إيلاف من القدس: "أتراه انقلب السحر على الساحر أم فقد الساحر قدارته؟!" يتساءل مسؤول عربي رفيع تحدث لـ"إيلاف" معلقاً على مواقف الصد الأخيرة، وهي بالجملة، التي يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قادة الدول العربية.

ففي الأسبوع الماضي، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبال مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو موقف تكرر مع قادة عرب آخرين. وقال المسؤول الذي تحدث لـ "إيلاف" إن هذا الموقف تجاه نتنياهو لم يقتصر فقط على الرئيس المصري، بل تكرر مع رئيس الإمارات محمد بن زايد الذي يؤكد على حل الدولتين. وكان محمد بن زايد رفض التحدث مع نتنياهو بسبب عدم قبول الأخير بكل المساعي التي تطرح حلاً أمنياً أو مستقبلياً للقضية الفلسطينية. وتكرر موقف الصد مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي لم يمانع التواصل مع رئيس الشاباك أو رئيس الموساد، ولكنه يرفض الحديث المباشر مع نتنياهو.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول أكثر من مرة مؤخراً التحدث مع العاهل الأردني ولم ينجح بذلك. ويأتي في سياق مماثل، رفض عاهل المغرب الملك محمد السادس التحدث أو استقبال أي شخصية إسرائيلية، وقد رفض الحديث مع أي مسؤول إسرائيلي، بما في ذلك رئيس الدولة يتسحاك هرتسوغ الذي حاول التوسط لصالح نتنياهو.

وكان نتنياهو قد هاجم قطر بشدة خلال حديث مع عائلات المختطفين. وتم تسريب الحديث واتهمت العائلات مكتب نتنياهو بالتسريب والأخير اتهم العائلات بذلك. وتضمنت التسريبات، وصف وزراء في الحكومة الإسرائيلية قطر بأنها راعية لإرهاب حماس وأنها تتحمل مسؤولية جريمة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، كما جاء في تصريح لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

ويبدو نتنياهو يخسر الأصدقاء واحداً تلو الآخر بحسب مسؤول إسرائيلي رفيع، قال إن تصرفاته الأخيرة تبعد الدول العربية المعتدلة عن إسرائيل وإنه أصبح من شبه المستحيل بناء محور معتدل بعد لاءات نتنياهو بشأن إنهاء الحرب وإدخال السلطة الفلسطينية لغزة ومنح أفق سياسي لحل الدولتين.

وأكد رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهن أن تصريحات نتنياهو ضد قطر من شأنها تقويض كل فرصة لاستعادة المختطفين. وأشار كوهن إلى أن قطر وحدها التي بإمكانها التأثير على حماس، ومع فقدان مساعيها في هذا المسار، تخسر إسرائيل اي احتمال للضغط على حماس لإطلاق المختطفين والأسرى.

إلى ذلك، علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة في إسرائيل أن رئيس الموساد الحالي ديدي برنيع سيزور قطر هذه الأيام في محاولة لرأب الصدع، وأن الموساد مستاء بشكل كبير من التصريحات التي تسربت عن نتنياهو ووزراء في الحكومة الإسرائيلية ضد قطر، لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء سوى محاولة تلطيف الأجواء مع القطريين وإعادة إحياء جهود الوساطة الإنسانية التي تقوم بها قطر في هذا المجال، تقول المصادر.