا الشأن متضاربة. فما الذي نعرفه عن تفاصيل هذا الاتفاق حتى الآن؟
التفاصيل المعلنة
بحسب ما أعلنته دولة قطر والحكومة الإسرائيلية، يشمل الاتفاق إرسال طائرتين قطريتين محملتين بالأدوية والمساعدات الغذائية، وأدوية للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
تقول الحكومة الإسرائيلية إن الأدوية التي سيتم إيصالها إلى الرهائن تم شراؤها في فرنسا، وفقا لقائمة أعدتها إسرائيل باحتياجات الرهائن.
ووفقا لبيان حكومي إسرائيلي، سيتولى ممثلون عن دولة قطر مهمة إيصال الأدوية إلى "وجهتها النهائية" داخل قطاع غزة.
هل وصلت الأدوية إلى الرهائن؟
الأربعاء الماضي، أعلنت قطر وصول الطائرتين بالفعل إلى مطار العريش، وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في تصريحات إعلامية مساء الخميس إن الأدوية والمساعدات دخلت إلى قطاع غزة، موضحا أن نحو 11 طنا من المساعدات نُقلت عبر الهلال الأحمر المصري وتسلمتها وزارة الصحة في قطاع غزة.
وقال الأنصاري "لا يمكننا التأكد من وصول الأدوية إلى الرهائن بسبب صعوبة الاتصالات في قطاع غزة، لكن على الأغلب تم إيصالها"، وذكر "لا يمكننا تأكيد ذلك".
على الجانب الآخر، رفض المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في غزة التعليق على الأمر، وقال إنه لا يملك أي معلومات حوله.
مساعدات إلى الشمال؟
منذ بداية الحرب في غزة أعلن الجيش الإسرائيلي منطقة شمال القطاع منطقة عسكرية، وطالب كل السكان هناك بترك منازلهم والتوجه إلى الجنوب، ومنذ ذلك الحين يشتكي سكان المناطق الشمالية من تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، ونقصان في الأدوية والأطعمة.
البيان القطري ذكر أن المساعدات ستصل إلى المناطق "الأكثر احتياجا" في القطاع من دون تحديد مناطق معينة، لكن عضو المكتب السياسي لحركة حماس قال في تغريدة على منصة "إكس" إن "الدواء سيصل إلى شمال قطاع غزة رغم المنع الإسرائيلي".
وقال المتحدث باسم هيئة الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني، أحمد جبريل، لبي بي سي "من المفترض أن يتم إيصال الأدوية إلى مناطق شمال القطاع أيضا حسب المعلن، لكننا بانتظار التنفيذ".
وقبل أيام حثت الأمم المتحدة على إيصال مزيد من المساعدات إلى مناطق شمال القطاع، مطالبة إسرائيل بتسهيل ذلك.
أزمة حول التفتيش
أثار تفتيش شاحنات المساعدات أزمة حول دخولها إلى القطاع، إذ قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، إن الحركة رفضت أن تفتش إسرائيل شاحنات المساعدات المرسلة إلى داخل القطاع في إطار الاتفاق، ومن الجانب الآخر، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خضوع الشاحنات إلى التفتيش الإسرائيلي.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي إنه "أمر بفحص الشاحنات سواء قبلت حماس أو رفضت".
وكتب أبو مرزوق في تغريدة على حسابه بموقع "أكس" إن "حماس طالبت بألف علبة دواء لسكان غزة مقابل كل علبة دواء تصل إلى الرهائن" كذلك توفير الأدوية عبر دولة تثق فيها الحركة، ومنع تفتيش شاحنات الأدوية من قبل الجيش الإسرائيلي.
كما قال أبو مرزوق الحركة رفضت أن توفر فرنسا الأدوية لـ"عدم ثقتها في الحكومة الفرنسية ومواقفها الداعمة لإسرائيل".
ضغوط في إسرائيل
جاءت هذه الصفقة وسط تزايد الضغوط التي يمارسها أهالي الرهائن داخل إسرائيل، إذ تجمعت عائلات الرهائن قبل أيام على حدود غزة، وأوصلت رسالة عبر مكبرات الصوت لأبنائهم، قائلين إن الأبناء يعانون من نقص المياه والطعام والدواء.
ويوم الخميس، أغلقت عائلات المحتجزين طريقا رئيسيا في تل أبيب مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالوصول إلى اتفاق يعيد أبنائهم المحتجزين.
ما دور الصليب الأحمر؟
على العكس من البروتوكول المتبع في مثل هذه الاتفاقات، لن يقوم الصليب الأحمر بتسليم شحنات الأدوية هذه المرة، وسيتولى المسؤولية ممثلون عن قطر حسب ما أُعلن.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي ترحيبها بالاتفاق الذي يسمح بوصول الأدوية إلى الرهائن، وإدخال مزيد من الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة.
وأضافت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحث كل الأطراف الفاعلة على ضمان إيصال الأدوية إلى من يحتاجونها، كما أن اللجنة مستعدة للاستمرار في لعب دورها كوسيط محايد.
ولا زالت حركة حماس تحتجز 136 رهينة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حين شن مقاتلوها هجوما على مستوطنات غلاف غزة، أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيليا، واقتياد 250 كرهائن تم احتجازهم داخل القطاع.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب على حركة حماس في قطاع غزة، وبدأت في توجيه ضربات مستمرة لأكثر من ثلاثة أشهر، أسفرت عن مقتل أكثر 24 ألف فلسطيني، وجرح عشرات الآلاف وتهجير نحو 90٪ من سكان القطاع من منازلهم بسبب العمليات العسكرية.
التعليقات